الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومكتبتها المركزية: منارة العلم والمعرفة
تعتبر المكتبة المركزية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة صرحًا ثقافيًا شامخًا، فهي إحدى الركائز الأساسية التي تدعم العملية التعليمية والبحثية في الجامعة. تأسست المكتبة عام 1381هـ الموافق 1961م، جنبًا إلى جنب مع انطلاق الجامعة، لتكون منارة علمية تضيء دروب الطلاب والباحثين. تضم المكتبة بين جنباتها مئات الآلاف من الكتب القيمة، بالإضافة إلى مجموعة نفيسة من المخطوطات والدوريات، مما يجعلها مركزًا حيويًا للمعرفة والبحث العلمي.
تطور محتويات المكتبة المركزية
شهدت محتويات المكتبة المركزية نموًا مطردًا وتوسعًا ملحوظًا على مر السنين. فبعد أن كانت تضم عند افتتاحها حوالي ثلاثة آلاف مجلد فقط، قفز هذا العدد بحلول عام 1443هـ الموافق 2022م إلى أكثر من 223,665 عنوانًا. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن المكتبة 3,407 مخطوطات أصلية ومصورة وميكروفيلم، فضلًا عن حوالي 1,125 دورية تصلها بانتظام من خلال الاشتراكات، والهدايا، والتبادل مع المؤسسات الأخرى.
أقسام وقاعات المكتبة المركزية
تتألف المكتبة المركزية في الجامعة الإسلامية من عدة أقسام وقاعات متخصصة، تهدف إلى تلبية احتياجات الباحثين والطلاب على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم:
-
قاعة الكتب العربية: تضم هذه القاعة أكثر من 75,550 عنوانًا، موزعة على ما يزيد عن 226,665 مجلدًا باللغة العربية، لتشكل مرجعًا شاملًا للباحثين في مختلف فروع المعرفة.
-
قاعة الكتب الأجنبية: تحتوي هذه القاعة على مجموعة متنوعة من الكتب العلمية، خاصة في مجالات العلوم، والطب، والهندسة، وعلوم الحاسب الآلي، لتواكب التطورات العلمية العالمية.
-
قاعة المخطوطات والمصورات والمصغرات الفيلمية: تحتضن هذه القاعة كنوزًا معرفية لا تقدر بثمن، حيث تضم أكثر من 30,205 مصغرات فيلمية، وأكثر من 5,500 مصورة ورقية من مخطوطات عربية وإسلامية قديمة، مما يتيح للباحثين الاطلاع على التراث الفكري الغني للأمة.
-
قاعة الرسائل العلمية: توفر هذه القاعة للباحثين والطلاب فرصة الاطلاع على أحدث الأبحاث والدراسات في مختلف التخصصات، حيث تضم حوالي 9 آلاف رسالة جامعية لمرحلتي الماجستير والدكتوراه.
-
قاعة المكتبات الوقفية: تجمع هذه القاعة مجموعة قيمة من المكتبات الشخصية التي أوقفها عدد من العلماء والمفكرين، مثل الشيخ ناصر الدين الألباني، والشيخ صالح ابن حميد، وعبيد مدني، وعبدالله بن حمد الحقيل، ومحمد هاشم رشيد، وفيصل آل بديوي، حيث تضم أكثر من 45 ألف مجلد.
-
قاعة الدوريات: توفر هذه القاعة للباحثين فرصة متابعة أحدث التطورات في مختلف المجالات العلمية، حيث تضم 630 مجلة دورية محكمة وعلمية.
-
متحف المخطوطات والكتب النادرة: يضم هذا المتحف مجموعة فريدة من المخطوطات الأصلية القديمة والكتب النادرة التي لا تتوفر لها إصدارات حديثة، بالإضافة إلى كتب الثقافة والأدب بلغات مختلفة غير العربية، مما يجعله وجهة مميزة للباحثين والمهتمين بالتراث.
-
قاعات التدريب: توفر المكتبة قاعتين مجهزتين بشاشات تفاعلية كبيرة، لتلبية احتياجات التدريب وورش العمل المختلفة.
-
قاعة الإنترنت والمكتبة الرقمية: تتيح هذه القاعة لزوار المكتبة الاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الجامعة والمكتبة المركزية، بالإضافة إلى الوصول إلى قواعد المعرفة المختلفة، وعلى رأسها المكتبة الرقمية السعودية (SDL).
خدمات المكتبة المركزية
تسعى المكتبة المركزية في الجامعة الإسلامية إلى توفير أفضل الخدمات للطلاب والباحثين، وتشمل هذه الخدمات:
- الخدمات الإلكترونية الذاتية.
- خدمة خبير مصادر التعلم.
- خدمة الإرشاد والمساعدة.
- البحث الإلكتروني.
- خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة.
- الإعارة والإرجاع.
- خدمة التصوير الذاتي.
- خدمة حجز مقصورة بحثية.
- خدمة حجز قاعات التدريب.
وفي النهايه :
تظل المكتبة المركزية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة صرحًا علميًا وثقافيًا متميزًا، يسهم في إثراء المعرفة وخدمة الباحثين والطلاب. فهل ستستمر المكتبة في التطور ومواكبة التغيرات في عالم المعرفة، لتظل منارة علمية تضيء دروب الباحثين والأجيال القادمة؟











