المشاريع الكبرى في السعودية: رؤية 2030 الطموحة
تُمثل المشاريع الكبرى في السعودية مجموعة من المبادرات الضخمة التي أعلنت عنها الحكومة السعودية عقب إطلاق رؤية السعودية 2030. وتُعرف هذه المشروعات بالكبرى نظراً للميزانيات الهائلة التي رُصدت لها، والتي تصل إلى مليارات الريالات، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية، والتنموية، والاجتماعية، وتأثيرها الإقليمي والدولي.
وقد صُنفت هذه المشاريع ضمن رؤية السعودية 2030 بناءً على قطاعات متعددة، تشمل الطاقة، التطوير الحضري، السياحة، الثقافة، الإسكان، والرعاية الصحية.
مشاريع قطاع الطاقة في السعودية
تتضمن مشروعات قطاع الطاقة في المملكة ما يلي:
محطة تحلية بتقنية الامتصاص
تعتبر هذه المحطة إحدى المشروعات الرائدة في قطاع الطاقة السعودي، حيث بدأ العمل عليها في عام 2017. يهدف المشروع إلى تصميم، تحليل، اختبار، وتقييم نظام جديد لتحلية المياه، وتطويره محليًا عبر شراكات دولية. تعمل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على تقديم الدعم التقني للمؤسسة العامة لتحلية المياه، وذلك لبناء محطة تحلية متعددة التهجين والبلورة.
تجمع المحطة بين نظام التحلية والتبريد المشترك، ونظام بلورة الأملاح، مع ربطهما بمصدر طاقة متجدد في محطة التحلية الرئيسة بمدينة رابغ. تهدف هذه الجهود إلى تحقيق قطاع مياه مستدام، ينمي الموارد المائية ويصون البيئة، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة
يُعد مشروع مفاعل الأبحاث النووي من المشاريع الرائدة والأول من نوعه في المملكة. يساهم المشروع في تصميم وتطوير صناعة المفاعلات النووية في المملكة، وتطوير وتأهيل الكفاءات، وبناء الكوادر البشرية لتشغيل مفاعلات الطاقة، ونقل تقنياتها، تحقيقًا لرؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة المتجددة.
تم وضع مواصفات المفاعل وتصميمه من قبل كوادر وطنية شابة وخبرات من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبمشاركة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وبيوت خبرة عالمية.
مصنع إنتاج الألواح والخلايا الشمسية ومختبر الموثوقية
في إطار تعزيز أنظمة الطاقة المتجددة في المملكة، أنشأت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عام 2010 مصنعًا لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية. وفي عام 2018، دشن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المرحلة الثانية من المشروع، الذي يمثل تطبيقًا صناعيًا حقيقيًا لمخرجات البحث والتطوير في مجال الطاقة الشمسية.
أُنشئ أيضًا أول مختبر معتمد عالميًا لفحص كفاءة وموثوقية الألواح الشمسية، وتطوير معايير خاصة تناسب بيئة المملكة.
مشروع تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية
لمواجهة تحديات المياه وتوفيرها، بدأ تنفيذ المشروع ضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية، لاستغلال فرصة توفر الموارد الشمسية. دشن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المشروع في عام 2018، ويتكون من محطة فرعية لتحلية المياه باستخدام تقنيات التناضح العكسي، ومحطة فرعية لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الكهروضوئية الشمسية.
مشاريع قطاع التطوير الحضري في السعودية
تشمل مشروعات قطاع التطوير الحضري ما يلي:
مشروع نيوم
يعرف بـ “وجهة المستقبل”، وهو مشروع لإنشاء مدينة نموذجية، أُعلن عن إطلاقه في 24 أكتوبر 2017. يقع المشروع شمال غرب المملكة على مساحة 26,500 كم²، ويمتد بين ثلاث دول. يتميز نيوم بموقعه الاستراتيجي الذي يجعله نقطة التقاء تجمع المنطقة العربية وآسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا، حيث يمكن الوصول إليه في أقل من 4 ساعات من قبل 40% من سكان العالم.
يضم مشروع نيوم أربع مناطق رئيسية هي: جزيرة سندالة، وذا لاين، وتروجينا، وأوكساچون.
جزيرة سندالة
تم الإعلان عن مشروع جزيرة سندالة في عام 2022، وهي أولى الوجهات البحرية في نيوم للسياحة البحرية الفاخرة، وأحد أهم المشاريع الداعمة للاستراتيجية الوطنية للسياحة. تم تصميمها لتكون البوابة الرئيسة للرحلات البحرية في البحر الأحمر، وتقديم تجارب عالمية المستوى في الضيافة والترفيه. من المتوقع أن تبدأ الجزيرة في استقبال الزائرين في مطلع عام 2024.
ذا لاين
أُعلن عن مشروع “ذا لاين” في عام 2021، وتتميز هذه المدينة بتفردها وخلوها من الشوارع والسيارات، وبالتالي فهي خالية من الانبعاثات الكربونية. ستعتمد المدينة بالكامل على طاقة متجددة بنسبة 100%، وستكون 95% من مساحة نيوم طبيعة محمية.
ستبلغ مدينة ذا لاين 200 متر عرضًا، و170 كم طولًا، و500 متر ارتفاعًا فوق سطح البحر، وستحتضن 9 ملايين نسمة داخل مدينة ستُبنى على مساحة 34 كم² فقط.
تروجينا
تمثل تروجينا وجهة عالمية للسياحة الجبلية في نيوم، وأُعلن عنها في عام 2022. تقع في وسط نيوم على بعد 50 كم من ساحل خليج العقبة، وتتميز بمجموعة من أعلى القمم الجبلية في السعودية بارتفاع يصل إلى نحو 2,600 متر فوق سطح البحر.
تهدف تروجينا إلى استقطاب أكثر من 700 ألف زائر ونحو 7 آلاف نسمة من السكان الدائمين بحلول عام 2030.
أوكساچون
تُعد أوكساچون مدينة نيوم الصناعية، وأكبر تجمع صناعي عائم في العالم، وأُعلن عنها في عام 2021. تستهدف تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية، وفقًا لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل.
تقع أوكساچون في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول ميناء مُؤتمت، وهو ميناء متكامل ومركز للخدمات اللوجستية، ويقلل التصميم الثُّماني للمدينة من أي تأثيرات على البيئة.
مشروع القدِّيَّة
دُشن المشروع ووضع حجر أساسه في أبريل 2018، وهو أحد مشاريع صندوق الاستثمارات العامة المستلهمة من رؤية السعودية 2030. تمثل القدية العاصمة المستقبلية للترفيه والرياضة والفنون، وتتميز بالوصول السهل، والموقع الاستراتيجي، والمناظر الطبيعية المميزة، والمنطقة التاريخية، والأراضي الشاسعة المخصصة للمشروع.
تبلغ مساحة مشروع القدية 376 كم²، ويقع على مشارف الرياض، بينما تبلغ المساحة المقرر تطويرها 223 كم². يضم المخطط 10 أماكن رئيسة، تشمل منتجع الترفيه، ومنطقة الحركة والتشويق، ومركز المدينة، ومنطقة الطبيعة، ومنطقة الجولف والحي السكني، ومدرج الطائرات ومهابط الهليوكوبتر، والمشاريع المستقبلية، والمحور الأخضر، ونقطة الوصول، والمدخل الرئيس إلى القدية من طريق مكة العام.
تضم القدية ثلاثة قطاعات رئيسة: الترفيه، والرياضة، والفن، ويشتمل كل منها على عدد من المناطق المخصصة.
مشروع تطوير وادي الديسة
أُعلن عن إطلاق مشروع تطوير وادي الديسة في عام 2018، ويقع ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان. يهدف المشروع إلى المحافظة على البيئة والحياة الفطرية للوادي، واستثمار مقوماته السياحية. بحكم موقعه الجغرافي المتوسط لمشاريع نيوم ومشروع البحر الأحمر وأمالا والعلا، سيوفر خيارات سياحية إضافية.
تتميز منطقة وادي الديسة بتنوع أشكال الجبال والحواف الصخرية، وتوافر عيون المياه العذبة، واحتوائها على مواقع أثرية مختلفة.
مشروع وسط جدة
يُعد مشروع وسط جدة (نيو جدة داون تاون سابقًا) أحد المشاريع الضخمة التي أُعلن عنها في عام 2017، ضمن مجموعة مشاريع صندوق الاستثمارات العامة. بلغت نسبة الاستثمارات في المشروع 18 مليار ريال، ويهدف إلى إعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش جدة لتحويلها إلى منطقة حيوية ووجهة سياحية وسكنية وتجارية مميزة.
اعتمد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021 المخطط العام والملامح الرئيسة للمشروع، بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليار ريال.
مشروع بوابة الدرعية
يستهدف المشروع تطوير منطقة الدرعية التاريخية، وافتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام 2019. تهدف الخطة إلى جعل الدرعية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة والعالم، وتسليط الضوء على أكثر من 300 عام من الثقافة والتاريخ الأصيل للمملكة العربية السعودية.
يقع في قلب المشروع حي الطريف التاريخي المصنف من قبل اليونيسكو كموقع للتراث العالمي. يُسهم مشروع بوابة الدرعية في تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030.
مشروع تطوير العُلا
أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021 الرؤية التصميمية لمخطط “رحلة عبر الزمن”، وهو مخطط لتطوير العُلا. تهدف استراتيجية التطوير عند اكتمالها في عام 2035 إلى الإسهام بمبلغ 120 مليار ريال في الناتج المحلّي الإجمالي للمملكة.
يشتمل مخطط “رحلة عبر الزمن” على تطوير 5 مراكز ثقافية بحلول عام 2035، وهي: واحة البلدة القديمة، وواحة دادان، وواحة جبل عكمة، والواحة النبطية، ومدينة الحجر الأثرية. يضم المشروع أكثر من 15 مرفقًا، وأكثر من 5 آلاف غرفة فندقية، و10 ملايين م² من المساحات الخضراء والعامة، ووادي العلا الثقافي بطول 9 كم، وقطار العلا السياحي والصديق للبيئة على امتداد 46 كم.
حديقة الملك سلمان
يُعد مشروع حديقة الملك سلمان، الذي أُعلن عنه في عام 2019، وجهة بيئية متكاملة. أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضمن 4 مشاريع نوعية كُبرى في مدينة الرياض. يضم المشروع حدائق ومناطق خضراء وساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 9.3 ملايين م².
من المخطط أن تصبح حديقة الملك سلمان الرئة الخضراء لمدينة الرياض، حيث ستشكل أكبر حدائق المُدُن في العالم بمساحة تزيد على 16 مليون م².
مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة سبارك
تُعد مدينة الملك سلمان للطاقة سبارك، التي أُعلن عنها في عام 2018، منظومة عالمية صناعية في قلب سوق الطاقة. ستمثل المدينة مركزًا عالميًا للطاقة والصناعة والتقنية على مساحة 50 كم²، وتقع بين الدمام والأحساء في المنطقة الشرقية.
تُعد سبارك أيضًا المدينة الصناعية الأولى والوحيدة في العالم التي تحصل على شهادة الريادة (LEED) من الفئة الفضية في قطاع الطاقة والتصميم البيئي.
مشروع رؤى المدينة
أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2022 أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع رؤى المدينة في المنطقة الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف. يتماشى المشروع مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030.
يهدف المشروع إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والعمار والزوار بالمدينة المنورة، ويعتمد على آليات التخطيط الحضري الحديث والبنية التحتية المتطورة.
مشاريع القطاع السياحي في السعودية
تشمل مشروعات القطاع السياحي ما يلي:
مشروع البحر الأحمر
وجهة سياحية فاخرة، أُطلقت في يوليو 2017، وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي سيُمكن 250 مليون شخص من الوصول إليها بسهولة عن طريق مطار خاص في غضون ثلاث ساعات. يقع المشروع على طول الساحل الغربي للمملكة، ويمتد على مساحة 34 ألف كم²، ويضم أرخبيلًا يحتوي على نحو 90 جزيرة بكرًا، إضافة إلى طبيعة خلابة وجبال وأخاديد وبراكين خامدة وصحراء.
بحلول عام 2030، ستضم الوجهة 50 فندقًا تحتوي على 8 آلاف وحدة فندقية، وما يصل إلى ألف عقار سكني، ومطارًا دوليًا خاصًا بالوجهة.
مشروع أمالا
يُطلق على المشروع اسم “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو وجهة سياحية فخمة متركزة حول النقاهة والصحة والعلاج، أُطلقت في سبتمبر 2018. يقع المشروع على ساحل البحر الأحمر في محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية، ويتوسط مشاريع نيوم ومشروع البحر الأحمر.
من المتوقع الانتهاء من المشروع في عام 2028.
جزيرة كورال بلوم (جزيرة شُريرة)
من المشاريع السياحية الكبيرة التي أُطلقت الرؤية التصميمية لها في عام 2021. تُعد جزيرة شُريرة البوابة الرئيسة لمشروع البحر الأحمر، ومن المقرر أن تضم الجزيرة 11 منتجعًا وفندقًا يتولى تشغيلها عدد من علامات الضيافة العالمية.
جزيرة شٌورى
تُعد جزيرة شورى إحدى جزر مشروع البحر الأحمر، ومن المقرر أن تستقبل الزائرين في عام 2024. تضم الجزيرة 11 فندقًا ومنتجعًا من أرقى علامات الضيافة العالمية.
شركة السودة للتطوير
في عام 2021، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شركة السودة للتطوير في منطقة عسير باستثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال. تهدف الشركة المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة للاستثمار في البنية التحتية وتطوير قطاعي السياحة والترفيه.
مشاريع القطاع الثقافي في السعودية
تشمل مشروعات القطاع الثقافي ما يلي:
مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية
يمثل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية أحد المشاريع الرائدة في رؤية السعودية 2030. أُعلن عن المشروع في عام 2018، ويشمل تأهيل وترميم 130 مسجدًا تاريخيًا في مناطق متعددة من المملكة.
مشروع الرياض آرت
أُطلق في مارس 2019، ويهدف إلى تحويل العاصمة الرياض إلى معرض فني مفتوح، عبر تنفيذ نحو 1000 عمل ومَعْلم فني من إبداع فنانين محليين وعالميين في مختلف أرجاء الرياض.
مشروع المسار الرياضي
أُطلق في مارس 2019، ويهدف إلى أن تصبح الرياض مدينة رياضية تهيئ لسكانها كل الميادين والطرق والحدائق لممارسة الرياضة. يضم المشروع ثمانية مسارات تربط بين وادي حنيفة ووادي السلي، ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2027.
مشاريع قطاع الإسكان في السعودية
تشمل مشروعات قطاع الإسكان:
مشروع روشن
شكلت المشاريع الكبرى قطاع الإسكان حيث تم إنشاء روشن وهي شركة تطوير عقاري وطنية تهدف إلى تطوير أحياء سكنية بمعايير عالية الجودة تتناسب مع تطلعات المجتمع السعودي. وتعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق العقاري نتيجة الطلب المتزايد على قطاع الإسكان في المملكة، إلى جانب المساهمة في زيادة نسبة تملك الوحدات السكنية إلى 70% خلال الـ 10 أعوام المقبلة، تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030.
مشاريع الرعاية الصحية في السعودية
تشمل مشروعات الرعاية الصحية الكبرى:
برنامج الجينوم السعودي
يُعد برنامج الجينوم السعودي أحد مشاريع رؤية السعودية 2030 الرائدة لدعم التحول الوطني لاقتصاد قائم على الابتكار، ويهدف إلى الحد من الأمراض الوراثية باستخدام تقنيات الجينوم المتقدمة.
وفي النهايه :
تُجسد هذه المشاريع الطموحة رؤية المملكة العربية السعودية نحو مستقبل مزدهر ومستدام، وتؤكد التزامها بتحقيق التنمية الشاملة في مختلف القطاعات. يبقى السؤال: كيف ستنعكس هذه الاستثمارات الضخمة على حياة المواطنين السعوديين والاقتصاد الوطني على المدى الطويل؟
