الرياض آرت: تحويل العاصمة إلى تحفة فنية عالمية
برنامج الرياض آرت، أحد أضخم مبادرات الفن العام على مستوى العالم، انطلق في عام 2019 برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض. يهدف هذا البرنامج الطموح إلى تحويل الرياض إلى معرض فني مفتوح يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وإثراء المشهد الثقافي، وإطلاق الطاقات الإبداعية، وتحفيز الاقتصاد الإبداعي في المدينة.
أهداف برنامج الرياض آرت
اعتمدت لجنة المشاريع الكبرى، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هذا البرنامج لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
- المساهمة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر من خلال إغناء حياة السكان والزوار بالفنون.
- وضع الرياض ضمن قائمة أفضل 100 مدينة عالمية، مما يعزز الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي للمدينة.
- ترسيخ مكانة الرياض كمدينة عالمية، لتصبح مركزًا إبداعيًّا وثقافيًّا نابضًا بالحياة.
يسعى البرنامج أيضًا إلى تهيئة بيئة فنية متكاملة في العاصمة، من خلال عرض أعمال فنية متنوعة لفنانين محليين وعالميين، وتمكين المواهب الوطنية والعالمية، وتعزيز القيم المجتمعية، والتفاعل الحضاري، وتبادل المعرفة، والتعاون الإبداعي في المجتمع.
يتضمن البرنامج 13 مشروعًا فنيًّا تغطي جميع أنحاء المدينة ومكوناتها الرئيسية، بالإضافة إلى فعاليات سنوية مثل احتفال نور الرياض وملتقى طويق للنحت.
مشاريع برنامج الرياض آرت
يهدف البرنامج إلى تحويل الأماكن العامة في الرياض إلى مساحات فنية، مما يتيح فرصًا للتعبير الفني ويشجع المشاركات الإبداعية من جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد الثقافي والإبداعي للمدينة.
يقدم البرنامج مجموعة متنوعة من الخيارات الفنية التي تناسب الجميع، ليكون مصدر إلهام يحفز الإبداع، ويهدف إلى جعل العاصمة معرضًا فنيًّا مفتوحًا يضم أكثر من 1,000 عمل فني في مرافقها وأحيائها، وذلك من خلال 13 مشروعًا متميزًا:
مشروع الفن العابر
يدمج الفن العام في شبكة ممرات وجسور المشاة في جميع أنحاء المدينة، مما يشجع السكان على استكشاف الرياض وتجربة الفن من منظور جديد. يهدف المشروع إلى تحويل نظام النقل المعتمد على المركبات الخاصة إلى نظام يعتمد على وسائل النقل العام، ويشجع المشاة وراكبي الدراجات على استخدام المترو للتنقل في مدينة تتحول إلى لوحة فنية إبداعية.
مشروع بوابات الرياض
عبارة عن سلسلة من البوابات الفنية الضخمة التي تقام على الطرق الرئيسية المؤدية إلى الرياض ومداخلها، لتعكس الهوية الثقافية للمدينة. تمثل هذه البوابات روح الرياض، حيث تمزج بين الفن والعمارة والإبداع كمكونات أساسية لمدينة عالمية نابضة بالحياة. يهدف المشروع إلى تطوير بوابات معاصرة ترحب بالمسافرين القادمين والمغادرين والمواطنين على حد سواء.
مشروع جواهر الرياض
يحول العاصمة إلى معرض فني مفتوح للفن العام المعاصر بالتعاون مع نخبة من الفنانين، ويضم 24 عملًا فنيًّا تجسد قدرة النحت المعاصر في تحويل المساحات إلى لوحات إبداعية. تصمم الأعمال الفنية بمعايير ومقاييس تتناسب مع كل موقع بهدف الارتقاء بجودة الأماكن العامة في الرياض، والاحتفاء بالتراث والثقافة.
مشروع حدائق المرح
يوفر مساحات تسهم في توفير بيئة صحية وحياة حضارية وحيوية لسكان الرياض. تتميز الملاعب بتصميم فني يعيد ابتكار عناصر اللعب التقليدية ومناطق الجلوس، وتحويل متنزهات الرياض والمساحات الخضراء إلى أماكن نابضة بالحياة ووجهات ملهمة تعليمية تحفز الإبداع وتدعم رفاهية المجتمع.
مشروع ساحات الفن
يضم أكثر من 4 أجنحة مع أعمال فنية تفاعلية في 8 مواقع مختلفة. يشتمل كل جناح على عمل فني رقمي واحد وبرنامج ثقافي، وسيكون عبارة عن مزيج من ورشة إنتاجية معززة بمعرض واستوديو للفنانين، إلى جانب فصول دراسية خارج حدود الجدران مع وجود مكاتب ومساحات للمحاضرات وورش العمل.
مشروع متنزه الفنون
عبارة عن حدائق توفر تجربة إبداعية ممتعة، وتعد أيقونة حدائق المنحوتات الفنية للقرن الحادي والعشرين. تتيح لسكان المدينة التأمل في مفاهيم الفن والتكنولوجيا والمشاركة البيئية، وخلق بيئة للفنون التفاعلية والمعاصرة خارج نطاق جدران المتاحف، ويمكن للجميع الوصول إليها للاستمتاع بتجربة إبداعية واسعة.
مشروع محطات الفن
يشمل أعمالًا فنية تقام في مترو الرياض ونظام المواصلات العامة لتوفير رحلات يومية ممتعة عند كل محطة. يدمج البرنامج الفن العام بالنسيج الأساسي لمترو الرياض ونظام المواصلات العامة وخط الحافلات السريع والبنية التحتية، بهدف إنشاء محطات جميلة ومميزة تضم أعمالًا وتداخلات فنية عامة لتقديم تجارب ورحلات ممتعة للركاب.
مشروع معلم الرياض
يمثل المعلم رمزًا مرئيًّا للتطلعات الثقافية ضمن رؤية 2030، وعصرًا جديدًا للعاصمة السعودية، كما يحفز الإبداع والحركة الفنية ويشجع التعبير عن الذات ويخلق ثقافة شاملة.
مشروع ميادين الفن
يشمل أعمالًا فنية عامة واسعة النطاق يتم توزيعها على تقاطعات الطرق والدوارات الرئيسة والجسور لتوفير تجربة تنقل يومية ممتعة. سلسلة ضخمة من التداخلات الفنية المميزة صممت لدعم التوجيه المروري للمشاة أثناء التجول في الرياض. سيدمج البرنامج الأعمال الفنية الموجودة في البنية التحتية الأساسية للمدينة، مثل الجسور، وتوزيعها على تقاطعات الطرق الرئيسة والسكك الحديدية، لتوفير تجربة تنقل يومية ممتعة لجميع سكان المدينة.
مشروع وادي الفن
مسارات فنية تدعو إلى استكشاف المدينة وأوديتها، وتشجع على ممارسة الأنشطة الخارجية في الهواء الطلق وتدعم الصحة والرفاهية. سيخلق مشروع وادي الفن مسارات فنية تمتد عبر الوديان والمدينة، وتتكون من المنحوتات الدائمة التي أبدعها فنانو طويق للنحت، وتشارك فيها السكان والزوار، وتعبر عن التكامل بين مشاريع الرياض آرت الفنية. سيوفر وادي الفن فرصًا لتجربة المناظر الطبيعية من جديد، واحتضان الحياة في الهواء الطلق وتشجيع الناس على التفاعل والاستكشاف.
مشروع جسور وادي الفن
أحد عناصر مشروع وادي الفن، حيث يرتكز على إضاءة المصممين والفنانين للجسور الرئيسة في جميع أنحاء المدينة بأحدث تقنيات فن الإضاءة، وتسليط الضوء على التكوين الهيكلي للوحاتهم الإبداعية على الجسر نفسه، باعتباره رابطًا ماديًّا واجتماعيًّا وعاطفيًّا يقدم تجارب مميزة وحيوية للجميع.
مشروع ملتقى طويق للنحت
يعد طويق للنحت حدثًا سنويًّا مهمًّا في مشهد الفن العالمي، إذ يلتقي في الرياض عدد من فناني النحت البارزين من المملكة العربية السعودية ومختلف دول العالم لتقديم أعمال فنية إبداعية في عرض حي مباشر، لتعرض أعمالهم في معرض فني مصاحب في عاصمة الفن الرياض. يسهم طويق للنحت في إيجاد منصة مجتمعية تعزز التبادل الثقافي من خلال برنامج تفاعلي يحتوي على ورش عمل وجلسات حوارية وزيارات مدرسية وجولات للنحت الحي.
مشروع احتفال نور الرياض
احتفال سنوي للضوء والفن على مستوى المدينة يعزز الإبداع ويدعم المواهب، ويحفز الاقتصاد الإبداعي في المملكة. يقدم الاحتفال تجارب مذهلة في مواقع متعددة من أنحاء العاصمة، ويُعد أكبر احتفالات فنون الضوء على مستوى العالم.
دعم برنامج الرياض آرت للفن والثقافة
يعكس الفن والثقافة روح المدينة، وهو الجانب الذي استند إليه برنامج الرياض آرت كمبادرة فنية تحول العاصمة بالكامل إلى لوحة فنية إبداعية ومعرض فني مفتوح، لإثراء الحياة، وتشجيع التعبير الإبداعي، ودعم الاقتصاد الثقافي للمدينة. من خلال برنامج الشراكة المجتمعية، ستنتقل ورش الفنانين إلى الأحياء السكنية في الرياض، لتوفير مساحات تدعو جميع المقيمين فيها إلى المشاركة لتطوير مواهبهم الإبداعية من خلال التعبير عنها بأعمال فنية.
مقومات برنامج الرياض آرت
يقوم الرياض آرت على أعمال ذات معايير جمالية عالية تجمع بين الأصالة والحداثة، ويسهم في إيجاد بيئة بصرية ملهمة لسكان الرياض وزوارها. يُعد البرنامج من المكونات الرئيسة للمدينة التي تحقق إثراء الحركة الفنية والإبداعية بالأنشطة والمشاريع، بما يجعل الرياض عاصمة ثقافية تجمع الفنانين ومحبي الفنون من داخل المملكة وخارجها، لتعزيز التبادل الحضاري والثقافي على مستوى الأفراد والمؤسسات.
إسهامات برنامج الرياض آرت
يخدم البرنامج أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال وجود الرياض في مصاف العواصم العالمية المتقدمة، ويرتقي بمفهوم جودة الحياة فيها، فضلًا عن الإسهام في تعزيز الاقتصاد الوطني عبر تنشيطه في مجالات السياحة والترفيه والثقافة، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية، وتطوير الكفاءات المبدعة وتمكينها.
وفي النهايه :
يعتبر برنامج الرياض آرت مبادرة طموحة وشاملة تهدف إلى تحويل مدينة الرياض إلى مركز ثقافي عالمي، من خلال دمج الفن في جميع جوانب الحياة الحضرية. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية المحلية وتبني أحدث الاتجاهات الفنية العالمية، وما إذا كانت هذه المبادرة ستنجح في إشراك جميع فئات المجتمع في العملية الإبداعية.
