حديقة الملك فهد المركزية: وجهة ترفيهية وثقافية في قلب المدينة المنورة
في قلب المدينة المنورة، تلك البقعة الطاهرة التي تهفو إليها قلوب المسلمين، تتربع حديقة الملك فهد المركزية كواحة غناء، تبعث البهجة في نفوس الزائرين. لا تبعد الحديقة سوى 5 كيلومترات جنوب المسجد النبوي الشريف، وتمتد على مساحة رحبة تقدر بنحو 1.6 مليون متر مربع، تتزين منها المساحات الخضراء بـ 500 ألف متر مربع. إنها ليست مجرد حديقة، بل هي معلم بارز يجسد اهتمام المملكة بتوفير متنفسات عصرية، تجمع بين الترفيه والثقافة، وتحاكي التراث السعودي الأصيل.
فعاليات وأنشطة متنوعة
تولي أمانة منطقة المدينة المنورة اهتمامًا بالغًا بحديقة الملك فهد، وتسعى دائمًا إلى تطويرها وتعزيز جاذبيتها. ويتجلى ذلك في زيادة المسطحات الخضراء، وتوفير مساحات لممارسة الرياضة، وتحسين المشهد الحضري العام. كل هذا جعل من الحديقة منطقة جذب سياحي رئيسة في المدينة المنورة.
وجهة اجتماعية وثقافية
تعد حديقة الملك فهد المركزية ملتقى اجتماعيًّا وثقافيًّا بارزًا لأهالي المدينة المنورة وزوارها على حد سواء. فهي تحتضن مرافق ترفيهية متنوعة، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تقام على مسرحها العالمي. هذا المسرح الذي تم إنشاؤه خصيصًا بمناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية، أصبح المقر الرئيس للاحتفالات والفعاليات الكبرى.
برنامج حافل بالفعاليات
تشهد الحديقة فعاليات متنوعة ضمن برامجها المعدة للزوار والسياح، بدءًا من عروض الديناصورات المثيرة، وصولًا إلى فعاليات “حكايتي” و”الذواقة” و”مكشات” التي تجذب مختلف الشرائح العمرية. كما تستضيف الحديقة بطولات السلة التي تنظمها وزارة الرياضة، وفعاليات التبرع بالدم في اليوم العالمي للتبرع بالدم، بالإضافة إلى فعاليات خاصة بأطفال متلازمة داون، وأنشطة ثقافية واجتماعية أخرى تثري تجربة الزائرين.
تطوير مستمر ومرافق حديثة
لم تقتصر جهود أمانة منطقة المدينة المنورة على تنظيم الفعاليات، بل امتدت لتشمل تطوير مرافق حديقة الملك فهد المركزية وإنشاء مرافق جديدة. فقد تمت زيادة مواقف السيارات لتصل إلى 8 مواقف رئيسة و20 موقفًا جانبيًّا طوليًّا، بالإضافة إلى إنشاء أرصفة مشاة وتحديث أعمال السفلتة. كما تم تركيب 37 لوحة إرشادية مضيئة وشاشتي عرض تلفزيونيتين لتوفير معلومات شاملة للزوار.
مرافق ترفيهية وثقافية متكاملة
تضم الحديقة ملعبين رمليين وألعابًا رملية، بالإضافة إلى مسارات مخصصة للمشي والجري، وأماكن جلوس مريحة. كما توفر الحديقة مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي، وأماكن ثقافية، ومناطق ألعاب للصغار، ومنطقة مخصصة لركوب الخيل. ولا يمكن إغفال سوق العينية والحي التراثي ومركز المدينة للفنون، التي تضفي على الحديقة طابعًا فريدًا. وقد تم مؤخرًا استحداث وادي الحديقة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل دورات المياه وأعمدة الإنارة لتوفير تجربة مريحة للزوار.
الحي التراثي: نافذة على الماضي
يعتبر الحي التراثي المديني في حديقة الملك فهد المركزية نموذجًا مصغرًا لأحياء المدينة المنورة القديمة، بأحواشها التاريخية ومبانيها ذات النمط المعماري الأصيل. هذا الحي يجذب الزوار للاستمتاع بالتاريخ العريق الذي يرتبط بالمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.
شارع العينية: عبق التاريخ
يضم الحي التراثي شارع العينية التجاري، الذي يحاكي شارع العينية القديم الواقع جنوب غربي المسجد النبوي الشريف. يمتد الشارع من ميدان باب السلام شرقًا إلى شارع المناخة، ويضم مجموعة من المحلات التجارية التي تعرض منتجات متنوعة.
خدمات متكاملة لذوي الإعاقة
تحرص حديقة الملك فهد المركزية على توفير خدمات متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك في إطار مشروع دمجهم في المجتمع. وقد تم توفير 10 مواقف مخصصة لسياراتهم، بالإضافة إلى ممرات خاصة لتسهيل تنقلهم داخل الحديقة. كما تم توفير وسائل تتيح لهم الاستفادة من مرافق الحديقة والاستمتاع بها، وإعداد جلسات خاصة لهم وتسوية بعض المناطق، وتجهيز أماكن شواء تراعي معايير السلامة العامة، وصيانة منطقة البحيرة الاصطناعية والجبال المحيطة بها، وصيانة الملاعب الرياضية.
وفي النهايه:
تظل حديقة الملك فهد المركزية وجهة بارزة في المدينة المنورة، تجمع بين الترفيه والثقافة والتراث. فهل ستستمر الحديقة في التطور والابتكار، وتقديم المزيد من الخدمات والفعاليات التي تلبي احتياجات جميع الزوار؟ وهل ستنجح في الحفاظ على هويتها التراثية، مع مواكبة أحدث التطورات في مجال الحدائق والمتنزهات؟











