هل تساءلت يومًا عن الشخص الذي يقف وراء النهضة الثقافية والفنية التي تشهدها المملكة العربية السعودية؟ إنه بدر بن عبدالله بن فرحان، الوزير الذي يقود وزارة الثقافة برؤية طموحة وإصرار على تحقيق الريادة. لا يقتصر دوره على كونه مسؤولًا حكوميًا، بل هو شخصية مؤثرة تسعى جاهدة لإبراز المواهب السعودية ودعم الفنون بكل أشكالها. من خلال مبادراته ومشاريعه، يسهم في تعزيز الهوية الثقافية للمملكة وفتح آفاق جديدة للإبداع والابتكار، مما يجعله قائدًا ملهمًا في المشهد الثقافي المعاصر.
بدر بن عبدالله بن فرحان
صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، من مواليد 29 ذو القعدة 1405هـ الموافق 16 أغسطس 1985م. يعتبر سموه شخصية بارزة في المشهد الثقافي السعودي، حيث يشغل منصب وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية منذ تاريخ 17 رمضان 1439هـ الموافق 2 يونيو 2018م.
بالإضافة إلى ذلك، يتولى سموه منصب محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، مما يعكس الدور المحوري الذي يلعبه في تطوير هذه المنطقة التاريخية والثقافية الهامة. يُعد الأمير بدر أول وزير يتم تعيينه على رأس وزارة الثقافة بعد فصلها عن وزارة الإعلام.
هذه الخطوة تعكس الأهمية المتزايدة التي توليها المملكة للثقافة والفنون، وتسعى إلى تطويرهما وتعزيزهما كجزء أساسي من رؤية 2030. منذ توليه هذا المنصب، قاد سموه جهودًا كبيرة لتفعيل دور الثقافة في المجتمع السعودي، من خلال إطلاق مبادرات وبرامج متنوعة تهدف إلى دعم الفنانين والمبدعين، وتشجيع الإنتاج الثقافي والفني في مختلف المجالات.
بصفته محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، يقود الأمير بدر جهودًا حثيثة لتحويل العلا إلى وجهة عالمية للتراث والثقافة. تشمل هذه الجهود ترميم المواقع الأثرية، وتطوير البنية التحتية السياحية، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية عالمية المستوى. على سبيل المثال، شهدت العلا استضافة فعاليات كبرى مثل مهرجان شتاء طنطورة.
الذي استقطب فنانين ومثقفين وسياح من مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في تعزيز مكانة العلا كمركز ثقافي عالمي. تحت قيادة الأمير بدر بن عبدالله آل سعود، تعمل وزارة الثقافة على تحقيق رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية السعودية، ودعم الإبداع والمبدعين، وتوفير بيئة محفزة للإنتاج الثقافي والفني.
تشمل هذه الرؤية إطلاق مبادرات لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتطوير المناهج التعليمية لتعزيز الوعي الثقافي لدى الشباب، وتشجيع الحوار الثقافي والتفاعل مع الثقافات الأخرى.
تعليم بدر بن عبدالله بن فرحان
بعد حصوله على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود بالرياض، عُرف عن الأمير بدر بن فرحان اهتمامه البارز بالأنشطة الثقافية المتنوعة. هذا الاهتمام لم يكن مجرد هواية، بل رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وإبراز التراث الثقافي للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي.
عقب تسلمه منصب وزير الثقافة، شهد القطاع الثقافي تحولاً جذرياً، حيث تم تأسيس إحدى عشرة هيئة ثقافية متخصصة، تغطي مختلف جوانب الإبداع والفنون. من بين هذه الهيئات، نذكر هيئة الأفلام، التي تهدف إلى تطوير صناعة السينما في المملكة، وهيئة التراث، المعنية بالحفاظ على المواقع التاريخية والتراثية.
إطلاق أربع عشرة جائزة في حقول الثقافة المختلفة، ثم رُفع عددها لاحقًا إلى ست عشرة جائزة، يعكس حرص القيادة على تكريم المبدعين والمساهمين في إثراء المشهد الثقافي. هذه الجوائز تشمل مجالات متنوعة مثل الأدب، والفنون البصرية، والموسيقى، والمسرح، مما يشجع على التميز والابتكار في هذه المجالات.
إضافة إلى ذلك، نالت المملكة عضوية في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وعضوية لجنة التراث العالمي، وكذلك عضوية لجنة التراث الثقافي غير المادي، وذلك للمرة الأولى في تاريخها، مما يعزز مكانة المملكة كشريك فاعل في الحفاظ على التراث الإنساني العالمي. هذه العضويات تتيح للمملكة فرصة التأثير في القرارات والسياسات المتعلقة بالثقافة والتراث على مستوى العالم، وتبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى.
مناصبه وعضوياته
يتبوأ هذه الشخصية القيادية البارزة مناصب متعددة تعكس خبرته الواسعة وتفانيه في خدمة المجتمع، ومن بين هذه المناصب المرموقة، منصب رئيس مجلس إدارة معهد مسك للفنون. يهدف المعهد إلى تطوير المواهب الفنية الشابة وتعزيز الإبداع في المملكة العربية السعودية، من خلال تقديم برامج تدريبية وورش عمل متخصصة.
بالإضافة إلى تنظيم المعارض والفعاليات الفنية التي تثري المشهد الثقافي المحلي وتعزز التواصل الفني العالمي. إضافة إلى ذلك، تم انتخابه رئيسًا للمجموعة العربية للمتاحف، وهي منظمة إقليمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين المتاحف العربية وتطويرها، وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال حفظ التراث وعرضه.
كما شغل سابقًا منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة، والتي تضم العديد من الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية والإذاعية، مثل جريدة الشرق الأوسط، و العربية، وغيرها. إضافة إلى ذلك، تولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث.
وهي منظمة غير ربحية تعمل على حماية التراث الثقافي والتاريخي للمملكة، من خلال تنفيذ مشاريع ترميم الآثار والمباني التاريخية، والتوعية بأهمية الحفاظ على التراث الوطني للأجيال القادمة. علاوة على ذلك، يترأس ويشارك في عضوية مجالس ولجان متنوعة، مما يعكس تأثيره الواسع في مختلف القطاعات الحيوية.