غسل الكعبة المشرفة: طقوس مقدسة وتاريخ عريق
في قلب المسجد الحرام بمكة المكرمة، تتجه أنظار المسلمين في الخامس عشر من محرم كل عام هجري نحو حدث جليل: غسل الكعبة المشرفة. هذه المناسبة ليست مجرد تنظيف، بل هي تعبير عن التقدير والتبجيل لهذا البيت العتيق، وإحياء لسنة نبوية مباركة.
الاستعداد لغسل الكعبة: مكانس من القش وعطور فواحة
قبل البدء في عملية الغسل الفعلية، يتم استخدام أربع مكانس قش خاصة ذات مقابض فضية لتنظيف الكعبة من الغبار والأتربة. هذه المكانس ليست مجرد أدوات، بل تحمل نقوشًا تزيدها بهاءً، حيث تحمل عبارة “الكعبة الغراء ما أضوع الشذا وما أطهر الجدران بالنور تغسل”، لتضفي على عملية التنظيف لمسة روحانية وجمالية.
أدوات ومكونات الغسل: مزيج من التراث والروحانية
تُستخدم في غسل الكعبة المشرفة مجموعة فريدة من الأدوات والأواني النحاسية التي تعكس التراث الإسلامي العريق. أما عن مكونات الغسل، فيتم استخدام أربعة جالونات، سعة كل منها 10 لترات، من خلطة خاصة تتكون من أربع تولات من دهن العود الفاخر، ممزوجة بماء الورد المعطر وماء زمزم المبارك. كما يتم استخدام أربع مماسح أخرى لتنظيف الأجزاء المرتفعة من جدران الكعبة، وأربع قطع قماشية ذات مقابض خشبية لتجفيف أرضية الكعبة بعد غسلها.
وفي النهايه :
غسل الكعبة ليس مجرد تطهير مادي، بل هو تطهير للقلوب والنفوس، وتجديد للعهد مع الله. إنه مظهر من مظاهر التعظيم لشعائر الله، وتعبير عن الحب والاشتياق لهذا المكان الطاهر. فهل يبقى هذا التقليد رمزًا للتجديد الروحي، أم يتحول مع مرور الوقت إلى مجرد احتفال بروتوكولي؟











