جسر الجمرات: تحفة معمارية في خدمة الحجيج
في قلب مشعر منى بمكة المكرمة، يرتفع جسر الجمرات شامخًا، ليشكل علامة فارقة في تنظيم شعائر الحج وتيسيرها. هذا الصرح المعماري، الذي يهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، يتكون من عدة طوابق، وكل طابق مُعدّ لاستقبال جموع الحجاج الذين يؤدون فريضة رمي الجمرات. فكم عدد هذه الطوابق، وما هي القدرة الاستيعابية لهذا الجسر العملاق؟
تصميم فريد وقدرة استيعابية هائلة
يتألف جسر الجمرات من خمسة طوابق، صُممت لتحمل ما يقارب خمسة ملايين حاج. يضم الجسر الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، والجمرة الكبرى المعروفة بـ جمرة العقبة، وهي الأقرب إلى المسجد الحرام. هذا التصميم الهندسي الفريد يهدف إلى تسهيل حركة الحجاج وتقليل الازدحام، مما يضمن سلامتهم وراحتهم أثناء أداء هذه الشعيرة الهامة.
تطوير مستمر لمواكبة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج
تم بناء جسر الجمرات بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج، حيث تحتمل أساساته ما يصل إلى 12 طابقًا. ويستند الجسر على بنية تحتية متينة تتضمن نفقًا أرضيًا لفصل حركة المشاة عن المركبات، ومهابط للطائرات المروحية، و12 مخرجًا من مختلف الجهات، بالإضافة إلى مضخات الرذاذ التي تهدف إلى تبريد الأجواء وتخفيف حرارة الطقس على الحجاج.
من التأسيس إلى التحديث: رحلة تطوير الجسر
يعود تاريخ إنشاء الجسر إلى عام 1975م، وقد شهد عدة توسعات وتحديثات على مر السنين. كان آخر هذه التوسعات هو البناء الحالي الذي تم بعد هدم الجسر القديم في عام 2006م، وذلك بهدف مواكبة الزيادة المستمرة في أعداد الحجاج وتوفير أفضل الخدمات لهم.
وفي النهايه :
جسر الجمرات ليس مجرد بناء هندسي ضخم، بل هو رمز للتطور المستمر والجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج وتيسير مناسكهم. فمن خلال تصميمه الفريد وقدرته الاستيعابية الهائلة، يساهم هذا الجسر في توفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج لأداء شعيرة رمي الجمرات بكل يسر وسهولة. فهل سيشهد الجسر المزيد من التطورات في المستقبل لمواكبة الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج؟











