حرة رهاط: أكبر حقول المملكة البركانية الخامدة ومعلم جذب سياحي
حرة رهاط، المعروفة تاريخيًا بـ “حرة القرى” أو “الكرى” أو “حرة الحجاز”، تُعتبر الأكبر بين الحقول البركانية في المملكة العربية السعودية. هذه الحرة الخامدة، تعد من بين أقدم البراكين في شبه الجزيرة العربية، وتمثل وجهة بارزة للسياحة الجيولوجية في المملكة. تمتد حرة رهاط بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب، وتقع جنوب حرة خيبر.
تصنيف وأهمية حرة رهاط
صُنفت حرة رهاط كأول متنزه جيولوجي مفتوح في المملكة من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقًا (وزارة السياحة حاليًا)، وذلك ضمن مشروع حماية المعالم الجيولوجية.
موقع حرة رهاط الجغرافي
تقع حرة رهاط عند نقطة التقاء الحدود الإدارية بين منطقتي المدينة المنورة ومكة المكرمة. تغطي مساحة إجمالية تقارب 20 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها الأكبر في المملكة. تضم الحرة جبل منور، الذي يبلغ ارتفاعه 1,783 مترًا، وهو أعلى مخروط بركاني فيها.
تتفرع من حرة رهاط حرّات صغيرة تحمل أسماءً مختلفة، مثل حرات شمال مكة وشمال شرق جدة وحرة العطاوية وحرة الحزم. تشمل مخاريطها جبال السهلة وبس والملساء ومطان ومصودعه.
تتميز حرة رهاط بوجود عدة جبال بارزة، منها: جبل نعام (1506م)، وجبل سِن (1452م)، وجبل الشعثاء (1361م)، وجبل مِطان (1367م)، وجبل بِس (1214م)، وجبل مسوليّا (1226م).
الدراسات والنشاط البركاني
في عام 2016، أجرت الجمعية السعودية لعلوم الأرض بالتعاون مع خبراء متخصصين دراسات جيوحرارية في مناطق الحرّات البركانية بالمملكة، بما في ذلك حرة رِهاط. وقد أظهرت الدراسات أن النشاط البركاني الحديث يتركز في الجزء الشمالي من الحرة.
يحتوي الطرف الشمالي من حرة رهاط على 644 مخروطًا سكورياً، و36 بركانًا درعيًا، بالإضافة إلى 24 قبة من الصخور البركانية الجوفية التراكيت. كما تضم عددًا من الفوهات البارزة، مثل فوهة أم جنب وفوهة أم الريش.
تشمل المعالم الجيولوجية الأخرى في حرة رهاط أنفاقًا طولية تشكلت نتيجة لتدفق الصهارة البركانية وتبرد سطحها، مما أدى إلى تكوين قشرة سطحية بينما ظل الجزء الداخلي منصهرًا.
توضح الخريطة البركانية لحرة رهاط أن معظم براكينها تقع على خط طول 40° شرقًا أو بالقرب منه، مع انحراف طفيف جنوبًا باتجاه الشرق وشمالًا باتجاه الغرب. يبلغ طول الحرة حوالي 310 كم، وأقصى عرض لها حوالي 65 كم.
أحدث البراكين في حرة رهاط
يعتبر بركان حليات اللابة، الواقع على الأطراف الشمالية لحرة رِهاط، أحدث البراكين نشاطًا في المملكة، حيث تدفقت الحمم البازلتية منه ووصلت إلى قرب أطراف المدينة المنورة الشرقية في عام 1256م.
نتج عن هذا البركان تكوّن عدد من براكين السكوريا، وتدفق للحمم البازلتية التي اقتربت حتى مسافة 12 كم من المدينة المنورة. تم توثيق هذا الثوران البركاني في المخطوطات التاريخية، مشيرة إلى وقوع زلازل قوية قبل الثوران بعدة أيام.
القرى المحيطة بحرة رهاط
تقع قرى عديدة على أطراف حرة رِهاط من الشرق والغرب، مثل عشيرة مكتن، والفريع، والمحاني، والصلحانية، وصفينة، والسويرقية، والضميرية من الجهة الشرقية. ومن الجهة الغربية تقع قرى آبار الماشي، واليتمة، والريان، والأكحل، وحجر، والشرع، والمجمعة. وفي نهاية الحرة الجنوبية توجد قرية القعضبة، الواقعة على وادي الضريبة شمال شرقي مكة المكرمة، وبالقرب منها يقع ميقات ذات عرق، وهو ميقات أهل العراق. وتصل الأطراف الشمالية للحرة قرب المدينة المنورة.











