روضة العقلاء: دراسة في الأخلاق والفكر الإسلامي المبكر
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء يُعد من بواكير الكتب التي طُبعت في المملكة العربية السعودية. يُنسب هذا الكتاب إلى ابن حبان، وهو عبارة عن تجميع قيّم للأخلاق الحميدة التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها في تعامله مع الله والمجتمع على حد سواء. طُبع الكتاب في القاهرة بطلب من الأمير آنذاك، الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في مطبعة السنة المحمدية في عام 1368هـ الموافق 1949م.
يأتي الكتاب في مجلد واحد، وقد قام بتحقيقه وتصحيحه كل من محمد محيي الدين عبدالحميد، ومحمد عبدالرزاق حمزة، المدرس بالمسجد الحرام، بالإضافة إلى محمد حامد الفقي، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية.
محتويات الكتاب
يحتوي كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء على عرض مفصل للخصال الحميدة والمستحبة، مع التأكيد على أهمية التخلق بها. وفي المقابل، يحذر الكتاب من الصفات الذميمة مثل النفاق والمداهنة، وهو الأمر الذي جعل بعض الجهال يتخذونه معيارًا للحكم على العقل والفطنة. ويستعين الكتاب في ذلك بفنون الأخبار وأنواع الأشعار لإيضاح المعاني وتثبيت الفهم.
لمحة عن حياة مؤلف الكتاب
أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد البستي، مؤلف الكتاب، كان عالمًا متبحرًا في علوم المتون والأسانيد، وإمامًا من أئمة الحديث. رحل في طلب العلم إلى العديد من البلدان الإسلامية، وروى عنه الكثير من المحدثين. كما تولى منصب القضاء في سمرقند وغيرها من المدن.
من بين مؤلفاته الأخرى: كتاب الصحابة (خمسة أجزاء)، كتاب التابعين (اثنا عشر جزءًا)، كتاب أتباع التابعين (خمسة عشر جزءًا)، كتاب تبع الأتباع (سبعة عشر جزءًا)، وكتاب تباع التبع (عشرون جزءًا)، بالإضافة إلى كتاب علل الحديث. توفي رحمه الله عام 354هـ الموافق 965م.
وفي النهايه:
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء يمثل إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية، حيث يقدم للقارئ خلاصة وافية للأخلاق الإسلامية الرفيعة، ويسلط الضوء على أهمية التمسك بها في جميع جوانب الحياة. يبقى السؤال: كيف يمكننا اليوم الاستفادة من هذه الدروس القيمة في بناء مجتمعاتنا وتعزيز قيمنا؟











