مسجد الجن: معلم تاريخي في مكة المكرمة
في قلب مكة المكرمة، يتربع مسجد يحمل اسمًا يثير الفضول والاهتمام: مسجد الجن. يعود تسمية هذا المسجد إلى روايات تاريخية تحكي أنه في إحدى الليالي، فقد الصحابة الكرام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبدأوا البحث عنه في أرجاء مكة. وبينما هم كذلك، أقبل الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة مقبرة المعلاة. عندما رأوه، أعربوا عن قلقهم وفزعهم لفقدانه، فأخبرهم بأنه كان مع إخوانهم من الجن، يعلمهم ويفقههم في أمور دينهم.
أهمية تاريخية ودينية
يُذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى بيعة الجن في هذا المكان، وأن ترابه يحوي موضع الخط الذي رسمه الرسول للصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وفي هذا الموضع، استمع نفر من الجن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن الكريم، وكانت هذه الحادثة سببًا في نزول سورة الجن. ومن هنا، اكتسب المسجد اسمه الذي يعرف به حتى اليوم.
الموقع والتجديدات
يقع مسجد الجن أمام مقبرة المعلاة في مكة المكرمة، ويُعتبر معلمًا تاريخيًا بارزًا في المدينة. شهد المسجد عدة تجديدات عبر العصور الإسلامية المختلفة، كان آخرها في عام 1421هـ/2000م، في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
وفي النهايه :
مسجد الجن يبقى شاهدًا على حقبة مهمة في التاريخ الإسلامي، ومكانًا يذكرنا بتواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الجن وتعليمهم أمور دينهم. فهل ستبقى هذه المعالم التاريخية محط اهتمام الأجيال القادمة، ورمزًا للتراث الإسلامي العريق؟











