النباتات العطرية في الطائف: كنوز من الروائح الفواحة
تتميز النباتات العطرية التي تنمو في الطائف برائحتها الزكية التي تفوح في الأجواء، وتكسو قمم جبالها الشامخة ومساحات واسعة من أراضيها. تشمل هذه النباتات الفريدة أنواعًا متعددة كالورد الطائفي الشهير، والياسمين الفواح، وأشجار العرعر العطرية، بالإضافة إلى الريحان والخزامى. وتشتهر محافظة الطائف أيضًا بفواكهها الموسمية التي تضفي أزهار أشجارها روائح عطرية مميزة.
الورد الطائفي: رمز العطر والجمال
تشتهر محافظة الطائف بثرائها بالنباتات العطرية، ويعتبر الورد الطائفي من أبرز هذه النباتات وأكثرها شهرة. تنتشر مزارع الورد على نطاق واسع في مختلف مناطق المحافظة وعلى المرتفعات، حيث يبلغ إجمالي عدد أشجار الورد حوالي 1,144,000 شجرة. تغطي زراعة الورد في الطائف مساحة تقدر بنحو 270 هكتارًا من الأراضي الزراعية، ويصل إنتاج الورد السنوي إلى حوالي 650 مليون وردة. وتضم المحافظة أكثر من 70 مصنعًا ومعملًا لتقطير الورد واستخلاص العطور.
مراحل حصاد الورد الطائفي
يتميز الورد الطائفي برائحته الفريدة وألوانه الجذابة، ويستخدم في استخلاص أطيب العطور والمنتجات الأخرى. يتم حصاد الورد في مواسم محددة، وتمر عملية الحصاد بثلاث مراحل رئيسية: القطف، والوزن، والتقطير.
الورد الطائفي في اليونسكو
في عام 1446هـ (2025م)، تم تسجيل الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تقديرًا لأهميته الثقافية والتراثية.
نباتات عطرية أخرى في الطائف
العرعر: عطر الجبال الشاهقة
ينتشر شجر العرعر بكثافة في محافظة الطائف، ويتميز برائحته العطرية القوية. يشكل العرعر جزءًا كبيرًا من الغابات الجبلية والمناطق الريفية الهادئة، ويتواجد بكثرة في مناطق مثل مركز الشفا، وقرى قاوة، وآل حجار، وآل جودة، والمرابيع.
الخزامى ونباتات عطرية أخرى
تنمو في الطائف أيضًا نباتات عطرية أخرى مثل الخزامى الجبلي، وشجر الأراك، والشيح، والعطرة، والشذاب، والتي تتميز جميعها بروائحها الفواحة.
أسباب وفرة النباتات العطرية
تعود أسباب وفرة النباتات العطرية في منطقة الطائف إلى خصوبة التربة ووفرة المياه، بالإضافة إلى طرق الري الحديثة المستخدمة. تصل الشتلة الواحدة إلى عمر الحصاد المناسب بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الزراعة، ثم يتم جمعها للتقطير واستخراج العطور والاستخدامات الأخرى. يستخدم أهالي المنطقة العديد من هذه النباتات كمنكهات للمشروبات الساخنة، مثل إضافة أوراق العطرة إلى الشاي. كما تستخدم معظم النباتات المذكورة في استخلاص دهن العطور.
وفي النهايه :
تعتبر النباتات العطرية في الطائف جزءًا لا يتجزأ من هوية المنطقة وتراثها الثقافي، حيث تمثل مصدر فخر واعتزاز لسكانها. فهل ستظل هذه النباتات العطرية محافظة على مكانتها وأهميتها في ظل التحديات البيئية والتغيرات المناخية؟ وهل ستستمر الأجيال القادمة في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي والطبيعي؟
