بئر زمزم: تاريخ من العناية والتطوير
بئر زمزم، ذلك المعين الذي لا ينضب، يمتد على عمق يصل إلى 30 مترًا. يتكون البئر من جزأين رئيسيين: جزء مبني بعمق 12.80 مترًا، وجزء آخر منحوت في صخر الجبل بعمق 17.20 مترًا. أما قطر البئر، فيتراوح بين 1.5 متر و2.5 متر، وهو يختلف باختلاف العمق.
الاهتمام الملكي بماء زمزم عبر العصور
على مر العصور، أولى ملوك المملكة العربية السعودية اهتمامًا خاصًا بـ بئر زمزم، وعملوا على تحسينه وتطويره باستمرار. بدأ هذا الاهتمام منذ عهد الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث كانت الدلاء هي الوسيلة الوحيدة لاستخراج الماء من البئر. وفي عام 1373هـ/1954م، أمر الملك بتركيب مضخة لضخ المياه إلى خزانين علويين، وتم توصيل كل خزان بـ 12 صنبورًا، وذلك بجانب استخدام الدلاء.
توسعات وتطويرات في بئر زمزم
وفي التوسعة الأولى التي نفذتها الحكومة السعودية عام 1377هـ/1958م، تم اعتماد تصميم فريد لـ بئر زمزم. أزيلت العوائق التي كانت تضيق على الطائفين، وتم وضع البئر تحت الأرض، بحيث أصبح سقف المبنى مساويًا لأرض المطاف. كما تم بناء جدار من الخرسانة مكسو بالرخام حول البئر.
إدارة سقيا زمزم: دورها ومهامها
تتولى إدارة سقيا زمزم بالمسجد الحرام مسؤولية الإشراف الكامل على البئر، وتوفير المياه العادية والمبردة في الحافظات المنتشرة في أرجاء المسجد. بالإضافة إلى ذلك، تتولى الإدارة شؤون نظافة البئر والحافظات، وتزويدها بالأكواب البلاستيكية، وغسل المشربيات والأكواب المعدنية، ومراقبة درجة برودة المياه في المشربيات.
وفي النهايه :
إن بئر زمزم ليس مجرد بئر ماء، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ المسجد الحرام، ورمز للعناية والاهتمام الذي توليه الدولة السعودية للحرمين الشريفين. فهل سيستمر هذا الاهتمام والتطوير في المستقبل؟ وهل ستشهد الأجيال القادمة المزيد من التحسينات في هذا المعلم الإسلامي العظيم؟











