تعتبر جبال المِسْمى معلمًا طبيعيًا بارزًا في المملكة العربية السعودية، حيث تقع في منطقة حائل. تحيط هذه الجبال بمدينة حائل من جهة الغرب على بُعد 180 كيلومترًا، وتحديدًا إلى الشمال الغربي من قرية بيضاء نثيل. تتميز هذه الجبال بارتفاع قممها الشاهقة التي تصل إلى 1,431 مترًا فوق سطح البحر، بالإضافة إلى تضاريسها الصخرية الفريدة، وما تحتويه من نقوش أثرية متنوعة تعود إلى عصور تاريخية مختلفة.
موقع وامتداد جبال المِسْمى
تمتد جبال المِسْمى كسلسلة متصلة من القمم الجبلية من الشمال إلى الجنوب على طول الحدود بين منطقتي حائل وتبوك. يحدها من الشمال والغرب النفود الكبير. يبلغ طول هذه السلسلة الجبلية حوالي 30 كيلومترًا، بينما يبلغ عرضها حوالي 5 كيلومترات. تضم جبال المِسْمى عدة جبال أخرى، منها جبل الصجنة الذي يقع في الجزء الشمالي ويصل ارتفاعه إلى حوالي 1,013 مترًا فوق سطح البحر، بالإضافة إلى جبل العرقوب الذي يقع في الجزء الجنوبي.
الأهمية التاريخية والسياحية
تُعرف جبال المِسْمى تاريخيًا باسم جبال محجر، وهو اسم يعكس طبيعتها الجغرافية كمجموعة جبال محاطة بالرمال. تتميز هذه الجبال بتاريخها الغني المتمثل في النقوش والشواهد الأثرية الموجودة بها. كما تُعتبر من المواقع المثالية لرصد النجوم والمجرات، مما يجذب إليها هواة ومحترفي التصوير الفلكي من مختلف أنحاء المملكة ودول الخليج والعالم.
نظرًا لموقعها المتميز وتكويناتها الصخرية الفريدة، حظيت جبال المِسْمى باهتمام كبير من الرحالة الغربيين الذين زاروا المنطقة. من بين هؤلاء الرحالة الألمانيلويس أوتينج، والرحالة الفرنسي تشارلز هوبر الذي زار المنطقة في عام 1884م، والرحالة الإنجليزية جيرترو دبيل، والتشيكي لويس موزل، والإنجليزي تشارلز داوتي الذي وصل إلى المنطقة في عام 1845م، بالإضافة إلى الرحالة الإيطالي كارلو غورماني الذي زارها في عام 1860م.
وقد قام الرحالة الألماني أوتينج والفرنسي هوبر بتوثيق مجموعة من النقوش العربية والنبطية التي عثروا عليها في المنطقة، بالإضافة إلى رسومات بدائية لبعض الحيوانات، وذلك قبل أكثر من 135 عامًا.
