ميزاب الكعبة المشرفة: تاريخ وتطورات
في قلب الكعبة المشرفة، يتربع ميزاب الكعبة كجزء لا يتجزأ من هذا الصرح العظيم. هذا المجرى، المصمم خصيصًا لتصريف مياه الأمطار أو المياه المستخدمة في غسل سطح الكعبة، يقع في منتصف الجهة الشمالية لسطح الكعبة، حيث تنساب المياه المتدفقة منه لتستقر في حِجر الكعبة.
تاريخ ميزاب الكعبة وأبعاده
يمتد ميزاب الكعبة المشرفة بطول يصل إلى 258 سنتيمترًا داخل جدار الكعبة، بينما يبلغ عرض بطنه 26 سنتيمترًا، وارتفاع جانبيه 23 سنتيمترًا. ويتوغل داخل جدار السطح بمسافة 58 سنتيمترًا. يعود الفضل في استحداث أول ميزاب للكعبة إلى قريش، وذلك أثناء إعادة بنائهم للكعبة. وفي عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، تم إدخال الذهب في صناعته ليضفي عليه مزيدًا من الفخامة والجمال.
الإصلاحات السعودية لميزاب الكعبة
حظي ميزاب الكعبة باهتمام بالغ خلال العهد السعودي، حيث شهد أول إصلاح له في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك ضمن أعمال ترميم سطح الكعبة المشرفة. وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، جرى استبدال الميزاب القديم بآخر جديد وأكثر قوة، مع الحفاظ على نفس مواصفات الميزاب الأصلي، خلال عملية ترميم الكعبة المشرفة التي تمت عام 1417هـ/1996م.
وفي النهايه :
ميزاب الكعبة المشرفة، هذا العنصر المعماري الدقيق، ليس مجرد قناة لتصريف المياه، بل هو جزء من تاريخ الكعبة المشرفة، يحمل في طياته قصصًا من التجديد والاهتمام عبر العصور. فهل سيشهد هذا الميزاب تغييرات أخرى في المستقبل، وهل ستستمر العناية به كرمز من رموز هذا الصرح الإسلامي العظيم؟











