ترميم الكعبة المشرفة: خطوات سبقت إعادة البناء في عهد الملك فهد
في عام 1417هـ الموافق 1996م، شهدت الكعبة المشرفة أكبر عملية ترميم في العهد السعودي، وذلك في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. هذه الأعمال الشاملة لم تأتِ دفعة واحدة، بل سبقتها سلسلة من الإجراءات الدقيقة والمنظمة، التي هدفت إلى تهيئة بيت الله الحرام لعملية إعادة البناء والتحديث. هذه الإجراءات كانت بمثابة تمهيد ضروري لضمان سير العمل بأعلى معايير الجودة والدقة.
الإجراءات التمهيدية لترميم الكعبة
تضمنت هذه الإجراءات عدة خطوات أساسية، نذكر منها:
-
إزالة البلاط القديم: تم البدء بإزالة البلاط الذي يكسو جدران الكعبة، وذلك للكشف عن حالتها الأصلية وتقييم الأضرار التي قد تكون لحقت بها على مر السنين.
-
فحص الجدار الخارجي: أُجري فحص دقيق وشامل للجدار الخارجي للكعبة، بهدف تحديد أماكن الضعف والشقوق التي تحتاج إلى معالجة وترميم. هذه الخطوة كانت حاسمة لتحديد نطاق الأعمال المطلوبة.
-
ترقيم الأحجار الداخلية: قُبيل الشروع في أي أعمال هدم أو تفكيك، جرى ترقيم جميع الأحجار الداخلية للكعبة. هذا الإجراء الدقيق كان يهدف إلى ضمان إعادة تركيبها في نفس الأماكن الأصلية بعد انتهاء الترميم، حفاظاً على الهوية التاريخية والمعمارية للكعبة.
-
إزالة السقف والأعمدة: تم تفكيك سقف الكعبة وإزالة الأعمدة الحاملة له، وذلك لمعالجة أي تلفيات أو تشققات كانت موجودة بها. هذه الخطوة كانت ضرورية لضمان سلامة البناء واستدامته على المدى الطويل.
-
بناء ستار حول الكعبة: حرصاً على قدسية المكان ومنعاً لظهور أي أجزاء غير مألوفة، تم بناء ستار خشبي أبيض اللون حول الكعبة المشرفة. هذا الستار كان يحيط بالكعبة من جميع الجهات، مع إبقاء الحجر الأسود مكشوفاً ليتمكن الزوار من رؤيته وتقبيله.
-
حفظ اللوحات التاريخية: تم إزالة جميع اللوحات التاريخية الرخامية الموجودة داخل الكعبة المشرفة، وحفظها في مكان آمن، على أن يتم إعادتها إلى أماكنها الأصلية بعد انتهاء أعمال الترميم. هذه اللوحات تحمل قيمة تاريخية كبيرة، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث الكعبة.
-
استحداث أبواب مؤقتة: لتسهيل حركة الدخول والخروج للعاملين والمشرفين على مشروع الترميم، تم استحداث باب مؤقت للدخول في الناحية الشمالية الغربية، وباب آخر للخروج في الناحية الجنوبية الغربية.
-
إطلاع الطائفين على الترميم: أتاحت السلطات للطائفين فرصة مشاهدة مراحل الترميم المختلفة، وإطلاعهم على الشقوق والتصدعات التي ظهرت في الجدران. هذه الخطوة كانت تهدف إلى تعزيز الشفافية وإشراك المسلمين في هذا الحدث التاريخي الهام.
وفي النهايه :
كانت هذه الإجراءات بمثابة خطوات استباقية ضرورية لضمان نجاح عملية ترميم الكعبة المشرفة، وإعادتها إلى أبهى صورها. هذه الجهود تعكس حرص القيادة السعودية على الاهتمام بـ المسجد الحرام ورعاية أقدس بقاع الأرض، فهل ستشهد الأعوام القادمة المزيد من التحديثات والتطويرات التي تخدم الحجاج والمعتمرين؟











