نظرة على فيلم “بركة يقابل بركة”: تحفة سينمائية سعودية
في عالم السينما، تبرز بعض الأعمال التي تتجاوز مجرد الترفيه لتقدم لنا مرآة عاكسة لمجتمعاتنا وقضاياها. من بين هذه الأعمال، يطل علينا فيلم “بركة يقابل بركة”، وهو فيلم سعودي أُنتج في عام 2016، ليصنف ضمن أفلام الكوميديا الرومانسية التي تحمل في طياتها رسائل أعمق. هذا الفيلم لم يكن مجرد عمل فني عابر، بل محطة مهمة في تاريخ السينما السعودية، حيث رُشّح لجائزة الأوسكار العالمية عن فئة الأفلام الأجنبية، ليصبح ثاني فيلم سعودي يمثل المملكة في هذه الجائزة الرفيعة، والأول الذي يشارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
قصة الفيلم: لقاء بين عالمين مختلفين
تدور أحداث الفيلم حول شخصيتي بركة، اللتين تجسدان عالمين مختلفين. يلعب الممثل هشام فقيه دور بركة، الموظف البسيط القادم من بيئة متواضعة، بينما تجسد الممثلة فاطمة البنوي دور بركة، الفتاة الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتمية إلى عائلة ثرية. يلتقي الاثنان في معرض فني، ومن هنا تبدأ قصة حب يحاولان إخفاءها في مجتمع محافظ. الفيلم يسلط الضوء على الفوارق الاجتماعية بينهما، والتحديات التي تواجه علاقتهما بسبب رفض الأهل لهذا الزواج.
الفيلم والمرأة السعودية
“بركة يقابل بركة” لا يقتصر على قصة حب عابرة، بل يتناول قضايا جيل الشباب في المملكة، ويعكس همومهم الاجتماعية وواقعهم السياسي والاقتصادي. إنه دعوة إلى تحقيق الذات والتحرر من الأوهام، والانطلاق نحو الحياة، مع تحطيم القيود التي يفرضها المجتمع.
رحلة الفيلم حول العالم
حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، حيث عُرض في العديد من المهرجانات السينمائية ودُور السينما حول العالم. الفيلم من تأليف وإنتاج وإخراج المخرج السعودي محمود صبّاغ، ويعد أول فيلم سينمائي طويل له. يشارك في البطولة الممثل هشام فقيه والممثلة فاطمة البنوي، وتم تصوير أحداثه في مدينة جدة.
وفي النهايه :
“بركة يقابل بركة” ليس مجرد فيلم، بل هو تحفة سينمائية تعكس تحولات المجتمع السعودي، وتطرح تساؤلات حول الحب، الحرية، والتقاليد. هل سيستمر الفيلم في إلهام صناع السينما السعودية لتقديم المزيد من الأعمال التي تعكس واقعنا وتطلعاتنا؟ وهل سيشكل هذا الفيلم بداية لمرحلة جديدة من التعبير السينمائي الجريء والمبتكر في المملكة؟











