الإمام عبدالرحمن بن فيصل: سيرة آخر حكام الدولة السعودية الثانية
الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود (1851-1928)، يمثل شخصية محورية في تاريخ المملكة العربية السعودية. فهو آخر حكام الدولة السعودية الثانية وجد الملك المؤسس عبدالعزيز. عاش الإمام حياة حافلة بالأحداث والتحديات، تاركًا بصمة واضحة في مسيرة الدولة السعودية.
نسبه ونشأته
هو حفيد الإمام تركي بن عبدالله، مؤسس الدولة السعودية الثانية، وأصغر أبناء الإمام فيصل بن تركي. والدته هي الأميرة سارة بنت مشاري. توفي والده وعمره 15 عامًا، ليعيش بعدها 64 عامًا شهدت تحولات كبيرة في المنطقة.
أبرز أبنائه
يُعد الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، أشهر أبناء الإمام عبدالرحمن، بالإضافة إلى الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي كان لها دور كبير في دعم مسيرة أخيها.
ولاية الحكم وتحدياتها
تولي السلطة
بعد وفاة أخيه الإمام عبدالله، انتقلت السلطة إلى الإمام عبدالرحمن بصفته الوريث الشرعي.
فترة حكمه
استمر حكمه عامين فقط (1889-1891).
التنازل عن الحكم
عند عودة أخيه الإمام عبدالله إلى الرياض، تنازل له عن الحكم. شهدت فترة حكمه ضعفًا في سلطة الدولة بسبب خروج أمير حائل عن الطاعة، مما أدى إلى سيطرة ابن رشيد، بدعم عثماني، على نجد، وانحسار نفوذ الدولة السعودية الثانية.
نهاية الدولة السعودية الثانية
نتيجة للاضطرابات، قرر الإمام عبدالرحمن مغادرة الرياض مع أسرته إلى شرق الجزيرة العربية، لتنتهي بذلك الدولة السعودية الثانية عام 1891.
رفض الخضوع للعثمانيين
عرضت الدولة العثمانية على الإمام عبدالرحمن العودة إلى الرياض واستعادة نفوذه تحت سيطرتها، لكنه رفض ذلك حفاظًا على استقلال الدولة السعودية ووحدتها.
الانتقال إلى الكويت
أسباب الاختيار
انتقل الإمام عبدالرحمن إلى الكويت لعدة أسباب، منها سهولة مراقبة الأحداث، واحتضان الكويت لأهالي نجد الرافضين لحكم ابن رشيد، وعلاقاتها القوية بالتجار النجديين، وسهولة الاطلاع على المستجدات السياسية.
العودة إلى الرياض والمشاركة في التأسيس
دعم الملك عبدالعزيز
بعد استعادة الملك عبدالعزيز للرياض عام 1902، عاد الإمام عبدالرحمن من الكويت وبايع ابنه بالحكم.
دوره في حماية الرياض
تولى الإمام عبدالرحمن حماية الرياض خلال معارك ابنه مع جيوش ابن رشيد، وتمكن من ردع القوات التي حاولت استغلال غياب الملك.
المشاركة في التخطيط
شارك الإمام نجلَه عبدالعزيز في وضع خطط الحروب والمعارك وتوحيد المناطق، وترأس معه مؤتمر الرياض عام 1924 لمناقشة مسألة الحج واستعادة الحجاز.
صفاته وشخصيته
أخلاقه
اتصف الإمام عبدالرحمن بالتدين والعدل والزهد والتواضع والشجاعة وحب الخير والتسامح.
اهتماماته
كان له معرفة بالأنساب وأحوال العرب وتاريخهم، وقراءة واسعة في الكتب الشرعية والأدبية، وعناية بالطب من خلال قراءاته في التراث الطبي العربي.
وفاته
توفي في شهر ذي الحجة عام 1928 عن عمر يناهز 79 عامًا.
وفي النهايه :
الإمام عبدالرحمن بن فيصل، شخصية تاريخية بارزة، لم يكن فقط آخر حكام الدولة السعودية الثانية، بل كان أيضًا الداعم والموجه لابنه الملك عبدالعزيز في رحلة تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة. حياته مليئة بالدروس والعبر، وتستحق أن تبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال. هل يمكن اعتبار رفضه للخضوع للعثمانيين نقطة تحول حاسمة في مسيرة استقلال الدولة السعودية؟
