بحيرة الأصفر: جوهرة الأحساء البيئية والسياحية
تُعد بحيرة الأصفر، الواقعة في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، تحفة فنية وهندسية تجمع بين الطبيعة الخلابة والجهود البشرية. هذه البحيرة الصناعية، التي نشأت من مياه الصرف المعالجة ومياه الري، تمثل أكبر تجمع مائي وسط الكثبان الرملية في منطقة الخليج العربي، مما يجعلها ذات أهمية بيئية وسياحية فريدة.
الموقع الاستراتيجي لبحيرة الأصفر
تقع بحيرة الأصفر على بُعد 5 كيلومترات شرق مركز العمران في محافظة الأحساء، وتتميز بموقع استراتيجي يجعلها محطة استراحة حيوية للطيور المهاجرة. الطيور تحط في البحيرة مرتين سنويًا خلال رحلتها بين الشمال والجنوب، مما يعزز من أهميتها البيئية.
الأهمية البيئية والسياحية
برزت بحيرة الأصفر كموقع فريد يجمع بين الحياة الفطرية المتنوعة، حيث تتكامل الصحراء مع الغطاء النباتي والمياه. تُعتبر البحيرة جزءًا من شبكة الري التي تغذي واحة الأحساء، إحدى المعالم الطبيعية المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
السياحة في أحضان الطبيعة
تُعتبر بحيرة الأصفر وجهة سياحية متميزة للعائلات في المنطقة الشرقية، حيث يفضلونها للتنزه والتخييم. يمكن للزوار الاستمتاع بنزهة على ضفاف البحيرة التي تمتد لمسافة 12 كيلومترًا عبر الكثبان الرملية الذهبية. وتتغذى البحيرة بشكل أساسي من المياه المعالجة من مشروع الري والصرف بالأحساء، معتمدةً على نظام الصرف عبر المصارف المفتوحة الذي يحمي المنطقة من تجمع المستنقعات.
الحياة البرية المتنوعة في بحيرة الأصفر
تُعد بحيرة الأصفر موطنًا للعديد من الطيور المهاجرة والعابرة والزائرة في فصل الشتاء. من بين الطيور البارزة التي تستوطن البحيرة: الغواص الصغير، البلبل الحساوي، وأبو مجرفة، بالإضافة إلى الطيور المستوطنة مثل الغطاس الصغير ودجاجة الماء. كما تنمو حولها النباتات الصحراوية مثل الأرطى والسرخس والشنان والطرفاء. وتزدهر البيئة في البحيرة بتكاثر السلاحف البحرية والحيوانات البرمائية والأعشاب المائية والطحالب.
محمية بحيرة الأصفر: حماية للتنوع البيولوجي
في عام 2019، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن تحويل النطاق الجغرافي لبحيرة الأصفر إلى محمية طبيعية تابعة للوزارة، وذلك ضمن خطة بيئية تهدف إلى المحافظة على الحياة الفطرية في المملكة وتنميتها. تمتد المحمية على مساحة تقدر بنحو 326,326,201 متر مربع، بهدف حماية الموارد البيئية وتطبيق الأنظمة البيئية اللازمة.
وفي النهايه:
تظل بحيرة الأصفر مثالاً رائعًا على كيفية تحويل التحديات البيئية إلى فرص للتنمية المستدامة والسياحة البيئية. فهل ستنجح جهود الحماية في الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي الفريد للأجيال القادمة، وهل ستظل البحيرة وجهة سياحية مفضلة تجمع بين المتعة والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة؟








