حكام الدولة السعودية الثانية: مسيرة حكم وتأسيس
حكام الدولة السعودية الثانية هم سلسلة الأئمة الذين قادوا الدولة السعودية الثانية، بدءًا من الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، حفيد مؤسس الدولة السعودية الأولى، الإمام محمد بن سعود، وانتهاءً بالإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، والد الملك المؤسس عبدالعزيز.
تاريخ الدولة السعودية الثانية
استمر حكم الدولة السعودية الثانية لمدة 69 عامًا، حيث بدأت في أعقاب سقوط الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ/1818م، ثم تأسست في عام 1240هـ/1824م، واستمرت حتى عام 1309هـ/1891م. يعود الفضل في تأسيسها إلى الإمام تركي بن عبدالله، الذي اختار الرياض عاصمة لها.
محاولات استعادة الحكم
الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز قام بمحاولة لاستعادة حكم الدولة السعودية الأولى لبضعة أشهر في عام 1235هـ/1820م، لكنها لم تنجح. لاحقًا، نجح الإمام تركي بن عبدالله في إعادة تأسيس الدولة السعودية، ليصبح جد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
ترتيب حكام الدولة السعودية الثانية
تولى حكم الدولة السعودية الثانية كل من الإمام تركي بن عبدالله، وابنه فيصل بن تركي، وولدا الإمام فيصل: عبدالله وعبدالرحمن.
بدايات الحكم والمحاولات الأولى
في عام 1235هـ/1820م، قاد مشاري بن سعود أول محاولة لإعادة حكم الدولة السعودية، واستمر حكمه لبضعة أشهر. بعدها، استطاع الإمام تركي تحقيق النجاح في استعادة الأسس التي قامت عليها الدولة الأولى، وعلى رأسها نشر الأمن والاستقرار. وقد استثمر الإمام تركي بن عبدالله مقومات الدولة السعودية الأولى في تأسيس الدولة الجديدة في الرياض.
حكم الإمام تركي بن عبدالله
يعتبر الإمام تركي بن عبدالله الركيزة الأساسية للدولة السعودية الثانية، حيث قام بتأسيسها في عام 1240هـ/1824م، وكان أول من اتخذ الرياض عاصمة لحكم آل سعود بعد طرد العثمانيين من المنطقة. تمكن من استعادة معظم أقاليم الدولة السعودية الأولى، وحصل على بيعة الأقاليم تدريجيًا، وعمل على بسط الأمن وتوسيع نفوذ الدولة إلى مختلف المدن التي كانت تحت حكم الدولة السعودية الأولى.
اغتيال الإمام تركي
تم اغتيال الإمام تركي على يد إبراهيم بن حمزة بن منصور، بتدبير من الأمير مشاري بن عبدالرحمن بن حسن بن مشاري بن سعود، في 29 ذي الحجة 1249هـ/8 مايو 1833م. بقي الأمير مشاري في الرياض لمدة 40 يومًا، حتى استعادها الإمام فيصل بن تركي في العاشر من صفر سنة 1250هـ/1834م.
حكم الإمام فيصل بن تركي
يُعتبر الإمام فيصل بن تركي ثاني حكام الدولة السعودية الثانية، وأول حاكم سعودي يحكم فترتين زمنيتين. بدأت الفترة الأولى في عام 1250هـ/1834م وانتهت بأسره ونقله إلى مصر في عام 1254هـ/1838م.
عودة الإمام فيصل وتثبيت الحكم
عاد الإمام فيصل بن تركي إلى الحكم في سنة 1259هـ/1843م، ونجح في تثبيت نفوذ الدولة السعودية الثانية في وسط الجزيرة العربية وشرقها. استمرت الحملات والوقائع في عهده لتعزيز حكم الدولة والعمل على توحيد البلاد، واستمر حكمه 23 عامًا. توفي في 21 رجب 1282هـ/9 ديسمبر 1865م، وتولى الحكم من بعده الإمام عبدالله بن فيصل.
حكم الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي
كان الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي ثالث حكام الدولة السعودية الثانية، وثاني حاكم سعودي يتولى الحكم مرتين. الأولى كانت خلفًا لوالده الإمام فيصل بن تركي في الفترة من 1282هـ/1865م حتى 1288هـ/1871م، عندما غادر الرياض نتيجة لفتنة داخلية. والثانية بعد عودته للرياض في الفترة من 1293هـ/1876م حتى 1305هـ/1887م.
حكم الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي
كان الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، والد الملك المؤسس عبدالعزيز، آخر حكام الدولة السعودية الثانية. وهو أول من التقطت له صورة فوتوغرافية من بين الأئمة السعوديين، وحكم من سنة 1307هـ/1889م حتى عام 1309هـ/1891م.
وفي النهايه :
تُظهر فترة حكم حكام الدولة السعودية الثانية مرحلة حاسمة في تاريخ المملكة، حيث شهدت تحديات كبيرة ومحاولات مستمرة لتوحيد البلاد وتثبيت الأمن. من الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة، إلى الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والد المؤسس، تبقى جهودهم محفورة في الذاكرة الوطنية. هل يمكن اعتبار هذه الفترة مقدمة حتمية لقيام المملكة العربية السعودية الحديثة؟











