جبل القِدر: تحفة بركانية في المدينة المنورة
جبل القِدر، أحد الجبال البركانية البارزة في المملكة العربية السعودية، يتربع شرق خيبر بمنطقة المدينة المنورة. يُعتبر هذا الجبل أحدث البراكين التي ثارت في حرة خيبر، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الارتفاع بعد الجبل الأبيض، إذ يبلغ ارتفاعه 2,022 مترًا فوق سطح البحر.
تكوين جبل القِدر الجيولوجي
يتميز جبل القِدر بشكله المخروطي البركاني، حيث تعلوه قمة شديدة الانحدار تضم فوهة عميقة يبلغ قطرها حوالي 350 مترًا، وعمقها يصل إلى 80 مترًا تقريبًا. وقد أطلق عليه اسم “القدر” تشبيهًا له بقدر الطبخ بفوهته المميزة.
يشكل جبل القِدر مع مجموعة من المخاريط البركانية مركزًا لحرة خيبر، التي تُعتبر الأكبر والأكثر تنوعًا من حيث التكوينات الصخرية، والتضاريس الجيولوجية، والآثار التاريخية، بالإضافة إلى المستوطنات والصخور البركانية النادرة الموجودة بها.
القيمة الجيولوجية العالمية
بفضل تكوينه الفريد، تم تصنيف جبل القِدر ضمن أفضل 100 موقع جيولوجي من قبل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ومنظمة اليونسكو. وقد جاء هذا التصنيف بعد اختيار أفضل 100 موقع من بين 181 ترشيحًا من 56 دولة، ليصبح جبل القِدر بذلك من بين أجمل المعالم الجيولوجية على مستوى العالم.
تكمن القيمة الجيولوجية لـ جبل القِدر في كونه جزءًا من أكبر الحقول البركانية، ومن آخر البراكين التي نشطت قبل نحو 1000 عام. وخلال ثورانه، قذف البركان كميات هائلة من تدفقات الحمم البازلتية والفتات البركاني التي تغذيها الأنابيب البازلتية، والتي غطت بدورها مواقع لمنشآت حجرية تعود إلى العصر البرونزي قبل حوالي 5000 عام، والمعروفة باسم “الطائرات الورقية الصحراوية”.
إن تصنيف جبل القِدر على المستوى الجيولوجي العالمي يُعد إضافة هامة للمواقع التاريخية في المملكة. فإلى جانب معالم عالمية أخرى مثل جراند كانيون، ومتنزه يلوستون الوطني في الولايات المتحدة، وحزام أركيان باربرتون جرينستون في جنوب إفريقيا، وجبل إيفرست، يمثل جبل القِدر جزءًا من التراث الطبيعي الذي يجب تقديره والمحافظة عليه، باعتباره ذاكرة الأرض ومصدر إلهام لتطوير العلوم الجيولوجية.
