الداما: لعبة شعبية عريقة في السعودية
في قلب التراث السعودي، تتربع لعبة الداما كرمز من رموز التراث الشعبي، يتوارثها الأجيال. لطالما كانت هذه اللعبة رفيقًا لكبار السن من الرجال، حيث يجتمعون لممارستها وتبادل الأحاديث والذكريات. في الماضي، كانوا يرسمون مربعات اللعب على الأرض مباشرة، محاكاةً لرقعة الشطرنج، أو يستخدمون طاولات خشبية مصممة خصيصًا لهذا الغرض، والتي غالبًا ما كانت تحتوي على درج سفلي لحفظ قطع اللعب. واليوم، أصبحت رقعة الشطرنج التقليدية هي الخيار المفضل لممارسة هذه اللعبة الممتعة.
مكونات لعبة الداما
تتألف لعبة الداما من مكونات أساسية تضفي عليها طابعها المميز. تتضمن هذه المكونات أحجار الداما نفسها، بالإضافة إلى الطاولة المصممة خصيصًا للمحترفين، والتي يصنعها النجارون المهرة. تتكون الأحجار عادةً من 16 قطعة أسطوانية الشكل مصنوعة من الخشب، وتتميز بوجود تجويف في منتصفها. يتم تمييز كل مجموعة من الأحجار بلون مختلف لتسهيل التمييز بين اللاعبين. أما بالنسبة للهواة والمبتدئين، فيمكنهم استخدام بدائل بسيطة مثل الحجارة الصغيرة، أزرار الملابس، أو حتى أغطية قناني المياه الغازية. الأهم هو أن يمتلك كل لاعب مجموعة أدوات خاصة به ومميزة بلون معين.
طريقة لعب الداما
تبدأ لعبة الداما بترتيب الأحجار على الرقعة. يقوم كل لاعب بوضع أحجاره في صفين متجاورين على الجانب الخاص به، مع ترك الصف الأول فارغًا. عندما يحين دور اللاعب، يقوم بتحريك أحد أحجاره حركة واحدة فقط إلى الأمام، سواء كان التحريك عموديًا أو أفقيًا. يُمنع منعًا باتًا الرجوع إلى الخلف أو نقل الحجر إلى مربع غير خالٍ.
قواعد الالتهام في لعبة الداما
عندما يتقابل حجرا الخصمين وجهًا لوجه أو جنبًا إلى جنب، يصبح متاحًا للاعب الذي يحين دوره القفز فوق حجر الخصم و”أكله”، أي إخراجه من اللعبة. ولكن، يشترط أن يكون المربع الذي يلي حجر الخصم مباشرةً خاليًا. إذا كان هناك حجر آخر للخصم في المربع الذي يليه من جنبه أو خلفه، فلا يمكن أكل الحجر الأول.
الوصول إلى “الداما”
عندما يتمكن أي لاعب من الوصول إلى الصف الأخير من جهة الخصم، فإنه يحصل على لقب “داما”، ويعلن ذلك بصوت عالٍ قائلاً: “داما!”. الداما تتمتع بصلاحيات خاصة، حيث يمكنها أكل الأحجار التي تقع أمامها وخلفها على حد سواء، بغض النظر عن المسافة الفاصلة بينهما. ولكن، يشترط ألا تكون هناك أية حجارة أخرى تفصل بين الداما والحجر المراد أكله، أو أن يكون الهدف محميًا بحجر آخر من الخلف.
وفي النهايه :
تظل لعبة الداما جزءًا لا يتجزأ من التراث السعودي، شاهدة على بساطة الماضي وجمالياته. فهل ستستمر هذه اللعبة في جذب الأجيال القادمة، أم ستطويها رياح التغيير؟ يبقى السؤال مفتوحًا، في انتظار مستقبل يحمل في طياته الإجابة.
