رأس تناقيب: مركز العمليات البحرية لأرامكو السعودية
تُعد رأس تناقيب منطقة محورية في توسع أعمال أرامكو السعودية البحرية، إذ تحتضن مقر إدارة الإنتاج بالمنطقة المغمورة في السفانية.
الإنتاج في رأس تناقيب
تتميز منطقة تناقيب بمساهمتها الكبيرة في إنتاج النفط الخام، حيث يبلغ معدل الإنتاج حوالي أربعة ملايين برميل يوميًا، بالإضافة إلى 5.9 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا. يدير هذه العمليات كوادر وطنية شابة، تشكل نسبة 62% من موظفي أعمال النفط الخام في منطقة الأعمال الشمالية التابعة للشركة.
تاريخ الإنشاء والتطوير
في عام 1985م، اكتمل إنشاء معمل فرز الغاز من الزيت ومرافق أخرى في تناقيب، لتصبح بذلك المركز الحيوي لأعمال الشركة البحرية. وشمل ذلك العمل في معامل جديدة لفرز الغاز من الزيت في حقلي الظلوف والمرجان.
معمل الغاز الجديد
يوفر معمل الغاز في رأس تناقيب، الذي يمثل جزءًا من برنامج تطوير حقل المرجان، مرافق متطورة لمعالجة الغاز، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2.6 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج منه بحلول عام 2025م. وقد انطلقت بالفعل مرحلة التصميمات الهندسية وشراء المواد الأساسية لهذا المشروع الضخم، الذي سيتولى معالجة الغاز من حقول المرجان والسفانية والظلوف.
مرافق رأس تناقيب
تبوأت رأس تناقيب مكانة مرموقة كأحد المرافق النفطية الهامة، بفضل الارتفاع الملحوظ في إنتاج النفط الخام بها. وتُعتبر رأس تناقيب مركزًا حيويًا للأنشطة المتعلقة بأعمال المنطقة المغمورة في منطقة الأعمال الشمالية.
حقل السفانية
تخدم رأس تناقيب العديد من حقول النفط والغاز، بما في ذلك حقل السفانية، الذي يُعد أكبر حقل نفط مغمور في العالم. ينتج هذا الحقل أكثر من 1.3 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، وتقدر احتياطاته النفطية بنحو 34.03 مليار برميل مكافئ نفطي، بما في ذلك 33.66 مليار برميل من احتياطيات السوائل.
حقل منيفة
يُعد حقل منيفة من الحقول الهامة في منطقة رأس تناقيب، حيث يحتل المرتبة الخامسة كأكبر حقل نفطي في العالم. وقد واجهت أرامكو السعودية تحديات كبيرة في تطوير هذا الحقل، الذي بدأ الإنتاج فيه في أبريل 2013م، بطاقة 500 ألف برميل يوميًا من النفط العربي الثقيل.
حقول أخرى
تتمركز في هذه المنطقة حقول أخرى تساهم في التدفقات اليومية من النفط والغاز، مثل الظلوف والمرجان والحصباة وكران والخفجي، وغيرها من الحقول التي تنتج النفط الخام بالإضافة إلى الغاز الطبيعي.
تطوير أعمال رأس تناقيب
في إطار تطوير الأعمال التشغيلية وتبني الحلول التقنية المتقدمة في منطقة رأس تناقيب، تم تدشين سفينة إمداد وتخزين بحرية عائمة جديدة في أغسطس 2016م، والتي بدأت أرامكو السعودية في تشغيلها لدعم أعمال الحفر البحرية بشكل أساسي.
السفينة البحرية العائمة
تُعد هذه السفينة قاعدة إمداد بحرية بعيدة، تقع بالقرب من تجمعات أجهزة الحفر، بهدف توفير الدعم السريع فيما يتعلق بتوصيل المواد، وإمكانات خلط الطين وسوائل الحفر، وحمل المعدات والحمولات والمواد الكيميائية والماء والوقود، بالإضافة إلى مناطق التخزين المفتوحة والمغلقة.
نقلة نوعية
تعتبر السفينة الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتمثل نقلة نوعية في إدارة الأعمال اللوجستية البحرية. توفر السفينة الدعم لسبعة أجهزة حفر بحرية، من خلال الجهود المشتركة التي تبذلها كل من الخدمات اللوجستية البحرية، وأعمال الغاز، ومخزن أدوات الحفر.
فوائد السفينة البحرية
أدت فكرة السفينة البحرية إلى إحداث تحول في طريقة إمداد أجهزة الحفر البحرية، حيث يتم تزويدها بجميع الإمدادات والمعدات اللازمة لاستمرار عملها بسلاسة. يساهم ذلك في توفير الوقت وتقليل الرحلات المكلفة ذهابًا وإيابًا إلى الميناء. وبفضل عمل السفينة البحرية العائمة كرصيف من أرصفة رأس تناقيب الصغيرة، وعلى بعد 70 ميلًا بحريًّا، فقد انخفض الازدحام في الرصيف البحري، وأصبح إرسال المراكب إلى أجهزة الحفر أكثر فاعلية، مما أدى إلى توفير تكاليف كبيرة على الشركة.
استمرار التطوير
تستمر الأعمال الإنشائية في معمل الغاز في رأس تناقيب، الذي يمثل جزءًا من برنامج تطوير حقل المرجان. وعند الانتهاء من المشروع، ستزداد طاقة المعالجة بمقدار 2.6 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من حقول المرجان والسفانية والظلوف، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع في عام 2025م.
الحد من حرق الغاز في رأس تناقيب
تماشيًا مع جهود أرامكو السعودية في الحفاظ على البيئة، وانطلاقًا من المسؤوليات التي تتحملها كل دائرة في الشركة لتحقيق أقصى درجات الإشراف البيئي في جميع جوانب أعمالها، أنجزت إدارة الإنتاج على اليابسة بالسفانية، في مارس 2016م، مبادرة للحد من حرق الغاز.
نظام استخلاص الغاز
لتحقيق التميز التشغيلي في أعمالها، تم تصميم وإنشاء نظام استخلاص الغاز في معامل رأس تناقيب، بهدف القضاء على إشعال الغاز اليومي وحماية البيئة من الانبعاثات الضارة، مثل أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين.
نتائج إيجابية
بدأ تشغيل هذا النظام في 26 أكتوبر 2015م، وتمكن من استخلاص 0.41 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، دون أي تأثير على سير العمل في المعمل. تساهم هذه الكمية في زيادة الحد المتوقع من استخلاص الغاز المشتعل، ليصل إلى 150 مليون قدم مكعبة قياسية كل عام، بالإضافة إلى خفض انبعاثات أكسيد الكبريت الضارة ليصل إلى 450 طنًا سنويًا، وزيادة الأرباح بما يعادل 1.5 مليون دولار. ومن الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز تم تصميمه وإنشاؤه بالاعتماد على موارد ومواد من داخل الشركة، مما ساهم في خفض التكاليف التشغيلية.
وفي النهايه :
تبرز رأس تناقيب كمركز حيوي في استراتيجية أرامكو السعودية لتطوير إنتاج النفط الخام والغاز. من خلال الاستثمارات المستمرة في المرافق والبنية التحتية، والالتزام بتقليل الآثار البيئية، تستمر رأس تناقيب في تعزيز مكانتها كركيزة أساسية في قطاع الطاقة بالمملكة. هل ستتمكن رأس تناقيب من الحفاظ على هذا الزخم في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه صناعة النفط العالمية؟