ازدهار قطاع التعدين في السعودية: قصة نجاح تجسد رؤية 2030
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأربع الماضية تحولات جذرية في قطاع التعدين، مما أهلها لتصبح من بين الدول الأسرع نموًا عالميًا في هذا الميدان. هذا التطور يعكس التزام المملكة الراسخ بتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة.
رؤية 2030: التعدين دعامة اقتصادية
تسعى رؤية 2030 إلى ترسيخ قطاع التعدين كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والصناعة السعودية. من خلال إرساء نظام تعدين شامل يعزز الاستثمار، الاستدامة، وتطوير سلاسل القيمة الصناعية في مختلف المناطق، تطمح المملكة إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
زيادة الإنفاق على التعدين
أفاد تقرير صادر عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن زيادة ملحوظة في الإنفاق على قطاع التعدين بين عامي 2020 و 2025. هذا الصعود يعزى إلى عدة عوامل منها:
- قفزة كبيرة في استثمارات القطاع الخاص والأجنبي.
- تحسين أداء البرامج الحكومية.
- توسيع نطاق جولات التراخيص.
وقد أسهمت هذه العوامل في تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في قطاع التعدين السعودي.
استثمارات قياسية في التنقيب
ارتفاع الإنفاق على التنقيب
سجلت السعودية ارتفاعًا غير مسبوق في الإنفاق على عمليات التنقيب، متجاوزة حاجز 1.05 مليار ريال، وهو رقم قياسي تاريخي.
دور القطاع الخاص
شهدت استثمارات القطاع الخاص نموًا كبيرًا بنسبة 397%، لتصل إلى 770 مليون ريال بعد أن كانت 155 مليون ريال في عام 2020.
دعم حكومي متزايد
كذلك، قفزت الاستثمارات الحكومية بمقدار 16 ضعفًا، لتصل إلى 180 مليون ريال بعد أن كانت 11 مليون ريال في عام 2020. هذا يؤكد الدور الجوهري للقطاع الخاص كمحرك أساسي للنمو في هذا القطاع، في حين تدعم الحكومة الاستثمارات المستدامة من خلال سياسات محفزة وداعمة.
تطورات في كفاءة الإنفاق والتصنيف العالمي
زيادة الإنفاق لكل كيلومتر مربع
ارتفع الإنفاق على التنقيب لكل كيلومتر مربع إلى 539 ريال في عام 2025، بعد أن كان 105 ريال في عام 2020.
تحسن التصنيف العالمي
حققت المملكة تقدمًا في التصنيف العالمي من المرتبة 20 إلى المرتبة 12، بمعدل نمو سنوي يقارب 50%، وهو من بين الأعلى في العالم.
التركيز على المراحل الأولية للتنقيب
وجهت السعودية اهتمامًا خاصًا إلى المراحل الأولية للتنقيب، حيث خصصت أكثر من 70% من استثماراتها لمناطق جديدة وغير مستكشفة. هذه النسبة هي الأعلى مقارنة بـ 21 دولة أخرى، مما يعكس التزام المملكة بتوسيع قاعدة مواردها المعدنية واستكشاف مناطق واعدة جديدة.
نمو الشركات والتراخيص
زيادة عدد الشركات العاملة
ارتفع عدد شركات التنقيب النشطة من 6 إلى 226 شركة، أي بزيادة تفوق 36 ضعفًا.
زيادة التراخيص النشطة
كما زاد عدد التراخيص النشطة من 500 إلى 841 ترخيصًا، أي بزيادة تقارب 68%، وذلك حتى بداية عام 2025.
وفي النهاية:
تجسد هذه الأرقام والنتائج قصة نجاح ملهمة لقطاع التعدين في المملكة العربية السعودية، مدفوعة برؤية 2030 الطموحة. من خلال الاستثمار في التنقيب، تطوير البنية التحتية، وتشجيع القطاع الخاص، تسعى المملكة إلى تحقيق أقصى استفادة من مواردها الطبيعية وتحويل قطاع التعدين إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي المستدام. هل ستستمر هذه الوتيرة المتسارعة في جعل السعودية مركزًا عالميًا للتعدين، وهل ستنجح في تحقيق أهداف رؤية 2030 بالكامل؟








