أُطلق عليه لقب مهندس الكلمة، وهو الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود (1949-2025م)، شخصية بارزة تركت بصمة لا تُمحى في الأدب والفن السعودي. رحل صاحب السمو الملكي، الشاعر والفنان التشكيلي، الذي ترأس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون عند تأسيسها، والملقب بـالبدر.

كان الأمير بدر رمزًا للإبداع والتجديد في المشهد الثقافي السعودي، حيث جمع بين الشعر والرسم بروح فنية متفردة. يُعتبر الأمير بدر بن عبدالمحسن من أبرز رواد الشعر النبطي في المملكة العربية السعودية.

وقد واكب تطورات القصيدة والأغنية السعودية. لم يقتصر إسهامه على كتابة الشعر، بل امتد ليشمل تطويره وتقديمه بأشكال معاصرة، مما جعله قريبًا من قلوب الأجيال المختلفة.

تغنى بأشعاره كبار الفنانين العرب، مثل طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر. هؤلاء الفنانون ساهموا في نشر أشعاره على نطاق واسع، مما زاد من شعبيته وتأثيره في العالم العربي.

كما قام بتأليف مسرحيات غنائية وقصائد شعرية مطولة لصالح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، منها أوبريت فارس التوحيد وأوبريت أئمة وملوك، والتي جسدت تاريخ المملكة وتراثها العريق.

وكتب قصيدة مغناة بمناسبة الاحتفال الأول بـيوم التأسيس السعودي عام 2022 تحت عنوان يا حادي العيس، بالإضافة إلى مسرحية غنائية بعنوان قصة العوجا التي تحكي تاريخ الدرعية في حي الطريف بالتعاون مع بوابة الدرعية، وذلك في احتفال يوم التأسيس عام 2025.

هذه الأعمال تعكس اهتمامه العميق بتاريخ المملكة وتراثها، وحرصه على تقديمه للجمهور بأشكال فنية مبتكرة. كما ألّف قصيدة حلم بمناسبة اليوم الوطني السعودي 92، وقصيدة لنا سلمان بمناسبة اليوم الوطني السعودي 93، مؤكدًا بذلك على حبه وولائه للوطن وقيادته.

ولد الفنان السعودي المبدع في مدينة الرياض بتاريخ 30 جمادى الآخرة عام 1368 هـ، الذي يوافق 29 أبريل 1949 م. يعتبر هذا التاريخ نقطة انطلاق لمسيرة فنية حافلة بالإنجازات، حيث ساهم الفنان في إثراء المشهد الثقافي السعودي بأعماله المتنوعة والمتميزة.

نشأ وترعرع الفنان تحت كنف والده وتلقى تعليمه الأولي في الرياض، حيث بدأ شغفه بالفن يتبلور. ثم سافر إلى جمهورية مصر العربية، مهد الحضارات والفنون، لاستكمال دراسته في المرحلتين الابتدائية والإعدادية. وقد أثرت هذه الفترة في تكوين شخصيته الفنية، حيث اكتسب معارف ومهارات جديدة.

لاحقًا، عاد إلى الرياض ومنها توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام المرحلة الثانوية، مما أتاح له التعرف على ثقافات مختلفة وتوسيع آفاقه. في تلك الحقبة، لم يقتصر اهتمامه على الدراسة الأكاديمية، بل درس أيضًا الفنون التشكيلية في إنجلترا، مما عزز موهبته وصقلها بالدراسة الأكاديمية المتخصصة.

بدأ مسيرته الإبداعية كفنان تشكيلي، حيث أبدع في رسم اللوحات والنحت. ثم انتقل إلى عالم الشعر، ليصبح اسمه مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأغنية السعودية على مر العقود. كتب العديد من القصائد التي أداها عمالقة الفن، مثل محمد عبده وطلال مداح، وأصبحت فيما بعد من بين أشهر الأغاني في المملكة العربية السعودية. تعتبر هذه الأغاني جزءًا من التراث الفني السعودي، حيث تعبر عن الهوية والثقافة المحلية.

ترك الأمير بدر بن عبد المحسن بصمته المميزة من خلال عشرات القصائد التي تغنى بها كبار الفنانين في العالم العربي. لم تكن كلماته مجرد أغاني، بل كانت تعابير فنية عميقة تلامس الوجدان وتعكس رؤيته الثاقبة للحياة والحب.

كانت باكورة أعماله المغناة قصيدة عطني المحبة التي صدح بها طلال مداح عام 1388هـ/1968م، لتعلن عن ميلاد نجم جديد في سماء الأغنية السعودية. كما أبدع الأمير بدر في أغنيات أخرى لاقت نجاحاً كبيراً مثل.

يا طفلة تحت المطر، التي تجسد براءة الطفولة وجمال الطبيعة، وزمان الصمت، التي تعبر عن الحنين والشوق، وصعب السؤال، التي تتناول تعقيدات المشاعر الإنسانية، بالإضافة إلى سوالف ليل، والله يرد خطاك، وليلة تمرين، والموعد الثاني، ونجمة ونهر، وديمة، ويا صاحبي، وقصّت ظفايرها، وسيدي قِم، والعطر، وشعاع. كل هذه الأغاني تعكس تنوع مواضيعه وعمق رؤيته الفنية.

أما الفنان محمد عبده، فقد أثرى مسيرته الفنية بروائع الأمير بدر، مما أضاف لأرشيفه الغنائي قيمة لا تقدر بثمن. من بين هذه الروائع:  حسايف ، التي تتحدث عن الندم ولحظات الفراق، و خطأ ، و”بسمة الضي التي تحمل في طياتها الأمل والتفاؤل، وأيضاً أبعتذر، التي تعتبر من أشهر أغانيه وتعبر عن الاعتذار والصفح.

بالإضافة إلى ذلك، غنى محمد عبده من كلمات الأمير بدر: الرسايل، ومركب الهند، وصوتك يناديني، ووردي سلامي، وكلك نظر، وجمرة غضا، وأرفض المسافة، والليالي الوضح، والفجر البعيد.

ولا تجرحيني، ومجنونها، ورماد المصابيح، وفوق هام السحب، التي أصبحت نشيداً وطنياً يعبر عن الفخر والانتماء، وأيضاً الله أحد، وأنا من هالأرض، وحدثينا. هذه الأعمال المتنوعة تظهر مدى التوافق الفني بينهما وقدرتهما على تقديم أعمال فنية خالدة.

لم تتوقف إبداعات الأمير بدر عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل العديد من الفنانين الآخرين الذين تغنوا بكلماته العذبة. غنى له عبدالرب إدريس أغنية ليلة لو باقي ليلة، التي تعتبر من الأغاني الرومانسية الخالدة. كما تغنى عبادي الجوهر بأغاني سوالف رحلتي ، وما أبيه، وكفاك غرور، ومزهرية، والمرايا، وعلى الميهاف، مضيفاً لمسة خاصة على هذه الأعمال.

شهدت مسيرة الأديب تقديم مجموعة من الأمسيات الثقافية المتنوعة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، مما يعكس حضوره الفاعل في المشهد الثقافي.

تجسدت هذه المساهمات في أمسيات أدبية وشعرية لاقت استحسانًا واسعًا، حيث شارك الأديب آراءه وأفكاره حول مختلف القضايا الثقافية والأدبية. من بين أبرز هذه الأمسيات، نذكر أمسية مملكة البحرين التي أقيمت عام 1408هـ الموافق 1988م.

استقطبت هذه الأمسية جمهورًا كبيرًا من المثقفين والأدباء، وشهدت تفاعلًا مثمرًا بين الأديب والحضور، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين.

وفي عام 1438هـ الموافق 2017م، أقيمت أمسية أخرى في مدينة الرياض، حيث استعرض الأديب خلالها تجربته الأدبية ورؤيته حول مستقبل الثقافة في المملكة. تميزت هذه الأمسية بحضور نخبة من المفكرين والكتاب، وشكلت منصة للحوار والتفاعل حول القضايا الثقافية المعاصرة.

وفي سياق دولي، استضاف مقر منظمة اليونسكو في باريس عام 1440هـ الموافق 2019م أمسية ناي باريس، التي قدم خلالها الأديب عرضًا مميزًا يعكس غنى الثقافة العربية وأصالتها. حظيت هذه الأمسية بحضور لافت من ممثلي الدول الأعضاء في اليونسكو، وساهمت في تعزيز صورة المملكة كمركز إشعاع ثقافي عالمي.

وتقديراً لإسهاماته البارزة في ميدان الثقافة والفنون، منحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وشاح الملك عبدالعزيز في عام 1440هـ الموافق 2019م.

يُعد هذا التكريم أرفع وسام يمنح للمبدعين والمفكرين في المملكة، ويعكس تقدير الدولة العميق لدورهم في إثراء الحياة الثقافية والفكرية. يعكس هذا التقدير أهمية دور المثقفين في بناء مجتمع حيوي ومزدهر، ويشجع على مواصلة العطاء والإبداع في خدمة الوطن.

تم تكريم الأمير بدر بن عبد المحسن، وهو قامة أدبية وشعرية سعودية بارزة، من قبل الهيئة العامة للترفيه في ربيع الأول من عام 1441هـ، الموافق لشهر نوفمبر من عام 2019م.

جاء هذا التكريم تقديرًا لإسهاماته الجليلة والمؤثرة في مجال الشعر والأدب السعودي، والتي أثرت المشهد الثقافي على مدى عقود. وتجسد هذا التقدير في فعاليات ليالي موسم الرياض، حيث أُقيمت ليلة البدر تكريمًا له.

شهدت ليلة البدر إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، مما يعكس مكانة الأمير بدر بن عبد المحسن في قلوب محبيه وعشاق شعره. وإضافة إلى ذلك، أُعلن عن تسمية المسرح الذي شُيّد خصيصًا لهذه الاحتفالية بـ مسرح الأمير بدر بن عبد المحسن.

وهو ما يعد تخليدًا لإسهاماته وإرثه الثقافي للأجيال القادمة. هذا المسرح سيظل شاهدًا على عطاءاته وإبداعاته في عالم الشعر والأدب. لم تتوقف فعاليات تكريم الأمير بدر بن عبد المحسن عند هذا الحد، بل أحيا أمسية شعرية في منطقة القصيم، تحديدًا في مركز الملك خالد الحضاري.

بتاريخ 27 جمادى الآخرة 1444هـ، الذي يوافق 20 يناير 2023م. لاقت هذه الأمسية حضورًا وتفاعلًا كبيرًا من الجمهور، الذي استمتع بأروع قصائده وإبداعاته الشعرية. كما قدم أمسية شعرية أخرى في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء بالظهران في 20 مارس 2023م، وحملت عنوان البدر في إثراء.

تعتبر هذه الأمسيات الشعرية فرصة ثمينة لمحبي الشعر والأدب للاستمتاع بإبداعات الأمير بدر بن عبد المحسن والتفاعل المباشر معه، مما يعزز التواصل الثقافي والأدبي في المجتمع. كما أنها تعكس التقدير الكبير الذي يحظى به الأمير بدر من مختلف الأوساط الثقافية والفنية في المملكة.

الأمير بدر شاعر سعودي معاصر، ترك بصمة واضحة في المشهد الأدبي من خلال إنتاجه الشعري المتميز. أصدر الأمير بدر ست مجموعات شعرية متنوعة، تعكس غنى تجربته الإبداعية وعمق رؤيته الفنية. تتضمن هذه المجموعات أعمالًا شعرية تتسم بالجمال والعمق، وتنوع الأساليب والموضوعات.

دواوين الأمير بدر الشعرية:

• ومض: يعتبر هذا الديوان من بواكير إنتاجه الشعري، ويتميز بلغة مكثفة وصور شعرية معبرة، تعكس رؤى وتأملات عميقة.
• شهد الحروف: في هذا الديوان، يتجلى اهتمام الأمير بدر باللغة العربية وقدرتها على التعبير عن أدق المشاعر وأعمق الأفكار. يضم الديوان قصائد تتسم بالجمال اللفظي والمعنوي.
• هام السحب: يعكس هذا العمل الشعري ارتباط الأمير بدر بالطبيعة وتأمله في الكون. يضم الديوان قصائد تصور جمال الطبيعة وعظمتها، وتأثيرها في النفس الإنسانية.
• لوحة ربما قصيدة: يمزج هذا الديوان بين الشعر والرسم، حيث يصور الأمير بدر مشاهد بصرية من خلال الكلمات، ويحول اللوحات الفنية إلى قصائد شعرية.
• رسالة من بدوي: يستوحي هذا الديوان من التراث البدوي، ويعكس اعتزاز الأمير بدر بأصوله العربية. يضم الديوان قصائد تصور حياة البدو وعاداتهم وتقاليدهم، وتعبر عن قيم الشجاعة والكرم والوفاء.
• ما ينقشه العصفور في تمرة العذق: يمثل هذا الديوان ذروة تجربة الأمير بدر الشعرية، ويتميز بالنضج الفني والعمق الفكري. يضم الديوان قصائد تتناول موضوعات متنوعة، مثل الحب والحياة والموت، وتعبر عن رؤية فلسفية للوجود.

تتميز أعمال الأمير بدر الشعرية بالجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث يستوحي من التراث العربي الأصيل، ويعبر عن قضايا العصر وهموم الإنسان المعاصر. كما تتميز بالإبداع والتجديد، حيث يستخدم أساليب شعرية حديثة، ويخلق صورًا شعرية مبتكرة.

تُعد تفاصيل تاريخ الوفاة من المعلومات الأساسية في العديد من السجلات والوثائق. تم تسجيل الوفاة في الرابع من مايو عام 2025 ميلاديًا، وهو تاريخ يتزامن مع الخامس والعشرين من شهر شوال عام 1445 هجريًا. يمثل هذا التاريخ نهاية مرحلة وبداية أخرى في سياق الحياة الإنسانية، ويحمل أهمية كبيرة في الجوانب القانونية والإدارية والاجتماعية.

تتجاوز أهمية تاريخ الوفاة كونه مجرد تسجيل رسمي. ففي العديد من الثقافات، يُعتبر هذا التاريخ بداية فترة حداد وتذكر للمتوفى. على سبيل المثال، قد يتم إحياء ذكرى الفقيد سنويًا في نفس التاريخ الهجري أو الميلادي بإقامة فعاليات دينية أو اجتماعية.

إن ذكر التاريخين الهجري والميلادي معًا يوفر دقة أكبر، خاصة في المجتمعات التي تستخدم التقويمين بشكل متزامن. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، يتم استخدام التقويمين الهجري والميلادي في المعاملات الرسمية والإدارية، مما يجعل ذكر كلا التاريخين ضروريًا لتجنب أي لبس أو تأويل خاطئ.

في التاريخ الإسلامي، تُعد وفيات الشخصيات البارزة في شهر شوال مناسبة للتأمل في إنجازاتهم وإسهاماتهم. على سبيل المثال، قد تتزامن وفيات بعض العلماء أو القادة مع هذا الشهر، مما يدعو إلى استذكارهم وتقدير دورهم في المجتمع.

لتاريخ الوفاة أهمية بالغة في إنهاء المعاملات القانونية والإدارية المتعلقة بالمتوفى. فمن خلال هذا التاريخ، يمكن تحديد المواعيد النهائية لتقديم المطالبات المالية، وتسوية الديون، وتوزيع الإرث.

تتطلب الإجراءات الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة تسجيل الوفاة في الدوائر الحكومية المختصة، وتقديم شهادة الوفاة لإتمام المعاملات القانونية.

تاريخ الوفاة في الرابع من مايو 2025 ميلاديًا، الموافق 25 شوال 1445 هجريًا، ليس مجرد معلومة في سجل، بل هو تاريخ يحمل في طياته معاني ثقافية واجتماعية وقانونية وإدارية عميقة. يجب التعامل معه بكل احترام وتقدير، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإتمام جميع المعاملات المتعلقة به بشكل صحيح وفعال.