الرياض: قيصرية الكتاب.. منارة ثقافية في قلب العاصمة
في قلب العاصمة السعودية الرياض، وتحديدًا في ميدان العدل بمنطقة قصر الحكم، يتربع مشروع ثقافي فريد من نوعه، هو قيصرية الكتاب. هذا المشروع، الذي أطلقته الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالشراكة مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وإمارة منطقة الرياض، يهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية. منذ افتتاحها في 23 أبريل 2019 (الموافق 18 شعبان 1440هـ)، أصبحت القيصرية مركزًا حيويًا يقدم أنشطة وفعاليات ثقافية أسبوعية متنوعة.
النشأة وفكرة الإنشاء
استوحي اسم “القيصرية” من الأسواق المسقوفة التقليدية التي تجمع أصحاب المهن المتشابهة، لتكون لهم مصدر رزق وعرض لمنتجاتهم. وبنفس الروح، تأسست قيصرية الكتاب لتكون سوقًا ثقافيًا نابضًا بالحياة، على غرار أسواق الكتب العربية العريقة. الفكرة بدأت بندوة نظمتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، لمناقشة وتطوير هذا المفهوم، وتم اختيار الموقع المتميز في ميدان العدل بقلب الرياض من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
تصميم يعكس الأصالة
هوية معمارية وتراثية
يعكس تصميم قيصرية الكتاب الخصائص العمرانية والتراثية لمنطقة قصر الحكم، مما يجعلها وجهة ثقافية مميزة في الرياض. تهدف القيصرية إلى تلبية الطلب المتزايد على الكتب والثقافة المطبوعة، والمساهمة في نشر أعمال الكتاب والناشرين والباحثين والمثقفين. بالإضافة إلى ذلك، تقدم القيصرية مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع.
إصدار توثيقي
في عام 2023 (1444 هـ)، أصدرت القيصرية كتابًا توثيقيًا بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيسها. يضم الكتاب أبرز الأنشطة والفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية التي استضافتها القيصرية خلال هذه الفترة، مما يسلط الضوء على دورها الفاعل في إثراء المشهد الثقافي المحلي.
مكونات القيصرية
فضاءات ثقافية متنوعة
تضم قيصرية الكتاب 14 موقعًا مخصصًا للمكتبات، بالإضافة إلى موقعين للمقاهي التي تشجع على القراءة. كما توفر أماكن جلوس مريحة للزوار، وتستضيف أنشطة توقيع الكتب الجديدة ولقاءات القراءة العامة. وتتميز القيصرية بتوفير الكتب القديمة والتاريخية، مما يجعلها وجهة مفضلة للقراء والباحثين عن المعرفة.
وجهة للقراء
تعتبر قيصرية الكتاب ملتقى ثقافي يجمع بين عبق الماضي وتطلعات المستقبل، حيث يمكن لزوارها الاستمتاع بتجربة فريدة تجمع بين القراءة والتبادل الثقافي في قلب الرياض.
وفي النهايه : تظل قيصرية الكتاب صرحًا ثقافيًا بارزًا في الرياض، يسهم في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز حب القراءة والمعرفة. فهل ستستمر القيصرية في التطور والابتكار، لتلبية تطلعات المثقفين والقراء في المملكة؟











