ساحات المسجد الحرام: فضاءات عبادة وخدمات متكاملة
ساحات المسجد الحرام تمثل المحيط الخارجي الذي يحيط بالمسجد الحرام من كافة الجهات، وهي بمثابة فاصل بينه وبين فنادق وخدمات المنطقة المركزية في مكة المكرمة. تُستخدم هذه الساحات لإقامة الصلوات وتناول وجبات الإفطار للصائمين، وخلال فترات الذروة مثل شهر رمضان، تتوفر فيها جميع الخدمات التي تُقدم داخل المسجد الحرام، بما في ذلك الفرش، مياه زمزم المباركة، والمصاحف الشريفة.
الخدمات والمرافق في ساحات المسجد الحرام
تضم ساحات المسجد الحرام مجمعات من الصناديق المؤمنة المخصصة لحفظ الأمانات، وتعمل هذه الصناديق بآلية إلكترونية تعتمد على أحدث التقنيات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر في الساحات مراوح مزودة برذاذ الماء لتلطيف الأجواء وتخفيف درجات الحرارة، فضلاً عن أعمدة الضباب المائي التي تساهم في تبريد المحيط الخارجي للمسجد الحرام، وذلك عبر بنية تحتية متكاملة تشمل مضخات، تمديدات، وخزانات مياه مخصصة لتبريد هذه الساحات.
تنظيم وإدارة ساحات المسجد الحرام
تخضع ساحات المسجد الحرام لإدارة خاصة تتبع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. تتكون هذه الإدارة من موظفين دائمين ومؤقتين يتم تعيينهم خلال مواسم الحج والعمرة. وتنقسم الساحات إلى ست مناطق رئيسية:
- المنطقة الأولى: تشمل الساحات الشمالية في التوسعة السعودية الثالثة.
- المنطقة الثانية: تمتد من ساحة الشبيكة حتى محاذاة فندق دار التوحيد غرب الحرم.
- المنطقة الثالثة: تمتد من فندق دار التوحيد إلى باب الملك فهد في التوسعة السعودية الثانية.
- المنطقة الرابعة: تبدأ من باب الملك فهد وصولًا إلى المشاية رقم (87).
- المنطقة الخامسة: تمتد من المسيال مقابل الباب رقم (88) إلى بداية منطقة أجياد.
- المنطقة السادسة: تبدأ من باب علي رضي الله عنه وصولًا إلى المروة، مرورًا بالساحة الشرقية.
ساحات المسجد الحرام في شهر رمضان
تشهد ساحات المسجد الحرام كثافة عالية من الزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، حيث تُقام فيها موائد الإفطار الجماعية التي تنظمها الجهات المختصة بتقديم خدمات التغذية والإطعام، وذلك وفقًا لخطط مسبقة. تشرف على هذه الموائد لجان متخصصة للمراقبة والفرز، تهدف إلى منع أي مخالفات للمعايير المتبعة داخل المسجد الحرام.
مداخل ساحات المسجد الحرام
تتميز الساحات بتعدد مداخلها الواسعة التي تسهل حركة الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، وتضم هذه المداخل سلالم ثابتة ومتحركة لتيسير الحركة على الزوار. بالإضافة إلى ذلك، يتواجد عدد من الموظفين المتخصصين في توجيه المعتمرين إلى نقاط الفرز المخصصة لهم، وتسهيل وصول الفرق الإسعافية إلى الحالات المرضية التي تتطلب تدخلًا سريعًا.
خلال جائحة كورونا (كوفيد-19)، قامت إدارة ساحات المسجد الحرام باستحداث حوالي 15 مسارًا و20 مدخلًا جديدًا، وذلك بهدف إزالة أي عوائق قد تعرقل حركة المعتمرين والمصلين، والتماشي مع الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة للحد من انتشار الفيروس.
وفي النهايه :
تعتبر ساحات المسجد الحرام فضاءً حيويًا يجمع بين العبادة والخدمات المتكاملة، حيث تضافر الجهود لتوفير بيئة مريحة وآمنة للزوار والمعتمرين. ومع التطورات المستمرة في بنيتها التحتية وتنظيمها، تبقى الساحات رمزًا للعناية الفائقة بضيوف الرحمن، فهل ستشهد الساحات مزيدًا من التحسينات المستقبلية لتعزيز تجربة الزوار؟











