حاله  الطقس  اليةم 17.2
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

فنانات تشكيليات لـ«بوابة السعودية»: من حائل نخط الجمال على وجه الوطن

بوابة السعودية
بوابة السعودية
أعجبني
(0)
مشاهدة لاحقا
شارك
فنانات تشكيليات لـ«بوابة السعودية»: من حائل نخط الجمال على وجه الوطن

معرض مرسم الفني الثقافي: نافذة على الإبداع الأنثوي في حائل

في حائل، المدينة التي لطالما استمدت جمالها من طبيعتها الخلابة، يُقام هذا الخريف معرض تشكيلي فريد، يُضيء سماء المدينة بألوان الإبداع. إنه أشبه بحديقة من الحكايات المرسومة، حيث تتمازج ريشة الفنان مع أحاسيسه، وتحويل الألوان إلى أنغام تعزف على جدران الذاكرة.

إنه «معرض مرسم الفني الثقافي»، الذي ينظمه نادي مرسم، أحد أندية البوابة الوطنية للهوايات «هاوي». يمثل المعرض لقاءً مع الإبداع الأنثوي بأجمل صوره، حيث تتلاقى إبداعات ثلاثين فنانة تشكيلية، يحملن أرواحهن على أطراف فرشاة الرسم، ليحكين قصصًا عن الجمال، الذاكرة، والهوية. يقدم المعرض رؤى بصرية فريدة، تعكس ملامح الإنسان السعودي وعلاقته بالأرض، النور، والأحلام.

قصص تحكيها الألوان

في أروقة المعرض، لا تقتصر مهمة اللوحات على العرض فقط، بل تتعداها لتروي قصصًا بلغة الألوان. كل لمسة فرشاة تحمل اعترافًا خفيًا، وكل ظل يمثل بوحًا صامتًا تعجز الكلمات عن وصفه.

تتنوع الأساليب الفنية بين الواقعية، التجريد، والانطباعية، لكن ما يجمع بينها هو الإحساس العميق بالهوية. هذا الشعور يجعل الفن هنا امتدادًا للذاكرة الوطنية، وقبل كل شيء، تعبيرًا جماليًا.

مرسم: مجتمع إبداعي متكامل

ما يميز تجربة «مرسم» هو أنه لا يقدم فنًا فحسب، بل يؤسس لمجتمع إبداعي ينمو من قلب الشغف. منذ تأسيسه في أكتوبر 2024، تحول النادي إلى فضاء تحتفي فيه الموهبة بالانتماء، وتتلاقى فيه التجارب الفردية مع الأحلام الجماعية، ليشكّل مشهدًا فنيًا يعكس مكانة حائل الثقافية.

في هذا المعرض، لا تقتصر الألوان على تزيين اللوحات، بل تؤسس لعلاقة جديدة بين الفن والحياة؛ علاقة ترى في الفن وسيلة للفهم، التأمل، والوجود.

هنا، لا مجال للصدفة، فحتى الضوء يختار أن يستقر على هذه اللوحات، معلنًا: هنا الجمال سعودي الهوية، وإنساني الروح.

رسائل بصرية عميقة

أكدت نجاح القرناس، رئيسة نادي «مرسم»، في تصريحات لصحيفة «عاجل»، أن المعرض يهدف إلى نشر ثقافة الفن في حائل، وعرض إبداعات الفنانات التشكيليات، وإتاحة الفرصة للجمهور لاكتشاف تجارب فنية متنوعة، تحمل رسائل بصرية عميقة تعكس ثراء المشهد الثقافي والفني في المملكة.

يسعى «مرسم» إلى صقل المواهب الشابة، من خلال توفير بيئة تسمح للتجربة بالنمو والإبداع بالظهور. يضم النادي، الذي تأسس في أكتوبر 2024، أكثر من 80 عضوة، يشكلن فسيفساء فنية متنوعة. وأشارت القرناس إلى أن المعرض سيقام يومي الأربعاء والخميس الموافق 8-9 أكتوبر الجاري، بمقر جمعية أدبي حائل.

بدايات ملهمة

استحضرت سلمى العفنان بداياتها الطفولية في الرسم، وشغفها بالصور والأشكال منذ الصغر، مشيرة إلى أنها صقلت موهبتها عبر الممارسة والتدريب المستمر.

وأوضحت العفنان، في تصريحات لصحيفة «عاجل»، أنها بدأت بالرسم بالرصاص، ثم اتجهت إلى المدرسة الواقعية، حيث وجدت في الواقعية والبورتريه مساحة لتوثيق الوجوه بالزيت.

توثيق الوجوه بالزيت

اتجهت العفنان إلى الرسم بالرصاص كبداية، ثم انتهجت أسلوب المدرسة الواقعية، لتجد في الواقعية والبورتريه مساحة لتوثيق الوجوه بالزيت.

وتحكي الهنوف السلوم عن بدايتها الفنية خلال جائحة كورونا، حيث تحولت موهبتها إلى رسالة وانتماء بصري من خلال مشاركاتها المتتالية.

من العزلة إلى الإبداع

تقول السلوم إنها اكتشفت موهبة الرسم لديها عام 2020، بالتزامن مع جائحة كورونا، واستغلت العزلة التي فرضتها الجائحة لتطوير موهبتها.

هذا الاجتهاد أثمر عن كونها أصبحت «أولى المشتركات في نادي مرسم، والذي أتاح لها الكثير من الفرص بالمعارض والدورات التدريبية»، كما تضيف السلوم.

أما لمى الجريد، فتمسك بقلم الحبر الواحد كما لو أنه آلة موسيقية، تحول به الخطوط إلى إيقاعات ضوئية، بعد أن أتقنت مساحات الواقعية والزيتية، وتقدم دورات في تقنيات البورتريه.

رحلة فنية متكاملة

عن بدايتها، تقول الفنانة التشكيلية لمى الجريد، إنها رغم ممارستها الفن والرسم منذ الصغر، إلا أن انطلاقتها الحقيقية كانت في 2019، حيث شاركت في المهرجانات والمعارض وحصلت على العديد من العضويات في الجمعيات الفنية.

الفن الواقعي

أكدت الجريد أنها تتميز بالفن الواقعي والبورتريه، وعشقها للألوان الزيتية الذي تأثرت به في السنوات الأخيرة.

وتابعت أنها بدأت احتراف العمل في هذا المجال، بالإضافة إلى تقديم دورات تدريبية مع نادي مرسم، مشيرة إلى أنها حاليًا تجيد الرسم بالقلم الحبر الواحد، مما يضيف لمسة إبداعية إلى أعمالها الفنية.

سهام الشمري: الفن كمنظومة للحواس

ومن خلفها، تأتي سهام الشمري لتعيد تعريف الفن كمنظومة للحواس، حيث تزاوج بين الأكريليك، الزجاج، والخشب، وبين الاحتراق واللمعان، لتحول اللوحة إلى ملمس، صوت، ورائحة.

تقول الشمري إنها احترفت العمل في جميع أنواع فنون الرسم، ولديها خبرة متميزة في الرسم الزيتي، الأكريليك، والفحم، بالإضافة إلى النحت على الزجاج والمرايا.

وتضيف أنها تجيد الرسم والحرق على الخشب كلوحات المداخن، والأكواب الخشبية، مما يمنح لوحاتها الفنية لمسة جمالية، صوتية، وبرائحة ذكية.

لمسات يدوية ساحرة

وفي زاوية أخرى، تلفت الأنظار أعمال نوف الشلاقي، أول من رسم على الفناجيل والفخار في حائل بلمسة يدوية، تجمع بين البورتريه والطبيعة، وتعيد الحياة إلى الأشياء اليومية.

وحول بدايتها الفعلية، تقول الفنانة التشكيلية نوف الشلاقي، إنها بدأت الرسم فعليًا عام 2018، بعد الاشتراك في أولى دورات جمعية الثقافة والفنون، مما أهلها لتشغل حاليًا وظيفة مدربة في نادي مرسم، بالإضافة إلى عملها كمدربة في بيت الثقافة بحائل.

التميز في التفاصيل

تضيف الشلاقي أن أعمالها تتميز بالبورتريه، مع ميل للطبيعة، حيث اتجهت إلى الرسم على الخزف مثل الفناجيل، الصحون، الفخار، وجلد الشنط، مؤكدة أنها كانت أول من رسم على الفناجيل في منطقة حائل يدويًا وليس طباعة.

مشاهد أقرب إلى الحلم

أما إيمان التميمي، الحاصلة على بكالوريوس في التربية الفنية، فتنسج لوحاتها بخيوط التجريد والانطباع، وتمزج الزيت بالأكريليك لتقديم مشهد أقرب إلى الحلم، حيث لا نهاية للون ولا حدود للفكرة.

تضيف التميمي أن رسمها يميل إلى المدرسة التجريدية في التكوين، والتأثيرية الانطباعية في التلوين، مشيرة إلى أنها غالبًا ما تعمل على الدمج بين الألوان الزيتية والأكريليك في اللوحة الواحدة.

وتهدف التميمي من خلال مشاركتها في هذا المعرض إلى إيصال رسالة وفكرة للجمهور.

وفي النهايه:

معرض مرسم الفني الثقافي في حائل ليس مجرد عرض للوحات، بل هو احتفاء بالإبداع الأنثوي، وتجسيد للهوية السعودية بريشة فنانات مبدعات. إنه نافذة تطل على عالم من الجمال، الذاكرة، والأحلام، وتدعونا للتأمل في العلاقة بين الفن والحياة. فهل سيستمر هذا المعرض في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين، وهل سيظل مرسم منارة إبداعية تضيء سماء حائل؟

الاسئلة الشائعة

01

ما هو "معرض مرسم الفني الثقافي" وما هدفه؟

هو معرض تنظمه نادي مرسم التابع للبوابة الوطنية للهوايات "هاوي"، يهدف إلى عرض إبداعات فنانات تشكيليات سعوديات، وتسليط الضوء على رؤاهن البصرية التي تعكس الهوية السعودية وعلاقتها بالأرض.
02

متى تأسس نادي مرسم وماذا يقدم؟

تأسس نادي مرسم في أكتوبر 2024، ويهدف إلى بناء مجتمع إبداعي يحتفي بالمواهب ويجمع بين التجارب الفردية والأحلام الجماعية، ليقدم مشهداً فنياً يليق بمكانة حائل الثقافية.
03

ما الذي يميز الأعمال الفنية المعروضة في المعرض؟

تتميز الأعمال المعروضة بالتنوع في الأساليب الفنية، حيث تتقاطع الواقعية والتجريد والانطباعية، مع التركيز على الإحساس العميق بالهوية السعودية، مما يجعل الفن امتداداً للذاكرة الوطنية.
04

ماذا قالت نجاح القرناس عن المعرض؟

ذكرت نجاح القرناس، رئيسة نادي مرسم، أن المعرض يسعى لنشر ثقافة الفن في حائل وعرض رسومات الفنانات التشكيليات، وفتح المجال للجمهور لاكتشاف تجارب فنية متنوعة.
05

ما هو الأسلوب الفني الذي تتبعه سلمى العفنان في أعمالها؟

تتبع سلمى العفنان أسلوب المدرسة الواقعية، وتركز على توثيق الوجوه بالزيت، حيث وجدت في الواقعية والبورتريه مساحة للتعبير الفني.
06

كيف اكتشفت الهنوف السلوم موهبتها في الرسم؟

اكتشفت الهنوف السلوم موهبتها في الرسم خلال جائحة كورونا عام 2020، واستغلت العزلة لتطوير مهاراتها الفنية، لتصبح لاحقاً من أوائل المشتركات في نادي مرسم.
07

ما هو الأسلوب الفني الذي تتميز به لمى الجريد؟

تتميز لمى الجريد بالفن الواقعي والبورتريه، وتعشق الألوان الزيتية، وتجيد الرسم بالقلم الحبر الواحد، مما يضفي لمسات إبداعية على أعمالها.
08

كيف تصف سهام الشمري فنها؟

تصف سهام الشمري فنها بأنه منظومة للحواس، حيث تزاوج بين الأكريليك والزجاج والخشب، وتجيد الرسم الزيتي والأكريليك والفحم، بالإضافة إلى النحت على الزجاج والمرايا والرسم والحرق على الخشب.
09

ما الذي يميز أعمال نوف الشلاقي؟

تتميز أعمال نوف الشلاقي بكونها أول من رسم على الفناجيل والفخار في حائل بلمسة يدوية، وتجمع بين البورتريه والطبيعة، وتعيد الحياة إلى الأشياء اليومية.
10

ما هي المدرسة الفنية التي تميل إليها إيمان التميمي؟

تميل إيمان التميمي إلى المدرسة التجريدية في التكوين والتأثيرية الانطباعية في التلوين، وغالباً ما تدمج بين الألوان الزيتية والأكريليك في اللوحة الواحدة.