الموسيقى السعودية تتربع على عرش العالمية
في خطوة تعكس تطور الفنون في المملكة، شهد عام 2022 حدثًا استثنائيًا، حيث نظمت هيئة الموسيقى السعودية حفلًا عالميًا بعنوان “روائع الموسيقى السعودية“. أقيم الحفل في قاعة دو شاتليه بباريس، مسجلًا أول مشاركة عربية في تاريخ هذا المسرح العريق، حيث امتزجت الفرقة الوطنية السعودية والأوركسترا الفيلهارمونية الفرنسية في عرض فريد.
مزيج ثقافي فريد
شارك في هذا الحفل نخبة من الفنانين، حيث قدم 22 عازفًا و40 مغنيًا من الفرقة الوطنية السعودية عروضًا مشتركة مع الأوركسترا الفيلهارمونية الفرنسية. تضمن البرنامج باقة من الأغاني السعودية الشهيرة مثل “شرطان الذهب” و”كل ما نسنس” و”مجموعة إنسان” و”أقرب الناس” و”من عذابي”، مما أضفى جوًا من السحر والجمال.
عروض فلكلورية وألحان عالمية
لم يقتصر الحفل على الأغاني الحديثة، بل شمل أيضًا عزفًا منفردًا لأغانٍ فلكلورية سعودية بألوانها التراثية المتنوعة، كالمجرور والمزمار والخبيتي والسامري. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الأوركسترا الفيلهارمونية الفرنسية مقطوعة “مدينة جدة” للمؤلف الإيطالي برناردي، في عرض هو الأول من نوعه على هذا المسرح، بجانب مقطوعات كلاسيكية عالمية أخرى.
دعم وتطوير قطاع الموسيقى في المملكة
تسعى هيئة الموسيقى جاهدة لتعزيز الوعي بأهمية الموسيقى في المجتمع، وذلك من خلال توفير فرص التعلم، وإنتاج العروض الثقافية الحية، وإنشاء مراكز لتعليم الموسيقى للهواة. كما تعمل الهيئة على إحياء وتوثيق عروض الفلكلور والموسيقى السعودية، بهدف إدراج الوعي الثقافي الموسيقي ضمن متطلبات جودة الحياة.
برامج تدريبية ومنح دراسية
تقدم الهيئة برامج تدريبية متنوعة، ومنحًا دراسية وبرامج مهنية وتعليمية للموهوبين في مجال الموسيقى. وقد دعمت وزارة الثقافة هذا التوجه بإطلاق منصة إلكترونية موحدة للابتعاث الثقافي الخارجي في عام 2020. تهدف هيئة الموسيقى إلى جعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من حياة المجتمع، بدءًا من إتاحة الفرصة لجميع الأطفال لدراسة الموسيقى، وصولًا إلى احتضان وتمكين الموهوبين منهم.
وفي النهايه :
إن حفل “روائع الموسيقى السعودية” في باريس ليس مجرد حدث فني عابر، بل هو تجسيد لرؤية المملكة في دعم الفنون والثقافة، وتعزيز التبادل الثقافي مع العالم. فهل ستستمر المملكة في إبهارنا بمزيد من الفعاليات الثقافية التي تعكس هويتنا وتراثنا؟
