ذا لاين: مدينة المستقبل المستدامة في نيوم
ذا لاين، مدينة مليونية مستدامة، تمثل رؤية جريئة للمستقبل، وهي جزء من مشروع نيوم الطموح. أعلن عن إطلاقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة شركة نيوم، في 10 يناير 2021، وكُشف عن تصاميمها في 25 يوليو 2022. يجسد هذا المشروع نموذجًا فريدًا للمجتمعات الحضرية المستقبلية، مع التركيز على تحقيق التوازن بين الحياة الحضرية والطبيعة.
العيش بتناغم مع الطبيعة
ذا لاين تربط بين أربع مناطق طبيعية متميزة: الساحل، الصحراء الساحلية، الجبال، والأودية المرتفعة. تهدف المدينة إلى توفير تجربة معيشية فريدة، حيث لا تتجاوز أبعد رحلة بين أي نقطتين فيها 20 دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسكان الوصول إلى الطبيعة والمرافق الأساسية في غضون 5 دقائق سيرًا على الأقدام من أي مكان في المدينة.
أبعاد المدينة وقدرتها الاستيعابية
تمتد مدينة ذا لاين على مساحة 200 متر عرضًا و 170 كيلومترًا طولًا، وترتفع 500 مترًا فوق سطح البحر. على الرغم من أن مساحتها لا تتجاوز 34 كيلومترًا مربعًا، إلا أنها تستوعب حوالي 9 ملايين نسمة، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم.
مجتمعات ذا لاين الإدراكية
تتميز مجتمعات ذا لاين بنظام ذكي يعتمد على تحليل 90% من البيانات التي يتم جمعها، مما يوفر الوقت والجهد ويحسن جودة الحياة والأعمال. هذه المجتمعات الإدراكية تتطور باستمرار، وترتقي بالتنمية الحضرية إلى مستويات جديدة، وتقدم خدمات متواصلة لتعزيز الصناعات وتوفير مستويات عالية من الرفاهية لجميع السكان. يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في تحسين كل جانب من جوانب الحياة والعمل داخل ذا لاين.
الاستدامة والابتكار
تعتمد مجتمعات ذا لاين بشكل كامل على الطاقة المتجددة، مما يخلق بيئة صحية ونظيفة خالية من التلوث والضجيج. تمثل المدينة منصة للابتكار والأعمال التجارية، وتساهم في مواجهة التحديات العالمية الملحة. توفر المدينة مساحات طبيعية مفتوحة تعزز ثقافة المشي، وتضمن سهولة الوصول إلى المرافق والحدائق العامة، مما يعزز العيش في وئام مع الطبيعة في القرن الحادي والعشرين وما بعده.
مزايا ذا لاين
تُعد ذا لاين نموذجًا فعالًا للاستجابة للتحديات التي تواجه البشرية، مثل التغير المناخي والزحف العمراني والازدحام المروري. تضع المدينة رفاهية الإنسان وحماية الطبيعة والاستدامة في صميم أولوياتها، وتوفر بنية تحتية متكاملة تعتمد على التقنيات الذكية والمستدامة، بما في ذلك المرافق الأساسية وخدمات النقل المتطورة.
أسلوب المعيشة في ذا لاين
صُممت مجتمعات ذا لاين لتعزيز ثقافة المشي، مما يشجع على نمط حياة صحي ونشط. تعتمد المدينة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة الخدمات وتوفير وسائل الراحة، مما يتيح للسكان قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم وأصدقائهم.
التنقل في مدينة ذا لاين
يهدف تصميم ذا لاين إلى تقليل الاعتماد على المركبات، وتحويل الشوارع إلى مساحات للمشاة تحيط بها الحدائق والمساحات الخضراء. تقع جميع وسائل النقل الآلية أو ذاتية القيادة التي تعمل بالطاقة النظيفة على بعد 5 دقائق سيرًا على الأقدام، مما يسهل التنقل ويجعله ممتعًا وخاليًا من الإجهاد. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن المدينة قطارًا فائق السرعة يربط بين أقصى نقطتين في المدينة في غضون 20 دقيقة.
الطاقة النظيفة
يعتمد مشروع ذا لاين بنسبة 100% على الطاقة المتجددة، بما في ذلك الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين، لخلق بيئة صحية وخالية من التلوث. تتيح المدينة تطوير نظام نقل وتوزيع ذكي وصديق للبيئة، وذلك من خلال دمج أنظمة النقل والطاقة في البنية التحتية الذكية. كما تدمج المدينة منظومة التصنيع والابتكار ضمن مجتمعاتها الإدراكية، مما يساهم في تحقيق بيئة خالية من الانبعاثات الضارة.
البيئة والاستدامة
يحافظ مشروع مدينة ذا لاين على 95% من أراضي نيوم، بهدف حماية البيئة وتحسين جودة حياة السكان. تتوفر مساحات طبيعية مفتوحة في جميع أنحاء المدينة، مما يعزز العلاقة بين الإنسان والطبيعة. تهدف مجتمعات ذا لاين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي قدر الإمكان، والاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة للحد من الانبعاثات.
تصميم مستدام
صُممت ذا لاين بعناية لخلق مناخ محلي مثالي، يضمن الاستفادة القصوى من أشعة الشمس وتدفق الهواء الطبيعي والظل، مما يخلق توازنًا طبيعيًا في حركة الهواء. تساهم المساحات الخضراء المفتوحة في تحسين الراحة لجميع السكان والزوار والعاملين في المدينة. كما تدعم ذا لاين ثقافة الزراعة المحلية، بهدف تحقيق إنتاج غذائي مستدام.
وفي النهايه :
تمثل ذا لاين رؤية طموحة وجريئة لمستقبل المدن، حيث يتم دمج التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة البيئية لخلق بيئة معيشية فريدة من نوعها. هل ستنجح ذا لاين في تحقيق أهدافها الطموحة وتصبح نموذجًا يحتذى به للمدن المستقبلية حول العالم؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
