جبل التوباد: رمز الحب العذري في قلب السعودية
جبل التوباد، الواقع في محافظة الأفلاج بمنطقة الرياض، يتربع شامخًا في وسط بلدة الغيل شمالي وادي الغيل. اكتسب الجبل شهرة واسعة كونه تجسيدًا لقصة الحب الخالدة بين الشاعر قيس بن الملوح وابنة عمه ليلى، ليصبح بذلك رمزًا للعشق العذري في الذاكرة العربية.
جبل التوباد في مرآة شعر قيس
لم يغب جبل التوباد عن أشعار قيس بن الملوح، المعروف بـ مجنون ليلى. ففي أبياته، نجد الجبل شاهدًا على حبه وهيامه:
وأجهشت للتوباد حين رأيته
وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته
ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم
حواليك في خصب وطيب زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى من الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غدًا
فراقك والحيان مؤتلفان
يحتضن جبل التوباد غارًا يُنسب إلى قيس بن الملوح، يعرف بـ غار قيس وليلى. بالقرب من الجبل، يمتد شعب يحتوي على بقايا أطلال وآثار، بالإضافة إلى مقبرة قديمة تحيط بها أشجار النخيل والمزارع الخضراء. لم يغفل قيس عن ذكر قرية الغيل في قصائده، مخاطبًا ليلى بكنية “أم مالك”:
أنت ليلة بالغيل يا أم مالك
لكم غير حب صادق ليس يكذب
وقال أيضًا:
كأن لم يكن بالغيل أو بطن أيكة
أو الجزع من تول الأشاءة حاضر
جبل التوباد في الشعر الحديث
لم يقتصر ذكر جبل التوباد على الشعر القديم، بل امتد ليتردد في قصائد شعراء العصر الحديث. من بين هؤلاء، أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي كتب قصيدة على لسان قيس، والتي غناها لاحقًا الفنان محمد عبدالوهاب:
جبل التوباد حياك الحيا
وسقى الله صبانا ورعا
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها
وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحها عشنا زمنًا
ورعينا غنم الأهل معا











