أساطين المسجد النبوي: معالم من نور في رحاب الروضة الشريفة
تُعتبر أساطين المسجد النبوي في المدينة المنورة من أبرز المعالم الروحانية والتاريخية، فهي ليست مجرد أعمدة تحمل قباب الروضة النبوية الشريفة، بل هي شواهد حية من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تلك الأساطين التي كانت في العهد النبوي جذوعًا من النخل، تحولت عبر الزمن إلى أعمدة حجرية، لكنها حافظت على أسمائها التي تعود إلى تلك الحقبة الزمنية الغنية بالأحداث. هذه الأسماء نُقشت بماء الذهب على خلفية خضراء، لتظل شاهدة على تاريخ عظيم.
الأسطوانة المخلقة: حنين الجذع وشاهد النبوة
تُعرف الأسطوانة المخلقة بمكانتها الخاصة، فهي أُقيمت تحديدًا في الموضع الذي كان يشغله جذع النخلة الذي حنَّ إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان النبي يستند إلى هذا الجذع قبل بناء المنبر، ولذلك تُعرف أيضًا باسم “علم رسول الله صلى الله عليه وسلم”، لتشهد على معجزة حب الجماد لسيد الأنام.
أسطوانة القرعة: رمز الاختيار والفضل
تُعرف أيضًا بأسطوانة السيدة عائشة رضي الله عنها، وأسطوانة المهاجرين، وتحمل في طياتها دلالات الاختيار والفضل، حيث كانت لها مكانة خاصة في نفوس الصحابة والمهاجرين.
أسطوانة التوبة: مغفرة ورحمة
تُعرف أسطوانة التوبة أيضًا بأسطوانة أبو لبابة، وتحمل اسم الصحابي الذي ارتبطت توبته بهذا المكان، لتكون رمزًا للتوبة والرجوع إلى الله.
أسطوانة السرير: قربًا من الروضة
تقع أسطوانة السرير في الجهة الشرقية من أسطوانة التوبة، وهي ملاصقة للشباك المطل على الروضة الشريفة، مما يزيد من فضلها ومكانتها.
أسطوانة المحرس: حماية نبوية
تُعرف أسطوانة المحرس أيضًا بأسطوانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث كان يجلس عندها لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم، لتشهد على تفانيه في حماية الرسول.
أسطوانة الوفود: استقبال الكرام
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجلس عند أسطوانة الوفود لاستقبال وفود العرب القادمين عليه، لتدل على أهمية التواصل والدعوة إلى الإسلام.
أسطوانة مربعة القبر: مقام جبريل
تُعرف أسطوانة مربعة القبر أيضًا بأسطوانة مقام جبريل، وتحمل اسم الملك الذي كان ينزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، لتدل على مكانة الوحي والنبوة.
أسطوانة التهجد: عبادة وإخلاص
تقع أسطوانة التهجد خلف بيت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتشير إلى أهمية قيام الليل والعبادة الخالصة.
وفي النهايه :
تظل أساطين المسجد النبوي معالم حية وشاهدة على عظمة التاريخ الإسلامي، فهل ستظل هذه الأساطين مصدر إلهام للأجيال القادمة، تذكرهم بسيرة النبي العطرة وأخلاق الإسلام السمحة؟











