المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية: جهود لحماية التنوع البيولوجي
المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية هي مناطق جغرافية مُخصصة للحفاظ على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى حماية النظم البيئية الطبيعية المتكاملة، وتخضع لإدارة جهات وآليات مُحددة.
مساحة المحميات الطبيعية في السعودية
تغطي المحميات الطبيعية في السعودية مساحة إجمالية تُقدر بنحو 16.86% من إجمالي مساحة المملكة.
تاريخ حماية الحياة الفطرية في السعودية
البدايات الأولى
في عام 1991م (1411هـ)، تم إعداد وثيقة منظومة وطنية للمحافظة على الحياة الفطرية والتنمية الريفية المستدامة في السعودية، مما وضع إطارًا شاملاً للجهود المستقبلية.
التشريعات الحديثة
في عام 2015م (1436هـ)، صدر نظام المناطق المحمية للحياة الفطرية، وتلاه في عام 2020م (1441هـ) نظام البيئة، الذي وسع نطاق حماية المناطق المحمية.
خطط التوسع
تتضمن المنظومة الحالية للمناطق المحمية اقتراح حماية 75 منطقة، تشمل 62 منطقة برية و13 منطقة ساحلية وبحرية، ويجري تحديث هذه المنظومة باستمرار لمواكبة المستجدات البيئية.
الجهات المعنية بحماية الحياة الفطرية
المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية
تأسس المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في عام 2019م (1440هـ)، وهو الجهة المسؤولة عن الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي في السعودية، وإدارة المناطق المحمية البرية والساحلية والبحرية (باستثناء المحميات الملكية)، وحماية وإنماء الحياة الفطرية الحيوانية والبحرية، وإعادة الأنواع المهددة بالانقراض إلى مواطنها الأصلية.
مجلس المحميات الملكية
تأسس مجلس المحميات الملكية بأمر ملكي في عام 2018م (1439هـ)، وهو مسؤول عن حماية وتطوير المحميات الطبيعية الملكية، من خلال الحفاظ على البيئة ومكوناتها الطبيعية، وإعادة توطين الحياة الفطرية، وتعزيز السياحة البيئية. ويتبع المجلس للديوان الملكي مباشرة.
عدد المحميات الطبيعية في السعودية
يبلغ عدد المحميات الطبيعية في السعودية حوالي 23 محمية، تتضمن:
- 8 محميات ملكية، لكل منها مجلس إدارة مستقل.
- 10 محميات طبيعية تابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
- 5 محميات تابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا.
إدارة وتشغيل المحميات
تُدار هذه المحميات بواسطة جهاز إداري وفني يتألف من مدير لكل محمية وفريق من المراقبين الميدانيين الذين يرصدون الحياة الفطرية ويمنعون المخالفات.
أول محمية في السعودية: محمية حرة الحرة
تعتبر محمية حرة الحرة أول محمية طبيعية في المملكة، حيث أُعلنت رسميًا في عام 1987م (1407هـ)، بمساحة قدرها 13,775 كم². وقد ضُمت لاحقًا إلى محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية.
الموقع والخصائص الجغرافية
تقع المحمية شمال غرب السعودية، وتمتد شرق وادي السرحان. يتكون سطحها من هضبة بركانية تضم صخور بازلتية سوداء وجبال بركانية منخفضة يتراوح ارتفاعها بين 800 و1150 مترًا فوق سطح البحر.
التنوع النباتي والحيواني
تتميز المحمية بتنوع الغطاء النباتي الذي يشمل نباتات معمرة وحولية، بالإضافة إلى أشجار الأثل والطرفا والعوسج والأرطى، وشجيرات وأعشاب حولية متنوعة. وتضم المحمية حيوانات مثل الأرنب البري، والذئب العربي، وظبي الريم، والثعلب الأحمر، والثعلب الرملي، والضبع المخطط، والجربوع، وعدة أنواع من الزواحف، بالإضافة إلى طيور كالحبارى، والكروان، والعقاب الذهبي، وأنواع مختلفة من القنابر والطيور المقيمة والمهاجرة.
أول محمية وطنية نموذجية: محمية عروق بني معارض
تُعد محمية عروق بني معارض أول محمية نموذجية في السعودية، حيث يطبق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية فيها التقنيات الحديثة مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) للمراقبة والدراسات البيئية، واستخدام الطاقة المتجددة، وتطبيق ضوابط الإصحاح البيئي، وتطوير السياحة البيئية، وإشراك المجتمع المحلي، واعتماد خطة إدارة متطورة.
مشاريع التأهيل والتدشين
في مارس 2021م (رجب 1442هـ)، دُشنت المشاريع التأهيلية للمحمية لتكون أول محمية وطنية نموذجية، وتم إطلاق عدد من الكائنات الفطرية ضمن البرنامج الوطني لإطلاق وإعادة توطين الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض. تضمن التدشين 7 مشاريع تشمل برامج التراث العالمي الطبيعي والمناطق الخضراء، والحماية والمراقبة باستخدام التقنية الحديثة، وإعادة توزيع نطاقات الحماية، وإعداد خطة تفصيلية للإصحاح البيئي، وآليات البحث العلمي والمراقبة الموجهة لحماية الحياة الفطرية، وبرنامج المشاركة المحلية والتوعية والتعليم البيئي، وخطة الرعي المستدام.
تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي لليونسكو
في سبتمبر 2023م (ربيع الأول 1445هـ)، أُعلن عن تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي لليونسكو، كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي في المملكة، وذلك خلال الدورة السنوية الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التي استضافتها الرياض.
الموقع والخصائص الجغرافية
تقع المحمية على الحافة الجنوبية الغربية لصحراء الربع الخالي، وتضم تشكيلات أرضية ومواطن فطرية مهمة، مثل الكثبان الرملية المرتفعة والهضبة الجيرية المتقطعة، وهي المحمية الوحيدة التي تقع في منطقة نجران.
تاريخ الإنشاء والتنوع البيولوجي
تأسست المحمية في عام 1993م (1413هـ)، وتعد أكبر المحميات التي يشرف عليها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها حوالي 12,787 كم². تصنف الحالة البيئية للمحمية بالجيدة، وتتميز بتنوع الحياة الفطرية النباتية والحيوانية التي تمثل البيئات القاحلة. تشمل النباتات المنتشرة الغضى والأثموم وأشجار الطلح والبان والحرمل والطرف والعشر، بينما تشمل الحيوانات الذئب والقط الرملي والثعلب الرملي والضبع المخطط والوبر والأرنب البري، والطيور مثل الحبارى والقطا والحجل والصرد الرمادي والرخمة المصرية وأنواع عدة من القنابر، بالإضافة إلى أنواع من الزواحف كالضب والورل.
جهود إعادة التوطين
كانت محمية عروق بني معارض آخر موطن في الجزيرة العربية شوهد فيه المها العربي عام 1979م (1399هـ). وفي عامي 1995م (1416هـ) و1996م (1417هـ)، نُفذ برنامج لإعادة توطين المها وظباء الريم والإدمي في المحمية، وقد تأقلمت هذه الحيوانات وتكاثرت طبيعيًا في بيئة المحمية.
محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا
تُعد محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا أول منطقة محمية تابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتخضع لالتزامات محددة وفق معايير عالمية، لتوفير الحياة الفطرية الملائمة وحماية المَواطن الطبيعية في المنطقة، والمحافظة على العناصر الطبيعية فيها.
الإطلاق والإدارة
أُطلقت المحمية في عام 2019م (1440هـ) من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتدار











