حاله  الطقس  اليةم 27.8
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

برنامج مشروع جدة التاريخية

أعجبني
(0)
مشاهدة لاحقا
شارك
برنامج مشروع جدة التاريخية

إحياء جدة التاريخية: مشروع متكامل للتنمية المستدامة

مشروع جدة التاريخية يمثل مبادرة طموحة لإعادة الحياة إلى قلب جدة القديمة، الموقع المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. يهدف المشروع إلى إبراز كنوزها التراثية وتعزيز النمو الاقتصادي، مع التأكيد على دورها كمركز تجاري حيوي على ساحل البحر الأحمر الشرقي.

إطلاق برنامج مشروع جدة التاريخية

في خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، وافق مجلس الوزراء السعودي على تحويل إدارة المشروع إلى برنامج متكامل. يركز البرنامج على التأهيل والتطوير الشامل في مختلف المجالات: العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، والبيئية. كما يهدف إلى توفير المرافق العامة والخدمات اللازمة. وقد صدرت الموافقة في 21 شعبان 1441هـ (14 أبريل 2020م)، وجرى تمديد البرنامج لمدة سنتين إضافيتين بموافقة المجلس في 10 محرم 1446هـ (16 يوليو 2024م). تتولى وزارة الثقافة مسؤولية تنفيذ هذا البرنامج الطموح.

أهداف برنامج مشروع جدة التاريخية

يكمن الهدف الأساسي لبرنامج مشروع جدة التاريخية في تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق بيئة متكاملة تجمع بين الواجهات البحرية والمساحات الخضراء. يشدد البرنامج على إبراز المعالم التراثية وأهميتها، واستثمار التاريخ والعناصر الثقافية لتحويلها إلى محركات اقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، يسعى إلى تطوير المنطقة لتصبح مركزًا جاذبًا للأعمال وبيئة حاضنة للمشاريع الثقافية والإبداعية.

يسعى مشروع جدة التاريخية أيضًا إلى خلق فرص استثمارية تعتمد على الإرث التاريخي للمنطقة، وجذب رواد الأعمال وتوفير التسهيلات اللازمة لبدء مشروعاتهم في منطقة البلد. هذا يأتي ضمن الجهود لتحويل جدة التاريخية إلى وجهة سياحية بارزة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

محتويات جدة التاريخية

تزخر جدة التاريخية بأكثر من 600 بيت تراثي يتراوح عمرها بين 100 و 400 سنة. من بين أقدم المعالم الموجودة في المنطقة منارة مسجد الشافعي التي يعود تاريخها إلى 780 سنة. كما تضم المنطقة 5 أسواق تاريخية رئيسية، و 36 مسجدًا تاريخيًا، وممرات وساحات أثرية، ومواقع تاريخية هامة، بالإضافة إلى الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقًا رئيسيًا للحجاج. تشمل مسارات تطوير جدة التاريخية تحسين البيئة الطبيعية، وتطوير البنية التحتية والخدمات، وتعزيز الجوانب الحضرية، وتحسين جودة الحياة. يتضمن المشروع تطوير 50 بيتًا عن طريق ترميمها وتحويلها إلى مقرات لمشاريع تنموية وفندقية، ومقرات لوزارة الثقافة، ومتاحف ومبانٍ تعليمية، بما في ذلك المعهد الملكي للفنون التقليدية.

مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية

انبثق عن برنامج تطوير جدة التاريخية مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، الذي أُعلن عنه في 29 محرم 1443هـ (6 سبتمبر 2021م). يمتد المشروع لمدة 15 عامًا، وسيتم خلالها تطوير جدة التاريخية عبر مسارات متعددة تشمل البنية التحتية والخدمية، وتطوير البيئة الطبيعية، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الجوانب الحضرية.

تبلغ مساحة مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية 2.5 كيلومتر مربع، ويهدف إلى تطوير واجهات بحرية بطول 5 كيلومترات، ومساحات خضراء وحدائق مفتوحة تغطي 15% من إجمالي مساحة جدة البلد. يستفيد المشروع من هذه المكونات الطبيعية لتحويلها إلى عناصر تدعم بيئة صحية مستدامة تخلو من أسباب التلوث البيئي.

يعتمد مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية في الترميم على نفس المواد الأصلية المستخدمة في بناء البيوت التاريخية، مثل الحجر المنقبي والمرجاني، والأخشاب للأبواب والأسقف، والجبس للزخارف الداخلية والخارجية، وخلطة النورة. تم الرجوع إلى الصور التاريخية في بناء البيوت المهدومة، بالإضافة إلى الكشف عن القواعد التي تحدد مواقع النوافذ والمداخل خلال عملية الترميم. تزامنًا مع انطلاق المشروع، جرى توثيق البيوت الموجودة في المنطقة، مثل بيت ذاكر، الذي أعيد بناؤه خلال سنة واحدة بعد تهدمه.

مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية

من بين العناصر الرئيسية لبرنامج مشروع جدة التاريخية، يبرز مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية. تشمل المرحلة الأولى إعادة حفر المنطقة البحرية التي رُدمت بسبب التوسع العمراني. وتتضمن المرحلة الثانية معالجة تلوث مياه بحيرة الأربعين وتطوير بنية تحتية لبناء منطقة حضرية وواجهة بحرية متطورة. أما المرحلة الثالثة فتشمل إنشاء مسطحات خضراء، وبناء مرسى لليخوت، ومرافق عامة، وجسور للمشاة.

يهدف مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية إلى إعادة مياه البحر إلى ميناء البنط بأقرب صورة ممكنة لما كانت عليه في الماضي، وبناء بيئة تتوفر فيها مقومات طبيعية تشمل واجهات بحرية، وتطوير البنية التحتية والتجهيزات اللازمة لها، إضافة إلى خلق بيئة مستدامة تحيط بالواجهة البحرية. يمثل المشروع جزءًا من رؤية شاملة لتطوير المنطقة المحيطة بالواجهة البحرية، والتي تحوي مرسى لليخوت، وأحياء سكنية وفندقية جديدة شمال وجنوب البحيرة، وأسواق ومطاعم تسهم في خلق مجتمع سكني وتجاري مستدام.

اكتشافات برنامج مشروع جدة التاريخية

على الرغم من أن برنامج مشروع جدة التاريخية هو برنامج تطويري بالأساس، إلا أنه ساهم في تحقيق اكتشافات أثرية متعددة. بدأت أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية في عام 1441هـ (2020م)، واستهل أعماله بإعداد دراسات استكشافية وإجراء مسح جيوفيزيائي للكشف عن المعالم المغمورة في باطن الأرض في أربعة مواقع تاريخية، هي: مسجد عثمان بن عفان، وموقع الشونة، وأجزاء من السور الشمالي، ومنطقة الكدوة (باب مكة).

في عام 1445هـ (2024م)، أعلن برنامج جدة التاريخية وهيئة التراث عن اكتشاف حوالي 25 ألف بقايا من مواد أثرية يعود أقدمها إلى القرنين الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي) في 4 مواقع تاريخية، هي: مسجد عثمان بن عفان، والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي. أسفرت أعمال المسح والتنقيب الأثري عن اكتشاف 11,405 مواد خزفية، و11,360 مادة من عظام الحيوانات، و1730 مادة صدفية، و685 من مواد البناء، و191 مادة زجاجية، فيما وصل عدد المواد المعدنية إلى 72 قطعة.

كشفت الدراسات في مسجد عثمان بن عفان عن مواد أثرية يعود أقدمها إلى القرنين الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي)، وصولًا إلى العصر الأموي ثم العباسي والمملوكي وحتى العصر الحديث في مطلع القرن الخامس عشر الهجري (الواحد والعشرين الميلادي).

من أبرز تلك الاكتشافات، ساريتان من خشب الأبنوس، موطنها جزيرة سيلان، وضعتا أسفل جانبي المحراب كعناصر زخرفية، ويرجع تاريخهما إلى القرنين الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي)، وتُصنف الساريتان على أنهما من أقدم القطع الأثرية المكتشفة في الموقع. كما اكتشفت مجموعة من الأواني الخزفية، وقطع من البورسلين عالي الجودة نشأ بعضها في أفران مقاطعة جيانج شي الصينية، في الفترة ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري (السادس عشر والتاسع عشر الميلادي)، إضافة إلى أوعية فخارية تعود إلى العصر العباسي.

أسفرت الدراسات الأثرية ضمن مشروع الآثار في جدة التاريخية عن معرفة الأنماط المعمارية التاريخية لمسجد عثمان بن عفان، والكشف عن المئات من بقايا مواد أثرية يعود تاريخ بعضها لنحو 1200 عام. كما كشفت الدراسات الأثرية عن عمليات الترميم المتعاقبة على المسجد، إذ تنتمي جميع مراحل البناء السابقة للمسجد إلى نمط العمارة التقليدية المعروفة في جدة آنذاك، التي تتمثل في فناء مفتوح ومصلًّى مسقوف، فيما استثنيت آخر مرحلة من البناء التي تمثلت في شكله الحالي الذي أقيم بناؤه في القرن الرابع عشر الهجري (أواخر القرن العشرين الميلادي)، بينما استمر المحراب ومساحة المسجد كما هما لنحو أكثر من ألف عام. وأغلب عمليات الترميم والتجديد في المسجد أجريت على ارتفاع الأرضية وأنماطها، التي تنوعت بين البلاط الطيني والبلاستر والبلاط التقليدي، بينما استمر استخدام البلاط لمدة 400 عام، إذ تشير الدراسات إلى أنه منذ نهاية العصر المملوكي (القرنين الخامس عشر والسادس الميلادي) رفع البناؤون الأرضية في كل مرحلة من مراحل الترميم، وأعادوا استخدام البلاط ذاته امتدادًا إلى القرن الرابع عشر الهجري (أوائل القرن العشرين الميلادي). ويعد بناء خزان المياه الأرضي أسفل المسجد من التغييرات المهمة التي حدثت في المسجد، إذ وجد علماء الآثار خزانات أرضية مليئة بالمياه النقية تركها القائمون على بنائها منذ نحو 800 عام.

عُثر في مسجد عثمان بن عفان على بقايا من الخزف الصيني باللونين الأبيض والأزرق يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، إضافة إلى أواني سيلادون صينية مزججة بالرمادي والأخضر، يعود تاريخها إلى القرنين الرابع والسادس الهجري (الحادي عشر والثالث عشر الميلادي)، وشظايا فخار مزججة بالأبيض والأخضر والأصفر يعود تاريخها إلى القرنين الثالث والرابع الهجري (التاسع والعاشر الميلادي).

تعود البقايا المعمارية التي عُثر عليها في موقع الشونة الأثري إلى القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخيًا إلى القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، كما عُثر على أجزاء من المواد الفخارية، المكونة من البورسلين وخزفيات أخرى من أوروبا واليابان والصين، يعود تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري (التاسع عشر والعشرين الميلادي).

فيما كشفت الدراسات الأثرية أن الشونة تكّيفت بتغييرات كبيرة في مبناها لتناسب غايات مختلفة عبر العصور، ويرجح أن يعود تاريخ تشييد المبنى الحصين في الشونة إلى فترة ما بين القرن التاسع والعاشر الهجري (الخامس عشر والسادس عشر الميلادي) في العصر المملوكي. ويدل اكتشاف برج حصين في زاوية المبنى، إضافة إلى أربع كرات حديد وقذيفة مدفع حجرية واحدة عُثر عليها في الموقع، إلى أن المكان استخدم مستودعًا للأسلحة أو حامية عسكرية.

اكتشف علماء الآثار في موقع الشونة الأثري قطعًا من الخزف الصيني الفاخر يعود تاريخها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجري (الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي). وكانت الشونة خلال هذه الحقبة تستخدم مقرًّا حكوميًّا لتخزين الحبوب والأخشاب والذخيرة. فيما حُددت وظيفة الشونة في القرن العشرين الميلادي في استخدامها مخزنًا خاصًّا لأحد التجار لتخزين البضائع المستوردة، وتشير الاكتشافات في هذا الموقع إلى أن جدة، التي تعد نقطة التقاء مهمة للتجارة على ساحل البحر الأحمر، كانت على اتصال وثيق بشبكة التجارة الآسيوية ولاحقًا الأوروبية.

كشفت أعمال التنقيب بموقع الكدوة (باب مكة) عن شواهد قبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام المحفور عليها كتابات وجدت في مقابر جدة التاريخية، تعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجري (الثامن والتاسع الميلادي)، تتضمن أسماء أشخاص وتعازي وآيات قرآنية.

كما كشفت نتائج التنقيبات الأثرية في جدة التاريخية عن بقايا خندق دفاعي وسور تحصين كان يطوق المدينة، يقع في الجزء الشمالي من جدة التاريخية، شرق ميدان الكدوة وبالقرب من ميدان البيعة، ويعود تاريخهما إلى عدة قرون.

وفي النهاية :

مشروع جدة التاريخية يمثل رؤية متكاملة لإحياء منطقة تاريخية عريقة، وتحويلها إلى مركز ثقافي واقتصادي وسياحي نابض بالحياة. من خلال الاهتمام بالتفاصيل المعمارية والتراثية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، يسعى المشروع إلى تحقيق تنمية مستدامة تحافظ على الهوية التاريخية للمنطقة وتجعلها وجهة عالمية متميزة. يبقى السؤال: كيف يمكن لهذه المبادرة أن تلهم مشاريع مماثلة في مناطق تاريخية أخرى حول العالم؟

الاسئلة الشائعة

01

ما هو الهدف الرئيسي لمشروع جدة التاريخية؟

يهدف المشروع إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق بيئة متكاملة تجمع بين الواجهات البحرية والمساحات الخضراء، مع التركيز على إبراز المعالم التراثية واستثمار التاريخ والعناصر الثقافية كمحركات اقتصادية.
02

متى تمت الموافقة على تحويل إدارة مشروع جدة التاريخية إلى برنامج متكامل؟

صدرت الموافقة في 21 شعبان 1441هـ (14 أبريل 2020م)، وجرى تمديد البرنامج لمدة سنتين إضافيتين بموافقة المجلس في 10 محرم 1446هـ (16 يوليو 2024م).
03

ما هي أبرز المعالم التي تزخر بها جدة التاريخية؟

تضم جدة التاريخية أكثر من 600 بيت تراثي، منارة مسجد الشافعي التي يعود تاريخها إلى 780 سنة، 5 أسواق تاريخية رئيسية، 36 مسجدًا تاريخيًا، ممرات وساحات أثرية، والواجهة البحرية القديمة.
04

ما هي المدة الزمنية المحددة لتطوير جدة التاريخية ضمن مشروع إعادة الإحياء؟

يمتد المشروع لمدة 15 عامًا، يتم خلالها تطوير جدة التاريخية عبر مسارات متعددة تشمل البنية التحتية والخدمية، وتطوير البيئة الطبيعية، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الجوانب الحضرية.
05

ما هي مساحة مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية؟

تبلغ مساحة المشروع 2.5 كيلومتر مربع، ويهدف إلى تطوير واجهات بحرية بطول 5 كيلومترات، ومساحات خضراء وحدائق مفتوحة تغطي 15% من إجمالي مساحة جدة البلد.
06

ما هي المواد الأصلية المستخدمة في ترميم البيوت التاريخية في جدة؟

تعتمد عملية الترميم على نفس المواد الأصلية المستخدمة في بناء البيوت التاريخية، مثل الحجر المنقبي والمرجاني، والأخشاب للأبواب والأسقف، والجبس للزخارف الداخلية والخارجية، وخلطة النورة.
07

ما هي المراحل الرئيسية لمشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية؟

تشمل المرحلة الأولى إعادة حفر المنطقة البحرية التي رُدمت، والمرحلة الثانية معالجة تلوث مياه بحيرة الأربعين وتطوير بنية تحتية، والمرحلة الثالثة إنشاء مسطحات خضراء، ومرسى لليخوت، ومرافق عامة، وجسور للمشاة.
08

متى بدأت أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية؟

بدأت الأعمال في عام 1441هـ (2020م)، باستهلالها بدراسات استكشافية وإجراء مسح جيوفيزيائي للكشف عن المعالم المغمورة.
09

ما هي أبرز الاكتشافات الأثرية في مسجد عثمان بن عفان؟

اكتشفت ساريتان من خشب الأبنوس يعود تاريخهما إلى القرنين الأول والثاني الهجري، ومجموعة من الأواني الخزفية، وقطع من البورسلين الصيني.
10

ما هي الدلائل التي تشير إلى أن الشونة كانت مستودعًا للأسلحة أو حامية عسكرية؟

يدل اكتشاف برج حصين في زاوية المبنى، إضافة إلى أربع كرات حديد وقذيفة مدفع حجرية واحدة عُثر عليها في الموقع.