مبادرة طريق مكة: تسهيل رحلة الحجاج
مبادرة طريق مكة تمثل نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن، وهي مبادرة خدمية وتنظيمية تهدف إلى تيسير وتسهيل رحلة الحجاج القادمين من خارج المملكة العربية السعودية. تبدأ هذه الرحلة من بلدانهم الأصلية، مرورًا بالإجراءات السلسة والمنظمة، ووصولًا إلى استقبالهم المتميز وإقامتهم المريحة في مساكنهم بالمملكة، وصولًا إلى عودتهم إلى ديارهم سالمين. أطلقتها وزارة الداخلية في عام 1438هـ (2017م) كجزء من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد المحاور الرئيسية في رؤية السعودية 2030. منذ إطلاقها وحتى عام 2025م، استفاد من هذه المبادرة أكثر من 940,657 حاجًا.
الدول المستفيدة من مبادرة طريق مكة
تعمل مبادرة طريق مكة بتنسيق متكامل مع مختلف الجهات المعنية، لتقديم خدمات متميزة مدعومة بأحدث التقنيات، مما يوفر الوقت والجهد على الحجاج.
عند انطلاقها، كانت المبادرة مخصصة لحجاج دولة ماليزيا، ولكنها توسعت تدريجيًا لتشمل المزيد من الدول. بحلول عام 1446هـ (2025م)، ستصل عدد الدول المستفيدة إلى ثماني دول، وهي: ماليزيا، والمغرب، وإندونيسيا، وباكستان، وبنجلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار، والمالديف.
أهداف مبادرة طريق مكة
تهدف مبادرة طريق مكة بشكل أساسي إلى تسهيل رحلة الحجاج القادمين من الخارج، وذلك من خلال تطوير شامل للخدمات المقدمة لهم، وإزالة كافة العقبات التي قد تواجههم. تشمل هذه التسهيلات إصدار تأشيرات الحج إلكترونيًا، وتبسيط الإجراءات في بلد المغادرة، بالإضافة إلى الاستقبال المميز والمنظم عند الوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوفير أماكن إقامة مريحة. كما تتضمن المبادرة خدمات ترميز وفرز الأمتعة وتسجيلها بأسماء أصحابها، وتسليمها مباشرة في مقار سكنهم، دون الحاجة إلى الانتظار في صالات الوصول، وذلك بالتنسيق مع ترتيبات النقل والسكن في المملكة العربية السعودية.
الإشراف على مبادرة طريق مكة
تُنفذ مبادرة طريق مكة تحت الإشراف المباشر من وزارة الداخلية، وبالتعاون الوثيق مع العديد من الجهات الحكومية الأخرى، مثل وزارة الخارجية، ووزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، والهيئة العامة للطيران المدني، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والمديرية العامة للجوازات، وشركة علم. هذا التعاون يضمن تقديم خدمات متكاملة وعالية الجودة للحجاج.
مراحل تنفيذ مبادرة طريق مكة
انطلقت مبادرة طريق مكة بشكل تجريبي ومحدود في عام 1438هـ (2017م)، حيث طُبقت على أعداد معينة من حجاج دولة ماليزيا. وفي عام 1439هـ (2018م)، توسعت المبادرة لتشمل جميع حجاج إندونيسيا وماليزيا. وفي عام 1440هـ (2019م)، أضيفت تونس وبنجلاديش وباكستان إلى قائمة الدول المستفيدة. توقفت المبادرة في عامي 1441هـ (2020م) و1442هـ (2021م) بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
في عام 1443هـ (2022م)، استؤنفت المبادرة، واستفاد منها حجاج خمس دول هي: المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وبنجلاديش، وباكستان. وفي عام 1444هـ (2023م)، ارتفع عدد الدول المستفيدة إلى سبع دول، بعد إضافة جمهوريتي تركيا وكوت ديفوار. وفي عام 1446هـ (2025م) وصل عدد الدول المستفيدة إلى ثماني دول، بعد إضافة جمهورية المالديف. وتنفذ المبادرة مهامها من خلال صالات مخصصة في مطارات الدول الثماني المستفيدة.
إجراءات مبادرة طريق مكة
تبدأ إجراءات مبادرة طريق مكة بأخذ الخصائص الحيوية للحجاج، والتحقق من استيفائهم للاشتراطات الصحية والوقائية المطلوبة، والحصول على تأشيرة الحج إلكترونيًا. ثم يتم استخراج بطاقة صعود الطائرة، وفرز الأمتعة وترميزها بتسجيل اسم صاحبها في محطة الإقلاع. بعد ذلك، يتم إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة العربية السعودية من قبل فريق عمل الجوازات في مطار بلد المغادرة، بعد التأكد من استيفاء جميع الاشتراطات الصحية، ليتمكنوا من التوجه إلى محطة وصولهم في مدينتي جدة أو المدينة المنورة.
عند الوصول إلى المملكة، يتوجه الحجاج إلى الصالة المخصصة لمبادرة طريق مكة، ومن ثم ينتقلون مباشرة إلى أماكن إقامتهم المخصصة. وتعمل الجهات الخدمية على تسليم الحجاج أمتعتهم في مقار سكنهم مباشرة، دون الحاجة إلى الانتظار.
جوائز مبادرة طريق مكة
حصلت مبادرة طريق مكة على جائزة مكة للتميّز في دورتها الحادية عشرة لأعمال عام 1440هـ (2019م)، في مجال خدمات الحج والعمرة. هذا التقدير جاء تكريمًا لجهودها المتميزة في تسهيل رحلات الحج، من خلال إنهاء الإجراءات المتعلقة بالاشتراطات الصحية والجمارك والجوازات من مطارات بلدان الحجاج، وتسهيل دخول الرحلات إلى المملكة العربية السعودية، وتيسير حركتها كأي رحلة داخلية.
وفي النهايه :
مبادرة طريق مكة تجسد التزام المملكة العربية السعودية بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتطوير منظومة الحج والعمرة باستمرار. فهل ستشهد السنوات القادمة توسعًا أكبر في نطاق المبادرة لتشمل المزيد من الدول، وهل ستنجح التقنيات الحديثة في إحداث نقلة نوعية في تجربة الحجاج؟
