حاله  الطقس  اليةم 13.9
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

خالد بن عبدالعزيز آل سعود

بوابة السعودية
أعجبني
(0)
مشاهدة لاحقا
شارك
خالد بن عبدالعزيز آل سعود

يعتبر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود (المولود عام 1331هـ الموافق 1913م والمتوفى عام 1402هـ الموافق 1982م) الابن الخامس للملك المؤسس عبد العزيز، والملك الرابع للمملكة العربية السعودية. استمرت فترة حكمه سبع سنوات، حيث تولى مقاليد الحكم بعد أخيه الملك فيصل، ليخلفه لاحقًا الملك فهد بن عبد العزيز. تمتع الملك خالد بمكانة مرموقة وتقدير واسع على الصعيدين المحلي والدولي، وحصد العديد من الجوائز والأوسمة من دول وهيئات عالمية، من بينها جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام التي تعد من أبرز الجوائز التي حصل عليها.

الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود- النسب والأصول

ينتمي الملك خالد إلى أسرة آل سعود العريقة، حيث هو خالد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود. أمه هي الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي، التي تزوجها الملك عبدالعزيز في عام 1326هـ/1908م، وهي الزوجة الرابعة له. توفيت الأميرة الجوهرة في وباء الإنفلونزا سنة 1337هـ/1919م، وأنجبت للملك عبدالعزيز ثلاثة أبناء منهم الملك خالد.

  • مولد ونشأة الملك خالد: ولد الملك خالد في شهر ربيع الأول من عام 1331 هجري، الموافق لشهر فبراير من عام 1913 ميلادي. تزامن ميلاده مع فترة بالغة الأهمية في تاريخ المملكة، وهي فترة استرداد والده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود لمنطقة الأحساء.
  • تربيته في كنف والده: ترعرع الملك خالد في كنف والده داخل قصر الحكم في مدينة الرياض، حيث اكتسب منه الكثير من الصفات القيادية والإنسانية. لازم والده في مختلف مراحل التوحيد والبناء للدولة السعودية الحديثة.
  • تعليمه وتكوينه الديني: في صغره، أتم الملك خالد حفظ كتاب الله، وتلقى علوم الدين على يد نخبة من كبار العلماء والمشايخ. هذا الاهتمام بالعلوم الدينية كان جزءًا أساسيًا من تربيته، حيث نشأ على قيم الإسلام وتعاليمه السمحة. تلقى تعليمه في الرياض.

المسيرة التعليمية للملك خالد وأثرها الثقافي

المسيرة التعليمية للملك خالد وأثرها الثقافي منذ نعومة أظفاره، أولى الملك خالد اهتماماً كبيراً بالتعليم الديني والعلمي، إدراكاً منه لأهمية العلم في بناء الأمم ونهضتها. انضم إلى مدارس الرياض ليحفظ القرآن الكريم ويتعلم مبادئ القراءة والكتابة، مما ساهم في تكوين شخصيته وهويته الإسلامية. تجسد هذا الاهتمام في دعمه اللاحق للمؤسسات التعليمية والثقافية طوال فترة حكمه.

  • التعليم المبكر والرعاية الخاصة: حظي الملك خالد برعاية تعليمية فريدة داخل أروقة القصر، حيث أشرف على تعليمه نخبة من المعلمين المتميزين مثل محمد بن مرحوم والشيخ ناصر بن حمدان، اللذين كان لهما دور كبير في تلقينه العلوم والمعارف المختلفة.
  • مدرسة المفيريج ودورها التعليمي: نهل الملك خالد من العلم في مدرسة المفيريج، التي كانت صرحاً تعليمياً مرموقاً قبل إرساء دعائم نظام التعليم الرسمي في عام 1344هـ الموافق 1926م. تعتبر مدرسة المفيريج من أوائل المؤسسات التعليمية التي ساهمت في نشر العلم والمعرفة في المنطقة.
  • مدرسة الأمراء: منارة العلم والمعرفة: لاحقاً، انضم الملك خالد إلى مدرسة الأمراء التي أنشأها الملك المؤسس عبدالعزيز في عام 1354هـ الموافق 1935م داخل قصره، لتكون منارة علم لأبنائه وأحفاده وأبناء الأسرة المالكة الكريمة.

صفات الملك خالد الأخلاقية

عُرف الملك خالد بسخائه وكرمه الذي لا يضاهى، ونقاء سريرته، ورزانة طبعه، الأمر الذي زرع محبته في قلوب أفراد عائلته وأبناء وطنه. لم يكن سخاؤه مقتصراً على العطاء المادي فحسب، بل تجاوزه إلى العطاء المعنوي، فكان يولي اهتماماً كبيراً بالفقراء والمحتاجين.

ويسعى جاهداً لتوفير حياة كريمة لهم. تجسد ذلك في العديد من المبادرات والمشاريع الخيرية التي أطلقها خلال فترة حكمه، والتي كان لها بالغ الأثر في تحسين مستوى معيشة الكثير من الأسر.

  • جهود الملك خالد في تحقيق السلام والرخاء: لطالما سعى الملك خالد، رحمه الله، نحو تحقيق السلام والرخاء، وبرزت حكمته جليةً في توجيه دفة المملكة خلال مرحلة دقيقة ومفصلية من تاريخها. تميزت سياسته بالحكمة والاعتدال، والحرص على بناء علاقات متينة مع مختلف دول العالم. سعى جاهداً لحل النزاعات بالطرق السلمية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، دوره الفاعل في مبادرات السلام العربية، وجهوده في رأب الصدع بين الأشقاء.
  • الملك خالد: وهواياته واهتماما تهتميز الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، بشغفه الكبير بالفروسية والرماية، وهما مهارتان تجسدان الإرث العربي العريق وقيم الشجاعة والإقدام. كان يرى فيهما تجسيدًا لقوة البأس والمهارة التي يتحلى بها الفارس العربي الأصيل، مما يعكس اعتزازه بجذوره العربية الأصيلة.
  • هوايات الملك خالد: عرف عن الملك خالد ولعه بالصيد ورحلات القنص، حيث كان يمضي أوقاتًا مطولة في أحضان الصحراء رفقة أصحابه ومرافقيه. لم تكن هذه الرحلات مجرد هواية، بل كانت فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتجديد الطاقة في أحضان الطبيعة.
  • اهتمامات الملك خالد: دعم العلم والمعرفة: وإضافة إلى ذلك، كان الملك خالد محبًا لجمع الكتب، ومتكفلًا بطباعة أمهات الكتب الشرعية والمؤلفات التي تتناول الأحكام الفقهية والعقيدة والسنة النبوية واللغة العربية على نفقته الخاصة. كان يهدف من خلال هذا الدعم إلى نشر العلم والمعرفة وإتاحة الفرصة للباحثين والطلاب للاستفادة من هذه الكتب القيمة.

أعمال الملك خالد بن عبدالعزيز قبل توليه الحكم

في كنف والده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، بدأ الأمير خالد بن عبدالعزيز، قبل اعتلائه سدة الحكم، رحلته العملية والسياسية في ريعان الشباب، حيث أظهر مهاراته في الرماية بشكل عملي خلال مرافقة والده الملك عبدالعزيز في رحلته إلى الحجاز عام 1343هـ الموافق 1924م.

وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عامًا فقط. كما حضر برفقة والده معركة السبلة بالقرب من الزلفي، والتي استطاع فيها الملك عبدالعزيز إخماد فتنة الإخوان، بالإضافة إلى معركة الدبدبة التي قضت على فتنة أخرى بقيادة فيصل الدويش.

  • معاهدة الطائف: وقع اختيار الملك عبدالعزيز على ابنه الأمير خالد لرئاسة الجانب السعودي في معاهدة الطائف عام 1353هـ الموافق 1934م، والتي استهدفت تحقيق السلام بين المملكة العربية السعودية واليمن. اشتهر الأمير خالد بحكمته ونزعته نحو الحلول السلمية.
  • نيابة الحجاز: بعد إلحاق الحجاز بالمملكة عام 1344هـ الموافق 1925م، تم تعيين الأمير فيصل نائبًا عن والده في الحجاز، وبعده تولى الأمير خالد منصب النائب لأخيه. خلال هذه الفترة، أظهر الأمير خالد كفاءة عالية في تنفيذ المهام الموكلة إليه.
  • إدارة شؤون الدولة: خلال فترة الحرب مع اليمن، اضطلع الأمير خالد بمسؤولية إدارة مجلس الوكلاء، وإمارة مكة المكرمة، ووزارة الداخلية، نيابة عن أخيه فيصل، مما يؤكد دوره المحوري في الشؤون الداخلية والسياسية للمملكة.
  • مساندة الملك فيصل: كان الأمير خالد سندًا قويًا لأخيه الملك فيصل، لا سيما بعد إنشاء وزارة الخارجية عام 1349هـ الموافق 1930م، حيث شارك الأمير خالد في تسيير جزء من مسؤوليات الدولة الداخلية ورافقه في زيارات دبلوماسية خارجية شملت مصر، لندن، باريس.
  • ولاية العهد: بعد تولي الملك فيصل – رحمه الله – مقاليد الحكم، وقع اختياره على الأمير خالد ليكون وليًا للعهد بتاريخ 27 ذي القعدة 1384هـ، الموافق 29 مارس 1965م. هذه اللحظة كانت بمثابة إعلان رسمي عن مستقبل القيادة في المملكة العربية السعودية. استمر الأمير خالد في ولاية العهد لمدة عشر سنوات، وهي فترة حافلة بالمسؤوليات والمهام الجسام.
  • دور الأمير خالد كنائب رئيس مجلس الوزراء: خلال فترة ولاية العهد، لم يكن الأمير خالد مجرد شخصية رمزية، بل كان شريكًا فاعلاً في إدارة شؤون الدولة. تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يجعله الذراع الأيمن للملك فيصل.
  • الخبرة السياسية والثقة القيادية: هذا الدور الحيوي مكّن الأمير خالد من اكتساب خبرة سياسية واسعة النطاق. فقد شارك في اتخاذ القرارات الهامة، والإشراف على تنفيذ السياسات الحكومية، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية.

مبايعة الملك خالد بن عبدالعزيز

في الثالث عشر من ربيع الأول عام 1395هـ، الموافق للخامس والعشرين من شهر مارس عام 1975م، وبعد الفاجعة باستشهاد الملك فيصل رحمه الله، التأمت الأسرة المالكة برئاسة الأمير محمد بن عبدالعزيز، وهو أكبر أنجال الملك المؤسس عبدالعزيز.

وقاموا بمبايعة سمو ولي العهد آنذاك، الأمير خالد بن عبدالعزيز، ملكًا وقائدًا للمملكة العربية السعودية. وعقب ذلك، أعلن الملك خالد عن اختياره للأمير فهد ليكون وليًا للعهد، وقد حظي هذا الاختيار بتأييد كامل من الأسرة المالكة، ليتم البيعة له رسميًا.

وبعد ذلك، انعقد اجتماع موسع ضم الأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء وأفراد الشعب السعودي، حيث جددوا البيعة للملك خالد ملكًا وللأمير فهد وليًا للعهد.

القرارات الحاسمة في بداية عهد الملك خالد

في مستهل فترة حكمه، أكد الملك خالد بن عبد العزيز، رحمه الله، أن سياسته ستكون امتدادًا لنهج سلفه الملك فيصل، رحمه الله، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ومواصلة مسيرة التقدم السياسي والإداري التي بدأها الفيصل.

تجسد هذا التأكيد في عدة قرارات وإجراءات اتخذها الملك خالد في الأيام الأولى من توليه الحكم، مما يعكس حرصه على الاستمرارية والتطور.

  • الإبقاء على أعضاء مجلس الوزراء: في السادس عشر من ربيع الأول عام 1395هـ، الموافق للثامن والعشرين من شهر مارس عام 1975م، أصدر الملك خالد أمرًا ملكيًا يقضي بالإبقاء على جميع أعضاء مجلس الوزراء في مناصبهم. هذا القرار يعكس تقدير الملك خالد للجهود التي بذلها الوزراء في عهد الملك فيصل، ورغبته في الاستفادة من خبراتهم في المرحلة المقبلة.
  • تعيينات في مناصب عليا: في اليوم التالي لقرار الإبقاء على مجلس الوزراء، أصدر الملك خالد مرسومًا وأوامر ملكية تضمنت تعيين الأمير فهد وليًا للعهد ووزيرًا للداخلية والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

تفاصيل التعيينات:

  • الأمير فهد بن عبد العزيز: بالإضافة إلى كونه وليًا للعهد، استمر في منصب وزير الداخلية، وهو منصب حيوي في الحفاظ على الأمن الداخلي. كما عُيّن نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء، مما يعكس الثقة الكبيرة التي أولاها إياه الملك خالد.
  • الأمير عبدالله بن عبدالعزيز: تم تعيينه رئيسًا للحرس الوطني، وهي قوة عسكرية وأمنية مهمة في المملكة. كما عُيّن نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، مما يعزز دوره في إدارة شؤون الدولة.

هذه التعيينات عكست رغبة الملك خالد في توزيع المسؤوليات على أفراد ذوي كفاءة وخبرة، لضمان استمرار العمل الحكومي بكفاءة وفعالية. كما أنها تعكس التوازن في السلطة والتعاون بين أفراد الأسرة الحاكمة في إدارة شؤون البلاد.

مبادرات إنسانية للملك خالد

تجسدت مبادرات الملك خالد الإنسانية في قرارات تاريخية عكست رؤيته الحكيمة والتزامه تجاه شعبه. من أبرز هذه المبادرات كان إصداره عفوًا شاملاً عن المعتقلين السياسيين في الخامس والعشرين من ربيع الأول عام 1395هـ، الموافق للسادس من أبريل عام 1975م، وهي خطوة جسدت روح التسامح والعفو في القيادة السعودية.

  • العفو الشامل عن المعتقلين السياسيين: هذا العفو لم يقتصر على إطلاق سراح المعتقلين فحسب، بل شمل أيضًا دعوة الملك خالد لمن غادر البلاد إلى العودة والمساهمة في بناء الوطن، مؤكدًا أن المملكة تتسع لجميع أبنائها.
  • العفو الثاني والتعبير عن الامتنان: تلاه عفو آخر في التاسع عشر من جمادى الأولى عام 1395هـ، الموافق للثلاثين من مايو عام 1975م، حيث عبر الملك خالد عن امتنانه وتقديره للشعب السعودي على هذا الموقف الإنساني النبيل، الذي أضاء آفاق الأمل والمصالحة.
  • الأثر الإيجابي للمبادرات الإنسانية: هذه المبادرات كان لها أثر كبير في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المملكة، وساهمت في خلق بيئة إيجابية تشجع على التنمية والازدهار.

أمثلة على أثر القرارات

  • عودة العديد من الكفاءات الوطنية التي ساهمت في تطوير البلاد في مختلف المجالات.
  • تعزيز الثقة بين الشعب والحكومة، مما أدى إلى زيادة المشاركة الشعبية في التنمية.
  • تحسين صورة المملكة في المحافل الدولية كدولة تحترم حقوق الإنسان وتسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية.

هكذا، تجسدت مبادرات الملك خالد الإنسانية كعلامة فارقة في تاريخ المملكة، وشاهدة على رؤية قيادية حكيمة تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.

السياسة الداخلية للملك خالد

بعد توليه الحكم، أصدر الملك خالد بيانًا واضحًا أشار فيه إلى استمرار سياسة المملكة على نهج الملك فيصل، مع التأكيد على عدد من الركائز الأساسية:

  • الشريعة الإسلامية هي أساس الحكم والسيادة في جميع شؤون المملكة.
  • العمل على رفع مستوى المعيشة للمواطنين والمقيمين، وتطوير خطة التنمية الثانية.
  • دعم الموارد البشرية والصناعة والزراعة، وتعزيز مشروعات التنمية.
  • تقوية القوات المسلحة لحماية الوطن والأمة العربية.
  • تحسين الخدمات الصحية، وتطوير المستشفيات لتوفير العلاج والوقاية.
  • استكمال منظومة الخدمات العامة مثل المواصلات، الطرق، الموانئ، المطارات، والاتصالات.
  • تعزيز وتقوية أجهزة الدولة الإدارية، بما في ذلك نظام الشورى ونظام المقاطعات.

السياسة الخارجية في عهد الملك خالد

حدد الملك خالد سياسة خارجية متوازنة تضمنت:

  • دعم السلام العالمي، مستندًا إلى سياسات الملك فيصل والملوك السابقين.
  • تعزيز التضامن الإسلامي ووحدة الصف العربي.
  • استمرار الدعم القوي لقضية فلسطين.
  • الحفاظ على السياسة البترولية التي منحت السعودية مكانة دولية مرموقة.
  • مد يد التعاون مع الدول العربية والإسلامية والصديقة على أساس مبادئ الحق والعدل والسلام.

إدارة الأزمات: الحزم في مواجهة حادثة الحرم المكي

في الأول من محرم عام 1400هـ، الموافق 21 نوفمبر 1979م، تجسدت إدارة الأزمات بكل حزم وجدية من قبل القيادة السعودية بقيادة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، وذلك في مواجهة حادثة الحرم المكي. هذه الحادثة، التي هزت العالم الإسلامي، استدعت استجابة سريعة وحاسمة للحفاظ على قدسية المكان وأمن الحجاج والمعتمرين.

  • تطهير الحرم المكي: تم تطهير الحرم المكي الشريف من الفئة الخارجة على النظام، والتي انتهكت حرمة المسجد الحرام. تعاملت القوات السعودية بحزم واحترافية عالية لإنهاء هذا الاعتداء الآثم، مع مراعاة قدسية المكان وتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. عملية التطهير كانت ضرورية لاستعادة الأمن والاستقرار، وإعادة الأمور إلى نصابها في أقدس بقاع الأرض.
  • تقدير تضحيات الشهداء: أصدر الملك خالد بن عبد العزيز أمرًا ساميًا بمنح عوائل الشهداء مكافآت مالية وعينية تقديرًا لتضحياتهم الجليلة. هذا التكريم يعكس مدى اهتمام القيادة السعودية بأبنائها البررة الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن والدين، وتأكيدًا على أن تضحياتهم لن تذهب سدى.
  • أمثلة على التكريم: تضمنت المكافآت منح أسر الشهداء منازل، وتوفير فرص تعليمية لأبنائهم، وتأمين مستقبلهم المالي. هذه اللفتة الكريمة كان لها أثر بالغ في نفوس أسر الشهداء، وعززت من شعورهم بالفخر والاعتزاز بتضحيات ذويهم.
  • رسالة تقدير وعرفان: هذا التقدير ليس مجرد مكافأة مادية، بل هو رسالة تقدير وعرفان من القيادة والشعب السعودي لأولئك الذين بذلوا أرواحهم للحفاظ على أمن واستقرار المملكة، وحماية المقدسات الإسلامية. إنه تأكيد على أن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين الذين يقفون في وجه التحديات بكل شجاعة وإقدام.
  • الخطة التنموية: تمحورت جهود الخطة التنموية في عهد الملك خالد حول مواصلة مسيرة التنمية التي أرسى دعائمها الملك فيصل، حيث استهل فترة حكمه بالتزامن مع تطبيق الخطة الخمسية الثانية (1396-1400هـ)، والتي رُصد لها مبلغ يقارب 498.3 مليار ريال.

وقد أثمرت هذه الخطة تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.4%، بالإضافة إلى نمو ملحوظ في القطاع غير النفطي بنسبة سنوية قدرها 15.82%، مع الإبقاء على معدلات التضخم ضمن مستويات منخفضة. وشهد عهده أيضًا انطلاق الخطة الخمسية الثالثة (1401-1405هـ)، التي تميزت بزيادة حجم الميزانية المخصصة لها لتصل إلى 782.8 مليار ريال، مما يعكس استمرار الاهتمام بتحقيق التنمية والنهضة الاقتصادية الشاملة.

أنجزات كبرى في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز

تطوير التعليم في عهد الملك خالد

في عام 1395هـ الموافق 1975م، تم تأسيس وزارة التعليم العالي ضمن التعديلات الوزارية التي جرت في عهد الملك خالد. شهد العام نفسه أيضًا افتتاح جامعة الملك فيصل في الأحساء، وفي عام 1401هـ الموافق 1981م، افتتحت جامعة أم القرى في مكة المكرمة.

منذ إنشاء الوزارة، شهد عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم العالي في الجامعات وكليات البنات نموًا ملحوظًا، بالإضافة إلى زيادة عدد الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج، وتضاعف الاهتمام بالبحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي.

دعم البحث العلمي والتكنولوجي

وفي إطار دعم البحث العلمي، أنشأت المملكة المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا في عام 1397هـ الموافق 1977م، والذي تطور لاحقًا ليصبح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. يهدف هذا المركز إلى بناء قاعدة علمية وتقنية قوية تخدم التنمية في مختلف المجالات الحيوية مثل الزراعة، الصناعة، الطب، الهندسة، وعلم الفلك.

كما تم إنشاء معهد بحوث الطاقة ومعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في عام 1400هـ الموافق 1980م، وشهد العام نفسه بداية تأسيس الجمعيات والهيئات العلمية التي لعبت دورًا هامًا في دعم الأنشطة العلمية والتقنية.

الاهتمام بالمؤسسات التعليمية المختلفة

حظيت جميع المؤسسات التعليمية باهتمام كبير، بما في ذلك المعاهد العلمية، برامج محو الأمية للكبار، تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، التعليم الأهلي، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم. في عام 1396هـ الموافق 1976م.

افتتحت أول مدرسة ثانوية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين في عهد الملك خالد، تبعها افتتاح أول مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم للبنات في عام 1399هـ الموافق 1979م. تعتبر هذه المدارس مسارًا موازيًا للتعليم العام، مع التركيز بشكل خاص على مقررات علوم القرآن الكريم وعلوم الحديث النبوي الشريف.

كما أشرفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حاليًا) على المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني (المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني حاليًا)، التي تأسست في عام 1400هـ الموافق 1980م، وتم دمج مراكز التدريب المهني التابعة لكل من وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم (وزارة التعليم حاليًا) في مؤسسة واحدة.

تطوير الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية

شهد القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، تحديدًا في فترة حكم الملك خالد رحمه الله، قفزات نوعية وتطورات كبيرة، تجسدت في توفير رعاية صحية شاملة ومتكاملة لجميع المواطنين والمقيمين. وقد شملت هذه التطورات إنشاء المؤسسات الصحية، وتطوير البنية التحتية، وزيادة عدد الكوادر الطبية المؤهلة، وتوفير الأجهزة والمعدات الحديثة.

في عام 1396هـ/1976م، تم إنشاء مجلس وزاري للتخطيط الصحي، وكانت مهمته الأساسية هي وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتطوير الكوادر العاملة في القطاع الصحي ورفع كفاءتهم. كان هذا المجلس يضم وزراء التخطيط والصحة والتعليم العالي، مما يعكس التكامل بين القطاعات الحكومية المختلفة لتحقيق أهداف التنمية الصحية.

التوسع في المعاهد الصحية

نتيجة لجهود المجلس الوزاري للتخطيط الصحي، حدثت زيادة ملحوظة في عدد المعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة. فبحلول عام 1402هـ/1982م، بلغ عدد هذه المعاهد 18 معهدًا للبنين و28 معهدًا للبنات. ساهمت هذه المعاهد في تخريج أعداد كبيرة من الفنيين والمساعدين الصحيين الذين دعموا القطاع الصحي وقدموا خدمات الرعاية الصحية في مختلف مناطق المملكة.

كان هذا التوسع ضروريًا لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات الصحية نتيجة للنمو السكاني والتطور الاقتصادي الذي شهدته المملكة في تلك الفترة.

دور التعليم العالي في دعم القطاع الصحي

كما أسهمت وزارة التعليم العالي بالتعاون مع وزارة الصحة في تدريب وتأهيل الكفاءات الطبية، من خلال افتتاح كليات الطب في مختلف الجامعات السعودية. خلال عهد الملك خالد، تم افتتاح كلية الطب والعلوم التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عام 1395هـ/1975م.

وكلية الطب بجامعة الملك فيصل في المنطقة الشرقية في العام نفسه. بالإضافة إلى كلية الطب بجامعة الملك سعود فرع أبها عام 1401هـ/1981م. وإلى جانب المستشفيات الجامعية، تم افتتاح مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1397هـ/1977م.

ومستشفى الملك فهد التعليمي التابع لجامعة الملك فيصل عام 1401هـ/1981م، ومستشفى الملك خالد الجامعي التابع لجامعة الملك سعود بالرياض عام 1402هـ/1982م.

عبدالعزيز آل سعود

إنجازات بارزة في عهد الملك خالد

تعتبر فترة حكم الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود مرحلة هامة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث شهدت البلاد تطورات كبيرة في مختلف المجالات، وخاصة في قطاع الصحة. تجسدت رؤية الملك خالد في تحسين جودة حياة المواطنين وتوفير أفضل الخدمات الصحية لهم.

  • تطوير القطاع الصحي في عهد الملك خالد: من بين الإنجازات الهامة لوزارة الصحة في عهد الملك خالد، البدء في إنشاء مدينة الملك فهد الطبية في عام 1401هـ/1981م، والتي تعتبر من أكبر المجمعات الصحية المتكاملة في المنطقة. هذه المدينة الطبية لم تكن مجرد مستشفى، بل مجمع طبي شامل يضم مختلف التخصصات والعيادات والمراكز البحثية، مما يوفر رعاية صحية متكاملة للمرضى.
  • إدخال التقنيات الحديثة في المنظومة الصحية: اهتمت الوزارة بشكل كبير بإدخال التقنيات الحديثة في المنظومة الصحية، وذلك بهدف تحسين الكفاءة وتقديم خدمات طبية متطورة. أطلقت الوزارة مشروع الإخلاء الطبي الجوي في عام 1400هـ/1980م، والذي ساهم في نقل المرضى والمصابين من المناطق النائية إلى المستشفيات الكبيرة بسرعة وفعالية. هذا المشروع كان له دور كبير في إنقاذ حياة الكثيرين وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم في الوقت المناسب.
  • دمج الخدمات الوقائية والعلاجية: ركزت خطة التنمية الثانية على دمج برامج الخدمات الوقائية والعلاجية من خلال دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية. تم توسيع نطاق هذه المراكز وتزويدها بالإمكانيات اللازمة لتقديم خدمات صحية شاملة للمجتمع. هذا النهج أدى إلى انخفاض كبير في معدل وفيات الأطفال، حيث تم توفير التطعيمات اللازمة والرعاية الصحية للأمهات والأطفال في جميع أنحاء المملكة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت هذه المراكز في نشر الوعي الصحي وتعزيز السلوكيات الصحية السليمة في المجتمع.

تطوير القدرات الدفاعية في عهد الملك خالد: نظرة شاملة

شهدت وزارة الدفاع، التي كانت تعرف سابقًا بوزارة الدفاع والطيران، تحولات جذرية خلال فترة حكم الملك خالد. ففي عام 1976م (1396هـ)، تأسست قاعدة الملك فيصل الجوية في الرياض، مكملة بذلك الجهود الرامية إلى بناء قوة جوية متينة، والتي بدأت بإنشاء كلية الملك فيصل الجوية في عام 1967م (1387هـ).

وفي سياق تعزيز إمكانات القوات الجوية، وافق مجلس الوزراء في عام 1978م (1398هـ) على الخطوات الضرورية لإتمام اتفاقية شراء طائرات إف-15 من الولايات المتحدة، وفي عام 1981م (1402هـ)، اكتملت صفقة الحصول على طائرات الأواكس الأمريكية.

تطوير القوات البرية والبحرية والدفاع الجوي

تأسست قيادة القوات المسلحة البرية في عام 1976م (1396هـ). وللارتقاء بمستوى الكفاءة العسكرية للعاملين، جرى تطوير كلية الملك عبدالعزيز الحربية. أما بالنسبة للقوات البحرية، فقد تم شراء فرقاطات وتشكيل وحدات جديدة مثل وحدات المشاة البحرية والأمن في عام 1980م (1400هـ).

  • تحديث العتاد العسكري: في عهد الملك خالد، بدأت المراحل الأولى لتطوير العتاد العسكري. ففي بداية حكمه، تم توقيع اتفاقية تأسيس الهيئة العربية للتصنيع الحربي بين المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والإمارات.
  • التنظيمات العسكرية: صدرت تنظيمات جديدة للقطاع العسكري على المستوى التنظيمي، حيث عُدِّل نظام خدمة الضباط ونظام خدمة الأفراد العسكريين في عام 1977م (1397هـ). بالإضافة إلى ذلك، صدر نظام التقاعد العسكري في عام 1975م (1395هـ)، وأُنشئ مجلس الخدمة العسكرية في عام 1982م (1402هـ).
  • الكليات والمعاهد العسكرية: في 30 نوفمبر 1979م (11 محرم 1400هـ)، أُنشئت كلية الملك خالد العسكرية، التابعة لرئاسة الحرس الوطني (وزارة الحرس الوطني حاليًا). وفي مجال المعاهد الفنية، افتتح معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية في المنطقة الشرقية.
  • معهد الدفاع الجوي: تأسس معهد الدفاع الجوي في فترة حكم الملك خالد، وكان في الأصل جناحًا (قسمًا) في مدرسة المدفعية في الطائف، تحت مسمى جناح المدفعية المضادة للطائرات. وفي عام 1962م (1382هـ)، أُنشئت أول مدرسة للدفاع الجوي في جدة كامتداد لهذا الجناح.
  • الإمداد والتموين العسكري: في عهد الملك خالد، وضعت وزارة الدفاع استراتيجية شاملة لتنظيم وتسليح وتسمية الوحدات والقطاعات العسكرية، وتحديدًا في الفترة ما بين عامي 1975-1980م (1395هـ – 1400هـ). وفي هذا السياق، دُمجت المدرستان في هيئة الإمدادات والتموين.
  • أُنشئت مراكز في المناطق للتدريب على القيادة حسب الحاجة. وفي عام 1980م (1399هـ)، تحولت مدرسة البوليس الحربي في الطائف إلى جناح في مركز ومدرسة المشاة، ثم تغير الاسم لاحقًا إلى مركز ومدرسة الشرطة العسكرية الخاصة.
  • المرافق السكنية: شهدت القوات المسلحة السعودية وضع حجر الأساس لمدينة الملك خالد العسكرية. ففي يوم الأربعاء 1 فبراير 1978م (23 صفر 1398هـ)، زار الملك خالد مدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية في حفر الباطن.

الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة

في عهد الملك خالد، افتُتح مصنع كسوة الكعبة (الذي يُعرف حاليًا بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة)، وذلك في حي أم الجود بمكة المكرمة عام 1397هـ/1977م. وقد تم تفويض وزارة الحج والأوقاف (وزارة الحج والعمرة حاليًا) بالإشراف على إنشاء المصنع وتفعيله، كما جُهز المصنع بآلات حديثة لإعداد النسيج مع الحفاظ على أسلوب الإنتاج اليدوي نظرًا لقيمته العالية.

وفي جمادى الأولى من العام نفسه، أمر الملك خالد بصنع باب جديد للكعبة المشرفة بعد أن صلى داخلها ولاحظ الباب القديم الذي أُنشئ في عهد والده الملك عبد العزيز عام 1363هـ/1943م، فأمر بصنع الباب الجديد من الذهب الخالص، بالإضافة إلى باب التوبة الداخلي للكعبة من خشب الماكونغ المطلي بصفائح الذهب.

استغرق العمل على صنع الباب عامًا كاملاً، حيث بدأ العمل في 1 ذو الحجة 1398هـ/1 نوفمبر 1978م. وفي سنة 1401هـ/1981م، أمر الملك خالد بصنع كسوة داخلية جديدة للكعبة المشرفة بدلاً من الكسوة القديمة.

خالد بن عبدالعزيز

توسعة وتطوير المسجد الحرام

بتوجيهات من الملك خالد رحمه الله، شهد المسجد الحرام نقلة نوعية تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة واليسر لضيوف الرحمن. شملت هذه التوجيهات تركيب أجهزة التكييف بين الصفا والمروة، مما خفف من حرارة الجو أثناء أداء السعي، خاصة في فصل الصيف. وقد كان لهذا المشروع أثر كبير في تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، حيث تمكنوا من أداء مناسكهم في بيئة أكثر اعتدالًا وراحة.

  • تسهيلات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة: إضافة إلى ذلك، تم تخصيص مسار للعربات لكبار السن والعجزة، مما سهل عليهم الحركة والتنقل بين الصفا والمروة. هذا المسار ساهم في تقليل الزحام وتوفير بيئة آمنة ومريحة لهذه الفئة من الزوار.
  • أعمال البناء والزخرفة والإنارة: لم تقتصر جهود التطوير على التكييف وتسهيل الحركة، بل امتدت لتشمل أعمال البناء والزخرفة والإنارة في المنارات السبع الشاهقة، التي يبلغ ارتفاع كل منها 95 مترًا. هذه المنارات ليست مجرد معالم معمارية، بل هي أيضًا رموز إسلامية بارزة، تضفي جمالًا وهيبة على المسجد الحرام.
  • توزيع المنارات على الأبواب الرئيسية: تتوزع هذه المنارات بشكل استراتيجي على الأبواب الرئيسية للمسجد الحرام، حيث توجد منارتان على مدخل باب الملك، ومنارتان مماثلتان على بابي العمرة والسلام. أما المنارة السابعة، فتتربع على جانب قبة الصفا. هذا التوزيع المتناسق يعزز من التناغم البصري ويجعل المسجد الحرام تحفة معمارية فريدة من نوعها.
  • افتتاح المشروع: افتُتح هذا المشروع الضخم في 22 ذي القعدة 1399هـ، الموافق 13 أكتوبر 1979م، ليكون شاهدًا على العناية الفائقة التي توليها المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين. وقد كان لهذا المشروع الأثر البالغ في تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

إدارة سقيا زمزم والمرافق الجديدة

في عام 1400هـ/1980م، أنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حاليًا) إدارة سقيا زمزم للإشراف على خدمات سقيا زمزم، وفي عام 1398هـ/1978م، تم توسيع مساحة بدروم زمزم.

خلال عهد الملك خالد، تشكلت عدة إدارات في المسجد الحرام، مثل إدارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1397هـ/1977م)، وإدارة التطويف (1398هـ/1978م)، وإدارة الفرش والأثاث (1398هـ/1978م)، وإدارة أبواب المسجد الحرام (1399هـ/1979م)، وإدارة الساحات (1399هـ/1979م).

بدأ العمل على مشروع إنارة الحرم المكي مع بداية عهد الملك خالد، وأُدخلت الأنظمة الإلكترونية في المسجد الحرام عام 1397هـ/1977م، مثل الساعات الكهربائية المبرمجة وتسجيل الدروس إلكترونيًا.

كما أمر الملك خالد بتوسعة جديدة للمنطقة الواقعة أمام باب الملك عبد العزيز وباب علي وباب العمرة لتسهيل حركة مرور السيارات والأفراد في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام أو المؤدية إليه.

تطويرات المسجد النبوي

أما المسجد النبوي في المدينة المنورة، فقد اندلع حريق في سوق الأقمشة جنوب غربي المسجد النبوي في 18 رجب 1397هـ/4 يوليو 1977م، واستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، مما ألحق أضرارًا بالغة بالسوق. إثر ذلك، أمر الملك خالد باستملاك الأرض التي كان عليها السوق وتحويلها إلى ساحة واسعة داخل نطاق المسجد النبوي.

مع وضع مظلات على جزء منها لتضاف إلى قسم الظل الذي أُنشئ في عهد الملك فيصل، وترك جزء آخر منها كساحة للسيارات والخدمات اللازمة للمسجد النبوي. بلغت مساحة هذه الأرض 43 ألف متر مربع، ورُصِفت أرضها بالرخام، وزُوّدت بالكهرباء من إنارة ومراوح لتخفيف الحرارة.

مع إضافة مكبرات للصوت وربطها بالشبكة الموحدة للإذاعة الداخلية للمسجد النبوي. رُوعي في تصميم الأرض وجميع الخدمات المقدمة فيها الانسجام مع التوسعة السابقة التي تمت في عهد الملك فيصل، كما خُصصت حولها شوارع وميادين فسيحة لتكون طرقًا ومواقف للسيارات، مما يسهم في تسهيل الحركة حول المسجد النبوي.

تطوير قطاع النقل والمواصلات في المملكة العربية السعودية

شهد التطوير الإداري في عهد الملك خالد تغييرات في الهيكل التنظيمي لوزارة المواصلات (المعروفة حاليًا بوزارة النقل والخدمات اللوجستية)، وشمل ذلك استحداث إدارات متعددة مثل إدارة التصميم، إدارة الجسور، الإدارة العامة للتنفيذ، إدارة المواد والبحوث، إدارة الصيانة، وإدارة التعويضات.

بعد إنشاء وزارة البرق والبريد والهاتف، اختصت الوزارة بالطرق والنقل والموانئ. وفي 1 رمضان 1396هـ الموافق 26 أغسطس 1976م، صدر أمر سامٍ بإنشاء المؤسسة العامة للموانئ (الهيئة العامة للموانئ حاليًا) كمؤسسة مستقلة تتبع مجلس الوزراء تنظيميًا.

مما حصر عمل الوزارة في المواصلات والنقل. وفي عام 1396هـ الموافق 1976م، تم إنشاء وكالة وزارة المواصلات لشؤون النقل بقرار من مجلس الوزراء، والتي أوكلت إليها مهمة تنسيق أعمال قطاع النقل.

وبنهاية خطة التنمية الثالثة في عام 1405هـ الموافق 1985م، امتلكت المملكة شبكة واسعة من الطرق المعبدة بلغت أطوالها 29,655 كم، بالإضافة إلى زيادة أطوال الطرق الزراعية لتصل إلى 50,655 كم. وفي 7 ربيع الأول 1399هـ الموافق 4 فبراير 1979م.

صدر مرسوم ملكي بتأسيس الشركة السعودية للنقل الجماعي، وقد ساهمت الشركة بدور كبير منذ تأسيسها في توفير وسائل نقل منخفضة التكلفة بين المراكز السكانية الرئيسية، وتيسير نقل الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء المملكة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية

تطوير النقل السككي والموانئ الجافة

في مجال النقل السككي، تحولت إدارة السكك الحديدية إلى مؤسسة عامة، وفي 10 شعبان 1402هـ الموافق 2 يونيو 1982م، صدر قرار مجلس الإدارة بتغيير اسم المؤسسة ليصبح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية (الخطوط الحديدية السعودية حاليًا).

ونظرًا لزيادة الواردات عبر ميناء الرياض وحجم البضائع الكبير الذي يشكل 60% من إجمالي بضائع الميناء، برزت الحاجة إلى إنشاء ميناء جاف في الرياض. وفي 25 ربيع الأول 1401هـ الموافق 31 يناير 1981م، أصدر وزير المالية والاقتصاد الوطني قرارًا بإنشاء دائرة جمركية في الميناء الجاف بالرياض، لتتولى الإجراءات الجمركية لكافة البضائع الواردة عبره.

ساهم الميناء الجاف بالرياض في تسهيل حركة نقل البضائع إلى الرياض، وتخليصها جمركيًا، وتسليمها للمستوردين في مستودعاتهم. تبلغ مساحة الميناء الجاف أكثر من مليون متر مربع، وبلغت تكلفة إنشائه 269 مليون ريال، ويشتمل على كافة التسهيلات اللازمة لتسليم البضائع وفرزها وتخزينها وتخليصها جمركيًا لأصحابها.

بالإضافة إلى مخازن إيداع كبيرة، وثلاجة ضخمة بمساحة 2700 متر مربع مقسمة إلى أقسام بدرجات حرارة متفاوتة حسب الحاجة، ومكاتب إدارية، ومكاتب لشركات الملاحة والمخلصين الجمركيين، وخطوط حديدية بجوار المخازن، وورش لصيانة المعدات. .تم افتتاح ميناء الرياض الجاف رسميًا في 20 رجب 1401هـ الموافق 24 مايو 1981م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض.

تطور النقل البحري والموانئ الرئيسية

في قطاع النقل البحري، استقلت المؤسسة العامة للموانئ عن وزارة المواصلات في 1 رمضان 1396هـ الموافق 26 أغسطس 1976م، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المؤسسة مسؤولة عن إدارة عدد من الموانئ الرئيسية مثل: ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وميناء الجبيل الصناعي، وميناء الجبيل التجاري، وميناء جدة الإسلامي، وميناء جازان، وميناء ينبع.

بالإضافة إلى عدد من الموانئ والمرافئ الصغيرة على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي. خلال ست سنوات من إنشاء المؤسسة، تضاعفت البضائع المفرغة بأكثر من ثلاث مرات، وارتفعت القيمة السنوية للواردات لتتجاوز 100 مليار ريال.

وهو ما يمثل 50% من إجمالي الإنفاق الوطني في عام 1401هـ الموافق 1981م، كما زادت نسبة الصادرات بأكثر من عشرة أضعاف. عند تأسيس المؤسسة العامة للموانئ، كان عدد الأرصفة 31 رصيفًا، وبحلول عام 1400هـ الموافق 1980م، ارتفع العدد إلى 114 رصيفًا.

تطوير قطاع الإعلام

تم تحديث قطاع الإعلام بشكل ملحوظ خلال فترة حكم الملك خالد، حيث تم إنشاء المجلس الأعلى للإعلام في عام 1397هـ/1977م، مما ساهم في تعزيز الإعلام السعودي. كما أُسست وكالة الوزارة للإعلام الخارجي في عام 1399هـ/1979م بهدف التواكب مع التطورات الداخلية والخارجية.

وشهدت القطاعات الإعلامية الأربعة – الإذاعة والتلفزيون والنشر والتأليف والصحافة – نموًا ملحوظًا. ففي عام 1400هـ/1980م، وصل عدد المحطات الإذاعية الرئيسية إلى 13 محطة، تغطي 70% من السكان، بزيادة قدرها 3 محطات مقارنة بعام 1395هـ/1975م.

وارتفع عدد محطات (إف إم) الإذاعية إلى 9 محطات، بزيادة 6 محطات جديدة، وزاد عدد اللغات المستخدمة من 8 إلى 13 لغة.

  • تطوير الإذاعة والتلفزيون: أولت وزارة الإعلام اهتمامًا كبيرًا بالتدريب، فأنشأت معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني في الرياض عام 1396هـ/1976م. كما زادت ساعات البث الإذاعي اليومي إلى 88 ساعة لجميع المحطات، لتغطي أنحاء المملكة ودول الخليج العربي، وشرق آسيا وجنوبها، وشمال أفريقيا ووسطها، وبعض الدول الأوروبية.
  • وفي عام 1399هـ/1979م، صدرت القواعد العامة الأساسية للأخبار في الإذاعة والتلفزيون، وكُلفت وكالة الأنباء السعودية بجمع وتوزيع الأخبار الرسمية داخليًا وخارجيًا، مما وسع نطاق عملها وزاد عدد مكاتبها.
  • التوسع في البث التلفزيوني: في عام 1395هـ/1975م، تم إنشاء مجمع تلفزيون الرياض، وبدأ البث التلفزيوني الملون لأول مرة من الرياض في عام 1396هـ/1976م. واستخدمت تقنيات الاتصالات الحديثة عبر الأقمار الاصطناعية في التلفزيون عام 1397هـ/1977م، حيث استأجرت الوزارة قناتين قمريتين من المنظمة الدولية لأقمار الاتصالات.

وبذلك، بلغ عدد المراكز التلفزيونية 45 مركزًا في عام 1400هـ/1980م، تغطي 60% من السكان، وبلغ عدد مراكز الإنتاج التلفزيوني 6 مراكز رئيسية.

التعاون الثقافي والإعلامي العربي

  • تأسيس المؤسسات الثقافية والإعلامية الخليجية: شاركت المملكة العربية السعودية بدور محوري في تأسيس العديد من المؤسسات الثقافية والإعلامية الخليجية الرائدة، مما يعكس التزامها بتعزيز التعاون والتكامل الإقليمي في هذه المجالات الحيوية. ففي عام 1396هـ/1976م، ساهمت المملكة في تأسيس مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية.
  • تأسيس جهاز تلفزيون الخليج: في عام 1397هـ/1977م، شاركت المملكة أيضاً في تأسيس جهاز تلفزيون الخليج (جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية)، وهو منظمة إقليمية تهدف إلى تنسيق الجهود الإعلامية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
  • دعم المنظمات العربية المتخصصة: لم يقتصر دعم المملكة على المؤسسات الخليجية فحسب، بل امتد ليشمل المنظمات العربية المتخصصة، إيماناً منها بأهمية التعاون العربي الشامل في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام. فقد قدمت المملكة دعماً كبيراً للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وهي منظمة تابعة لجامعة الدول العربية.
  • المساهمة في إنشاء المؤسسات الفضائية: كما ساهمت المملكة بدور فعال في إنشاء المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) بالتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الدولي للاتصالات في عام 1396هـ/1976م. وتعد عربسات من أهم المؤسسات الفضائية العربية، حيث تقدم خدمات الاتصالات الفضائية للدول العربية والمنطقة.
  • دعم النشر والمطبوعات: أولت وزارة الإعلام في عهد الملك خالد اهتمامًا كبيرًا بالكتاب، مما أدى إلى زيادة عدد المؤسسات الإعلامية الخاصة في مجال الطباعة من 197 مطبعة عام 1396هـ/1976م إلى 537 مطبعة عام 1403هـ/1983م.

بالإضافة إلى ذلك، نشرت العديد من الأجهزة الحكومية المجلات والدوريات الأسبوعية والشهرية، إلى جانب الدوريات الأكاديمية المتخصصة الصادرة عن الجامعات السعودية، وأصدرت معظم الغرف التجارية والصناعية مجلات متخصصة في الصناعة والمال والأعمال.

دعم النشر والمطبوعات

أولت وزارة الإعلام في عهد الملك خالد اهتمامًا كبيرًا بالكتاب والنشر، مما أدى إلى طفرة ملحوظة في عدد المؤسسات الإعلامية الخاصة العاملة في مجال الطباعة. تجسد هذا الاهتمام في زيادة عدد المطابع من 197 مطبعة عام 1396هـ/1976م إلى 537 مطبعة عام 1403هـ/1983م، مما يعكس نموًا هائلاً في قطاع النشر والطباعة. هذه الزيادة الكبيرة لم تقتصر على الكم فحسب، بل شملت أيضًا تحسين جودة المطبوعات وتنوعها، مما ساهم في إثراء المشهد الثقافي والإعلامي في المملكة.

  • نظام المطبوعات والنشر وتطوير الصحافة: في إطار تنظيم هذا القطاع الحيوي، صدر نظام المطبوعات والنشر عام 1402هـ/1982م، الذي وضع إطارًا قانونيًا لتنظيم عمل المؤسسات الإعلامية وضمان جودة المحتوى.
  • دور المجلات والدوريات المتخصصة: بالإضافة إلى ذلك، قامت العديد من الأجهزة الحكومية بنشر المجلات والدوريات الأسبوعية والشهرية التي غطت مختلف المجالات والاهتمامات. وإلى جانب هذه المطبوعات الحكومية، برزت الدوريات الأكاديمية المتخصصة الصادرة عن الجامعات السعودية.

تعزيز العلاقات الدبلوماسية: جولات الملك خالد الخارجية

في عهد الملك خالد، شهدت وزارة الخارجية نقلة نوعية، حيث صدر في 25 رجب 1400هـ الموافق 8 يونيو 1980م قرار وزاري بإدخال تعديلات على هيكلها التنظيمي.

تم تقسيم الوزارة إلى خمسة أقسام رئيسية: الشعبة السياسية، الشعبة الاقتصادية، الشعبة الإدارية، الشعبة القنصلية، وشعبة المراسم، بالإضافة إلى إنشاء فرعين في جدة والدمام.

مع ازدهار علاقات المملكة خلال فترة حكم الملك خالد، ارتفع عدد السفارات والقنصليات السعودية في مختلف دول العالم، كما ازداد تواجد السفارات والقنصليات الأجنبية في المملكة.

أصبحت المملكة مركزًا هامًا للعديد من المنظمات الإقليمية والدولية، حيث تم افتتاح 12 سفارة جديدة للمملكة في الخارج، واستقبلت المملكة 17 سفارة جديدة لدول العالم.

جولات الملك خالد لتعزيز العلاقات

في إطار جهود تعزيز العلاقات السعودية، قام الملك خالد بزيارة 19 دولة عربية وصديقة، وشملت هذه الزيارات:
  • الإمارات العربية المتحدة: زيارة في 27 ربيع الأول 1396هـ الموافق 27 مارس 1976م، وزيارة أخرى في الفترة من 21 رجب 1401هـ الموافق 25 مايو 1981م، حيث ترأس وفد المملكة في اجتماعات الدورة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
  • مملكة البحرين: في 23 ربيع الأول 1396هـ الموافق 23 مارس 1976م.
  • دولة قطر: في 25 ربيع الأول 1396هـ الموافق 25 مارس 1976م.
  • سلطنة عمان: في 29 ربيع الأول 1396هـ الموافق 29 مارس 1976م.
  • دولة الكويت: في 21 ربيع الأول 1396هـ الموافق 21 مارس 1976م، وزيارة ثانية في 22 محرم 1398هـ الموافق 1 يناير 1978م لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ صباح السالم الصباح.
  • المملكة الأردنية الهاشمية: في 20 ذي الحجة 1395هـ الموافق 23 ديسمبر 1975م.
  • جمهورية السودان: في 7 ذي القعدة 1396هـ الموافق 30 أكتوبر 1976م.
  • الجمهورية العربية السورية: في 22 ذي الحجة 1395هـ الموافق 25 ديسمبر 1975م.
  • الجماهيرية العربية الليبية: في 8 ذي القعدة 1399هـ الموافق 29 سبتمبر 1979م.
  • جمهورية مصر العربية: الزيارة الأولى في 7 رجب 1395هـ الموافق 16 يوليو 1975م، والزيارة الثانية بدعوة من الرئيس محمد أنور السادات في 27 ربيع الأول 1396هـ الموافق 29 مارس 1976م، والزيارة الثالثة في 1 ذي القعدة 1396هـ الموافق 24 أكتوبر 1976م لحضور مؤتمر القمة العربية الثامن الذي انعقد في الفترة من 2 إلى 3 ذي القعدة 1396هـ الموافق 25-26 أكتوبر 1976م.
  • المملكة المغربية: في 23 جمادى الآخرة 1399هـ الموافق 19 مايو 1979م.
  • إيران: في 25 جمادى الأولى 1396هـ الموافق 24 مايو 1976م.
  • باكستان: في 17 شوال 1396هـ الموافق 10 أكتوبر 1976م.
  • إسبانيا: في 13 شعبان 1401هـ الموافق 15 يونيو 1981م.
  • جمهورية ألمانيا الاتحادية: في 3 شعبان 1400هـ الموافق 15 يونيو 1980م.
  • بلجيكا: تلبية لدعوة من الملك بودوان الأول ملك بلجيكا، في 1 جمادى الآخرة 1398هـ الموافق 8 مايو 1978م.
  • فرنسا: في 22 جمادى الآخرة 1398هـ الموافق 29 مايو 1978م.
  • بريطانيا: بدعوة من الملكة إليزابيث الثانية في 7 شعبان 1401هـ الموافق 9 يونيو 1981م.
  • الولايات المتحدة الأمريكية: في 25 ذي القعدة 1398هـ الموافق 27 أكتوبر 1978م.

موقف الملك خالد من القضايا العربية والإسلامية والعالمية

تمحورت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية في فترة حكم الملك خالد حول أسس راسخة، مستندة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دوليًا.

وقد اتبعت أساليب متوازنة لتحقيق أهدافها، معتمدة على الهدوء، وضبط النفس، والوضوح، والاستقلالية، مما أكسبها تقديرًا واحترامًا على الأصعدة العربية والإسلامية والعالمية.

لعب الملك خالد دورًا حيويًا على الساحتين العربية والإسلامية والدولية في توطيد علاقات المملكة الخارجية، حيث عمل على تقوية علاقات المملكة مع مختلف دول العالم، وتعزيز التحالفات القائمة على حفظ الأمن وتبادل المصالح.

بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة مع الدول العربية والإسلامية والأجنبية، استقبل في المملكة عددًا من الملوك والرؤساء من أكثر من 57 دولة حول العالم، وتباحث معهم في القضايا المطروحة على الساحات الإسلامية والدولية، والعلاقات المشتركة بين بلدانهم والمملكة.

وقد شهدت تلك الفترة توقيع العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسعى الملك لإقناع الزعماء بدعم القضية الفلسطينية ونصرتها، ومساندة القضايا الإسلامية.

كما استضاف المؤتمر الإسلامي الثالث في مكة المكرمة عام 1401هـ/1982م، وقدم الدعم لمنظمات العمل الإسلامي. وفي عهده، تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1401هـ/1981م، حيث كانت المملكة إحدى الركائز الأساسية في تأسيسه.

وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز

في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، انتقل إلى رحمة الله الملك خالد في الحادي والعشرين من شهر شعبان عام 1402هـ، الموافق الثالث عشر من يونيو عام 1982م، عن عمر يناهز الواحد والسبعين عامًا.

أقيمت الصلاة عليه في الرياض، ووُوري جثمانه الثرى في مقبرة العود. وقد قضى سبع سنوات في خدمة المملكة، حيث عمل على تطويرها وبنائها في شتى مجالات التنمية، مع الالتزام بمعايير الحضارة المدنية، والمحافظة على ثوابت الدولة السعودية ونهجها الإسلامي القويم.

خلال فترة حكمه، تبوأت المملكة مكانة مرموقة في السياسات العربية والإسلامية. وبعد وفاته، تولى مقاليد الحكم ولي عهده آنذاك، الملك فهد بن عبدالعزيز.

نبذة عن عائلة الملك خالد وأبنائه

  • نبذة عن عائلة الملك خالد وأبنائه: تزوج الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في شبابه المبكر، وأصبح أبًا قبل أن يبلغ العشرين من عمره، مما يعكس بداية حياته الأسرية المبكرة. أنعم الله عليه بالذرية الصالحة، ورزقه بعدد من الأبناء الذين كان لهم دور بارز في المجتمع السعودي.
  • أبناء الملك خالد من الذكور: تضم قائمة أبناء الملك خالد الذكور الأمراء: بندر، الذي تقلد مناصب مهمة وساهم في خدمة وطنه، وعبدالله، المعروف بإسهاماته في مجالات متعددة، وفهد، الذي يحظى بتقدير واسع، بالإضافة إلى فيصل، الذي كان له بصمة واضحة في دعم المشاريع التنموية.
  • بنات الملك خالد من الإناث: إلى جانب الأبناء، رزق الملك خالد بست أميرات هن: موضي، التي اشتهرت بأعمالها الخيرية، والجوهرة، المعروفة بدعمها للمبادرات الاجتماعية، ونوف، التي كان لها دور في تعزيز الثقافة والفنون، وحصة، التي قدمت إسهامات قيمة في مجال التعليم، ومشاعل، المعروفة بدعمها لقضايا المرأة، والبندري، التي كان لها حضور مميز في الفعاليات والمناسبات الوطنية.

الأوسمة والتكريمات التي نالها الملك خالد بن عبد العزيز

تقلد الملك خالد جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1401هـ/1981م، وتم اختياره كرجل العام عالميًا في عام 1396هـ/1976م. كما حصل على الميدالية الذهبية للسلام خلال مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي استضافته المملكة في عام 1401هـ/1981م، بالإضافة إلى مجموعة من الأوسمة الرفيعة، والتي تشمل:

  • الوشاح الزائيري الكبير، وذلك بمناسبة زيارة رئيس جمهورية زائير للمملكة في عام 1394هـ/1974م.
  • وسام الاستحقاق العالي المدني، تقديراً لزيارة ولي عهد إسبانيا إلى المملكة في عام 1394هـ/1974م.
  • وسام النجمة الأفريقية والوشاح الأكبر، أثناء زيارة الرئيس الليبيري للمملكة في عام 1394هـ/1974م.
  • قلادة الحسين بن علي، بمناسبة الزيارة الملكية إلى الأردن في عام 1395هـ/1975م.
  • وسام أمية الوطني والوشاح الأكبر، وذلك بمناسبة الزيارة الملكية لسوريا في عام 1395هـ/1975م.
  • الوشاح الأكبر لجمهورية النيجر، خلال زيارة الرئيس النيجيري للمملكة في عام 1396هـ/1976م.
  • قلادة مبارك الكبير، بمناسبة الزيارة الملكية للكويت في عام 1396هـ/1976م.
  • قلادة الاستقلال، بمناسبة الزيارة الملكية لقطر في عام 1396هـ/1976م.
  • وسام آل نهيان الأكبر، بمناسبة الزيارة الملكية لأبو ظبي في عام 1396هـ/1976م.
  • وسام نهضة عمان، أثناء الزيارة الملكية لسلطنة عمان في عام 1396هـ/1976م.
  • وسام بهلوي مع القلادة، بمناسبة الزيارة الملكية لإيران في عام 1396هـ/1976م.
  • قلادة النيل العظمى، أثناء الزيارة الملكية لمصر في عام 1395هـ/1975م.
  • نيشان باكستان المكون من قطعتين، بمناسبة الزيارة الملكية لباكستان في عام 1396هـ/1976م.
  • وسام جوقة الشرف من الرصيعة الكبرى، بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة في عام 1397هـ/1977م.
  • الوشاح الكبير، بمناسبة زيارة الرئيس الموريتاني للمملكة في عام 1396هـ/1976م.
  • أعلى وسام من الشيح اللامع، بمناسبة زيارة الرئيس الصيني للمملكة في عام 1397هـ/1977م.
  • وشاح الشرف الأعلى للمحرر الأكبر سيمون بوليفار، بمناسبة زيارة الرئيس الفنزويلي للمملكة في عام 1397هـ/1977م.
  • قلادة إيزابيلا الكاثوليكية الكبرى، بمناسبة زيارة ملك إسبانيا للمملكة في عام 1397هـ/1977م.
  • وسام مونو من الرصيعة الكبرى، بمناسبة زيارة ملك التوغو للمملكة في عام 1397هـ/1977م.

تخليداً لإسهاماته وإنجازاته، سُميت العديد من المرافق والقطاعات باسم الملك خالد بن عبد العزيز، من بينها: مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، ومدينة الملك خالد العسكرية الواقعة في حفر الباطن، بالإضافة إلى كلية الملك خالد العسكرية، وجامعة الملك خالد في مدينة أبها.

وكذلك مستشفى الملك خالد الجامعي، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث التابع له، ومركز الملك خالد الحضاري الكائن بمدينة بريدة، ومركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، علاوة على ذلك، تم تأسيس مؤسسة الملك خالد الخيرية بعد وفاته بهدف الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمهني في أرجاء المملكة العربية السعودية.

عناوين المقال