سر برودة رخام الحرمين الشريفين: تحليل شامل
يتبادر إلى أذهان زوار الحرمين الشريفين سؤالًا هامًا: ما السر وراء برودة الرخام الذي يلامس أقدامهم، خاصة في ظل حرارة الشمس الحارقة؟ هذا المقال يسعى إلى كشف هذا السر، مع تقديم نظرة شاملة حول أنواع الرخام المستخدمة والتقنيات المتبعة للحفاظ على هذه البرودة المميزة.
رخام تاسوس: جوهرة الحرمين الشريفين
في قلب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في رحاب الحرمين الشريفين، تبرز خاصية فريدة لأرضياتها الرخامية التي تبعث على الراحة والانتعاش. يرجع ذلك بشكل أساسي إلى استخدام رخام تاسوس، وهو رخام يوناني أبيض طبيعي يتم استيراده خصيصًا ليناسب الظروف المناخية القاسية في المنطقة.
خصائص فريدة لرخام تاسوس
رخام تاسوس يتميز بقدرته العالية على مقاومة الحرارة، حيث لا يمتصها حتى في أشد أيام الصيف حرارة. والأكثر من ذلك، يتمتع هذا الرخام بمسامات دقيقة تمكنه من امتصاص الرطوبة ليلًا وإطلاقها نهارًا، مما يجعله باردًا بشكل طبيعي ومستمر.
رخام كرارا الإيطالي: لمسة من الفخامة في المسجد النبوي
إلى جانب رخام تاسوس، يُستخدم رخام كرارا الإيطالي في أرضيات المسجد النبوي، حيث يغطي مساحة تزيد على 90 ألف متر مربع. يتميز هذا الرخام بجودته العالية ومظهره الجذاب، مما يضفي لمسة من الفخامة والأناقة على المكان.
تقنيات إضافية للتبريد
لا يقتصر الأمر على نوعية الرخام المستخدم، بل تشمل جهود التبريد أيضًا تركيب مراوح مزودة برذاذ الماء لتلطيف الأجواء. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنقية هواء التكييف وتعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية قبل توزيعه في أرجاء المسجد الحرام، مما يضمن بيئة مريحة وصحية للزوار.
معايير الجودة العالية
تخضع جميع أنواع الرخام المستخدم في الحرمين الشريفين لمعايير جودة صارمة، ويتم اختيارها بعناية لتتناسب مع طبيعة المكان وتضاريسه. هذا الاهتمام بأدق التفاصيل يعكس حرص القيادة السعودية على توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وفي النهايه:
إن برودة رخام الحرمين الشريفين ليست مجرد صدفة، بل هي نتاج تخطيط دقيق واختيار دقيق لأنواع الرخام، بالإضافة إلى استخدام تقنيات تبريد متطورة. هذه الجهود تهدف إلى توفير بيئة مريحة ومنعشة للزوار، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل سهولة ويسر. فهل يمكن لهذه التقنيات أن تكون نموذجًا يحتذى به في أماكن أخرى حول العالم؟











