حرة طفيل وشامة: جوهرة بركانية في قلب المملكة العربية السعودية
تُعد حرة طفيل وشامة واحدة من الحقول البركانية القديمة والخامدة في المملكة العربية السعودية، وتعتبر من أقدم البراكين الموجودة في شبه الجزيرة العربية. تمثل هذه الحرة معلمًا بارزًا للجذب السياحي الجيولوجي في المملكة. تقع على بعد 100 كيلومتر من مكة المكرمة على طريق الليث، وتعتبر من الحرات الصغيرة في المملكة.
أصل تسمية طفيل وشامة
يُذكر أن اسم طفيل، على وزن كَبِير، يشير إلى حرة في تهامة جنوب غربي مكة، تشرف على الساحل بين وادي السعدية (أسفل يلملم) ووادي الأبيار (أسفل البيضاء) عند مفيضهما في الخبت. تشتهر هذه المنطقة بزراعة الحبحب، الذي يحظى بشهرة واسعة في مكة المكرمة، مثل حبحب ذَهْبان. تعتمد الزراعة فيها بشكل كامل على الأمطار الموسمية لعدم وجود مصادر مياه دائمة.
عادة ما يترادف ذكر الجبلين، حيث يقترن طفيل مع شامة فيقال: شَامَة وطَفِيل. كانت شامة أكثر شهرة في الماضي، حيث كان درب اليمن يمر بها قادمًا من مكة عبر ملكان ثم البيضاء، ثم إدام وصولًا إلى محرم يلملم (السعدية). كانت طفيل تقع بعيدًا إلى الغرب، ولكن عند تعبيد الطريق، تم اختياره بالقرب من الساحل لتسهيل المرور، مما جعله يمر بالقرب من طفيل.
موقع حرة طفيل وشامة الجغرافي
يذكر معجم البلدان أن جبلي طفيل وشامة يقعان على بعد حوالي عشرة فراسخ من مكة (الفرسخ يعادل نحو 5 كيلومترات). والمعروف أنهما جبلان يشرفان على مَجَنّة على بعد بريد من مكة (البريد يعادل نحو 4 فراسخ). طفيل هو جبل صغير أسود شديد السواد، وشامة هو جبيل يقع بجانب طفيل.
تقع حرة طفيل وشامة في الجزء الغربي من المملكة، تحديدًا في السهل الساحلي جنوب مكة المكرمة. يرتفع جبل طفيل إلى 167 مترًا، بينما يصل ارتفاع جبل شامة إلى حوالي 91 مترًا. يعتبر هذان الجبلان البركانيان الوحيدين في الحرة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 80 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها من أصغر الحرات في المملكة إلى جانب حرة دام.











