الأمير عبدالله الفيصل: رائد الشعر والرياضة في السعودية
الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، شخصية بارزة جمعت بين السياسة، الأدب، والرياضة، ولد عام 1340هـ/1922م وتوفي عام 1428هـ/2007م. بصفته الابن الأكبر للملك فيصل، لعب دورًا محوريًا في تطوير المملكة، سواء من خلال مناصبه الحكومية أو إسهاماته الثقافية والرياضية. كان الأمير عبدالله الفيصل وكيلًا لنائب الملك في الحجاز ووزيرًا للصحة والداخلية في عهد الملك عبدالعزيز، ثم تفرغ لاحقًا لوزارة الداخلية، مسهمًا بشكل كبير في النهضة الرياضية السعودية.
نشأة الأمير عبدالله الفيصل وتعليمه
ولد الأمير عبدالله الفيصل في الرياض، وقضى سنواته الأولى في كنف جده الملك عبدالعزيز. بعد ذلك، انتقل إلى الحجاز مع والده، الذي كان يشغل منصب نائب الملك هناك. تلقى تعليمه في مكة المكرمة، حيث حصل على الشهادة الابتدائية من المدرسة الفيصلية، التي كانت تعتبر أعلى مؤهل تعليمي في المملكة آنذاك. رافق والده في العديد من المؤتمرات الدولية، بما في ذلك مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945م، مما ساهم في توسيع آفاقه ورؤيته العالمية.
دور الأمير عبدالله الفيصل في الرياضة السعودية
تأسيس الرياضة المنظمة
أحدث الأمير عبدالله الفيصل نقلة نوعية في الرياضة السعودية. ففي عام 1952م، قام بتأسيس أول دوري رسمي لكرة القدم في المملكة، مما وضع الأساس لتنظيم اللعبة وتطويرها. كما أنشأ اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم، التي تولت مسؤولية تنظيم المباريات والإشراف عليها.
إسهاماته في كرة القدم
اعتمد الأمير عبدالله الفيصل ثلاث بطولات رسمية لكرة القدم السعودية، وعلى رأسها كأس الملك وكأس ولي العهد، مما عزز من مكانة كرة القدم وأهميتها في المجتمع.
دوره في تأسيس النادي الأهلي
يُعتبر الأمير عبدالله الفيصل المؤسس الفعلي للنادي الأهلي في جدة، حيث أسهم في تطوير أنشطته واستقطاب أبرز المدربين واللاعبين العالميين في ذلك الوقت، مما جعل النادي الأهلي قوة رياضية بارزة.
دعمه للاعبين واعتراف الفيفا
أسس الأمير عبدالله الفيصل صندوقًا لدعم اللاعبين في عام 1955م، ونتيجة لجهوده، تم اعتماد السعودية عضوًا رسميًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 1956م. تقديرًا لإسهاماته، تم تسمية إحدى المدن الرياضية في جدة باسمه.
الأمير عبدالله الفيصل والشعر الرومانسي
الشاعر المرهف
لم تقتصر إسهامات عبدالله الفيصل على السياسة والرياضة، بل امتدت إلى الأدب والشعر. كان شاعرًا مرهف الحس، يتميز شعره بالرومانسية والذاتية.
الطابع الغنائي في شعره
اتسمت قصائده بالفصاحة والطابع الغنائي، مما جعلها محط اهتمام كبار الفنانين العرب، الذين تغنوا بكلماته، مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وطلال مداح، ومحمد عبده، وغيرهم.
دواوينه الشعرية
ترك الأمير عبدالله الفيصل إرثًا أدبيًا ثريًا، تجسد في دواوين شعرية متنوعة، مثل “وحي الحرمان” (1954م)، و”حديث قلب” (1983م)، و”مشاعري” (1985م)، بالإضافة إلى “وحي الحروف” و”خريف العمر”. تُرجمت أعماله الأدبية إلى عدة لغات عالمية، مما يعكس قيمتها وأهميتها.
دراسات نقدية عن شعره
حظي شعر الأمير عبدالله الفيصل باهتمام كبير من الباحثين والنقاد، الذين كتبوا عنه في الصحف والدوريات والدراسات المتخصصة والرسائل الجامعية. من بين هؤلاء النقاد طه حسين وأحمد كمال زكي وصالح جودت. كما صدر كتاب نقدي عن الأمير عبدالله الفيصل برعاية دار سعاد الصباح، شارك فيه نخبة من النقاد.
رسائل جامعية حول شعره
تناولت العديد من الرسائل الجامعية شعر الأمير عبدالله الفيصل، منها رسالة دكتوراه بعنوان “ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبدالله الفيصل” لعزت محمود علي الدين، ورسالة ماجستير بعنوان “عبدالله الفيصل حياته وشعره” لمنيرة العجلان، ورسالة ماجستير أخرى لحورية العتيبي.
جوائز وتكريمات
تقدير لإسهاماته
تقديراً لإسهاماته المتعددة، حصل الأمير عبدالله الفيصل على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التقديرية في السعودية عام 1985م، واللوحة الألفينيسية لمدينة باريس في العام نفسه.
شهادات فخرية وعضويات أكاديمية
نال شهادة دكتوراه فخرية من الأكاديمية للعلوم والثقافة التابعة لمؤتمر الشعراء العالميين عام 1981م، وأخرى من مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1989م. كما منحه ملك المغرب الحسن الثاني عضوية في الأكاديمية الملكية المغربية عام 1986م.
مشاركات دولية وجوائز عالمية
رأس وفد السعودية إلى مجتمع الأدباء والشعراء في المربد بالعراق، وشارك في المنتدى الأدبي في جرش بالأردن. حصل على منحة من مجلس جامعة شو في الولايات المتحدة، وجائزة سولاتراز الثقافية الفرنسية، والدكتوراه الفخرية من جامعة شاد الأمريكية عام 1989م.
جوائز باسم عبدالله الفيصل للشعر العربي
جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي
تأسست جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي عام 2018م، وهي جائزة أدبية سعودية عالمية تهدف إلى تكريم المبدعين في مجال الشعر العربي الفصيح، والحفاظ على اللغة العربية، ودعم التجديد الشعري.
مسابقة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي للطلاب
أطلقت وزارة التعليم مسابقة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي للطلاب في المرحلتين الثانوية والجامعية عام 2020م، بهدف تشجيع الطلاب على الإبداع في مجال الشعر العربي الفصيح، وتبلغ قيمة جوائزها 500 ألف ريال.
وفي النهايه :
الأمير عبدالله الفيصل يمثل نموذجًا للقائد الذي جمع بين الطموح السياسي، الحس الأدبي، والاهتمام بالرياضة. مسيرته تعكس رؤية شاملة للتنمية والتطوير، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي. فهل يمكن اعتبار إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة لتحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة؟
 
 










