جزر تيران وصنافر: درة البحر الأحمر
جزر تيران وصنافر، جوهرتان سعوديتان تتربعان في جنوب رأسي الشيخ حميد وقصبة، عند الطرف الشمالي للبحر الأحمر. إداريًا، تتبعان منطقة تبوك، الواقعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهما ليستا مجرد جزر، بل موقع استراتيجي وتاريخي بالغ الأهمية.
جزيرة تيران
موقع جزيرة تيران الاستراتيجي
تُعرف محليًا باسم “تيران” بتخفيف الثاء إلى تاء، تقع الجزيرة في الركن الشمالي الغربي من البحر الأحمر، جنوب غرب الساحل السعودي، وتحديدًا عند مدخل خليج العقبة. تقع جنوب رأسي الشيخ حميد وقصبة، عند تقاطع الإحداثيات الجغرافية 27°56’34” شمالًا و 34°34’00” شرقًا، ما يجعلها نقطة وصل حيوية.
مساحة جزيرة تيران وأبعادها
تبلغ المساحة الإجمالية لجزيرة تيران حوالي 61.5 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها ثالث أكبر الجزر السعودية في خليج العقبة والبحر الأحمر، بعد جزيرتي فرسان الكبير وسجيد. يبلغ أقصى طول للجزيرة 14.1 كيلومترًا، مما يعكس امتدادها الجغرافي الملحوظ.
حدود جزيرة تيران ومعالمها المجاورة
يحد جزيرة تيران من الجنوب الشرقي جزيرة صنافر، ومن الشمال الشرقي رأسا الشيخ حميد وقصبة. يقع خليج العقبة إلى الشمال، بينما يحدها مضيق تيران من الشمال الغربي وشبه جزيرة سيناء من الغرب، ما يمنحها موقعًا فريدًا بين المسطحات المائية المتعددة.
تبعد الجزيرة عن الساحل السعودي حوالي 3.4 أميال بحرية (6.3 كم)، وترتبط بها شعاب مرجانية غاطسة ووعرة، تظهر منها رؤوس بارزة، مما يزيد من أهميتها كحاجز طبيعي.
خصائص جزيرة تيران الجيولوجية
في الجزء الشمالي من الساحل الشرقي للجزيرة، يوجد خليج يقسمها إلى قسمين، مما أدى إلى ظهور القسم الشمالي من الجزيرة كشبه جزيرة تمتد من الشرق إلى الغرب. يربط هذا الجزء بالقسم الجنوبي برزخ صخري ضيق، وفي غربه يقع مرتفع جبلي يصل ارتفاعه إلى 42 مترًا، محاطًا بشعاب مرجانية ضحلة المياه.
القسم الجنوبي من الجزيرة هو الأكبر، ويمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. يتكون سطحه الجبلي من صخور القاعدة الجرانيتية تحت غطاء من الصخور الرسوبية التي تتضمن صخورًا جيرية مختلطة مع صخور مرجانية. يتدرج سطحه في الارتفاع من الشمال باتجاه الجنوب والجنوب الغربي، ويبلغ ارتفاع قممه الجبلية 518 مترًا و366 مترًا، وينحدر بشدة باتجاه البحر منتهية على شكل جروف وحافات شديدة. يحيط بساحل هذا القسم مياه عميقة وشعاب مرجانية، وفي الشرق والشمال الشرقي سبع جزر صغيرة وصخور بارزة.
يفصل جزيرة تيران عن الساحل السعودي ممر ملاحي ضيق يحاذي رأس الشيخ حميد شمالًا ورأس قصبة جنوبًا، وتعد الملاحة في هذا الممر خطرة بسبب انتشار الشعاب المرجانية وضحالة المياه. يفصل جزيرة تيران عن ساحل شبه جزيرة سيناء مضيق مائي يعرف باسم مضيق تيران، عرضه ثلاثة أميال بحرية، ويخترقه ممران بحريان هما ممر جرافتون وممر إنتربرايز، يربطان البحر الأحمر بخليج العقبة، ويفصل بينهما أربعة شعاب مرجانية واقعة وسط المضيق على هيئة شريط ممتد من الشمال إلى الجنوب، وهي شعب الشقاشق وشعب الطميس وشعب دوس وشعب كردون، وتكمن أهمية الجزيرة في إشرافها المباشر على الممرات البحرية الواصلة بين خليج العقبة والبحر الأحمر.
جزيرة صنافر
موقع جزيرة صنافر المتميز
تقع جزيرة صنافر في الطرف الشمالي من البحر الأحمر على مدخل خليج العقبة، عند تقاطع دائرة العرض 27°56’00” شمالًا، مع خط الطول 34°42’30” شرقًا، مما يجعل موقعها استراتيجيًا في تنظيم حركة الملاحة.
مساحة جزيرة صنافر وأبعادها
تبلغ المساحة الإجمالية لجزيرة صنافر 24.5 كيلومترًا مربعًا، وتعد من كبريات الجزر السعودية مساحة شمالي البحر الأحمر بعد جزيرة تيران، ويبلغ أقصى طول لها نحو 8.4 كيلومترًا.
حدود جزيرة صنافر ومعالمها المجاورة
يحد جزيرة صنافر من الشمال الغربي جزيرة تيران، ومن الشمال رأسا الشيخ حميد وقصبة، ومن الشرق الساحل السعودي، ومن الجنوب البحر الأحمر، مما يجعل موقعها محوريًا في هذه المنطقة.
خصائص جزيرة صنافر الجيولوجية
تعتبر جزيرة صنافر توأمًا لجزيرة تيران، حيث تتشابهان في النشأة والتركيب الجيولوجي، إذ يتكون سطحها من صخور جيرية مختلطة مع صخور مرجانية، ذات شكل هلالي. يتسع طرفها الشرقي أكثر من الطرف الغربي، ويتعمق جنوب الجزيرة خليج يكاد يفصلها إلى جزأين: جزء شرقي بمساحة كبيرة وسطح شبه مستوٍ، يظهر في طرفه الشمالي الشرقي بعض المرتفعات التي يبلغ ارتفاع قممها نحو 112 مترًا، ويظهر في طرفه الجنوبي الشرقي بعض المرتفعات يصل ارتفاعها إلى 111 مترًا. أما الجزء الغربي من الجزيرة فمساحته صغيرة وسطحه جبلي، ويبلغ أقصى ارتفاع فيه نحو 49 مترًا، وينتشر على امتداد سواحله سباخ ملحية.
يوجد على شواطئ الجزيرة حافات وجروف صخرية، كما يحيط بها شعاب مرجانية، ويظهر في وسطها تحديدًا في الجنوب الغربي بعض الجزر الصغيرة والصخور البارزة.
يفصل بين جزيرتي صنافر وتيران ممر بحري ضيق يقدر عرضه بنحو 1.5 ميل بحري أي ما يعادل 2.8 كيلومترًا، يتوسطه شعب مرجاني يعرف باسم شعب أبو طنين، كما تبعد جزيرة صنافر عن رأس قصبة 4.5 أميال بحرية، ويفصلها عنه شعاب مرجانية غاطسة ومياه ضحلة، ويخترقها ممر ملاحي شرقي يصل خليج العقبة بالبحر الأحمر.
وفي النهايه :
تيران وصنافر ليستا مجرد قطعتين من الأرض، بل هما جزء من تاريخ وجغرافيا منطقة حساسة، فهل ستشهد هذه الجزر تحولات جديدة في المستقبل القريب، وهل ستؤثر هذه التحولات على ديناميكيات المنطقة؟