برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين: مبادرة المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين
في إطار جهود المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، يبرز برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين كمبادرة رائدة. يشرف على هذا البرنامج وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وهو يستضيف سنوياً أعداداً كبيرة من الحجاج والمعتمرين والزائرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بالإضافة إلى الأقليات المسلمة في الدول الأخرى.
انطلاقة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين وتطوره
انطلق هذا البرنامج المبارك في عام 1417هـ (1997م)، بهدف استضافة المسلمين من شتى بقاع الأرض لأداء مناسك الحج والعمرة. لا يقتصر دور البرنامج على ذلك، بل يمتد ليشمل تقديم خدمات دعوية وإرشادية متكاملة لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة. إضافة إلى ذلك، يوفر البرنامج بعثة طبية متخصصة ترافق الضيوف في جميع مراحل رحلتهم الإيمانية.
أهداف برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين السامية
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة
يهدف برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين إلى تقديم صورة حقيقية عن الوعي الإسلامي الوسطي المعتدل الذي تتبناه المملكة العربية السعودية، وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عنها في أوساط المسلمين حول العالم. كما يسعى البرنامج إلى تعريف المستضافين بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في خدمة القرآن الكريم ورعاية الحرمين الشريفين.
تسهيل أداء المناسك وتوثيق الروابط
من بين الأهداف الرئيسية للبرنامج تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لأعداد كبيرة من المسلمين المؤثرين في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى المسلمين الجدد. كما يهدف إلى بناء علاقة إيجابية ومستدامة مع النخب والشخصيات البارزة من مختلف دول العالم، وفتح آفاق التعاون والتنسيق بينها من خلال التعارف والتواصل الذي يتيحه البرنامج. ولا يغفل البرنامج أهمية توثيق الصلات مع الشخصيات الإسلامية ورموز الأقليات المسلمة في العالم، وتعزيز روح الأخوة الإسلامية.
الخدمات المتنوعة التي يقدمها البرنامج
لقاءات إيمانية ودروس علمية
يشمل برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين تنظيم لقاءات مع كبار العلماء والدعاة، ومشاركات في الدروس والمحاضرات والندوات التي يقدمها نخبة من أهل العلم والاختصاص. كما يتيح البرنامج فرصة للقاء أئمة الحرمين الشريفين، وتتمحور هذه الأنشطة حول الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر قيم الاعتدال والحوار.
رعاية صحية متكاملة
يحرص البرنامج على توفير رعاية صحية متكاملة لضيوف الرحمن، من خلال عيادات مجهزة بالكامل للرجال والنساء، بالإضافة إلى سيارات إسعاف مجهزة لنقل الحالات الحرجة. يتم ذلك بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة، لتقديم خدمات طبية وصحية وإرشادية على مدار الساعة، سواء في مكة المكرمة، أو المشاعر المقدسة، أو المدينة المنورة.
برامج توعوية وإرشادية
ينفذ البرنامج مجموعة متنوعة من المحاضرات والندوات التوعوية والإرشادية في مقار إقامة الضيوف. يشارك في إلقاء هذه المحاضرات نخبة من العلماء وطلبة العلم والقضاة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، بمشاركة مترجمين متخصصين بأكثر من 15 لغة عالمية، لضمان وصول الرسالة إلى جميع المستفيدين.
وفي النهايه :
برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين ليس مجرد برنامج استضافة، بل هو مبادرة شاملة تعكس حرص المملكة العربية السعودية على خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز التواصل والتآخي بين الشعوب الإسلامية. من خلال توفير الرعاية الشاملة والخدمات المتنوعة، يسهم البرنامج في إثراء تجربة الحجاج والمعتمرين والزائرين، وترك انطباع إيجابي دائم عن المملكة وجهودها في خدمة الإسلام. فهل سيستمر هذا البرنامج في التطور والازدهار، ليصبح نموذجاً يحتذى به في خدمة ضيوف الرحمن؟
