مجلة الفيصل: منارة الفكر والأدب في سماء الثقافة السعودية
في قلب المشهد الثقافي للمملكة العربية السعودية، تتربع مجلة الفيصل كمنبر شهري يضيء دروب الأدب والفكر. منذ تأسيسها في عام 1397هـ الموافق 1977م، من قبل مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، اضطلعت المجلة بدور محوري في إثراء الحياة الثقافية السعودية، مقدمةً مزيجًا فريدًا من المقالات النقدية، والأعمال الأدبية، والترجمات المتقنة من شتى بقاع الأرض.
قصة التأسيس: من الرؤية إلى الواقع
تعود جذور مجلة الفيصل الثقافية إلى رؤية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي تطلع إلى تأسيس دار نشر تحمل اسم والده، الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، تخليدًا لإرثه. تجسدت هذه الرؤية في عام 1397هـ/1977م، عندما منحت وزارة الإعلام ترخيصًا بإنشاء دار الفيصل الثقافية، لتتولى مهام النشر والطباعة والتوزيع، ومن رحمها ولدت مجلة الفيصل الثقافية. وفي خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالبحث والدراسة، أُلحقت دار الفيصل بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعد نقل ملكيتها إلى مؤسسة الملك فيصل الخيرية في عام 1412هـ/1991م.
الفيصل: نافذة على عوالم الفكر والأدب
تتميز مجلة الفيصل بتبنيها للأطروحات الموضوعية العميقة، واهتمامها المتزايد بقضايا الحضارة الإسلامية العريقة. تتنوع أبواب المجلة لتشمل الآثار، الإصدارات الحديثة، الإعلام، بواكير الحداثة العربية، قضايا البيئة، التحقيقات المعمقة، والتراث الغني.
مسيرة التحرير: قادة الفكر والثقافة
على مر العقود، تعاقب على رئاسة تحرير مجلة الفيصل الثقافية نخبة من أبرز الأسماء في عالم الفكر والثقافة، بدءًا من علوي طه الصافي الذي قاد المسيرة من عام 1977م إلى 1991م، مرورًا بزيد عبدالمحسن الحسين (1991م – 1998م)، ويحيى محمود بن جنيد (1998م -2013م)، وعبدالله يوسف الكويليت (2013م – 2015م)، وماجد عبدالله الحجيلان (2015م – 2018م)، وصولًا إلى هباس رجاء الحربي الذي تولى المسؤولية بعدهم.
وفي النهايه:
تظل مجلة الفيصل علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي، شاهدة على تاريخ من الإبداع والتميز. فإلى أي مدى ستستمر المجلة في الحفاظ على هذا الإرث العريق، وما هي التحديات التي ستواجهها في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم؟







