تطور معارض الكتاب في السعودية: رحلة ثقافية عبر الزمن
تشكل معارض الكتاب في المملكة العربية السعودية جزءًا لا يتجزأ من المشهد الثقافي، حيث تمثل منصات حيوية لتبادل الأفكار والمعرفة، وتعزيز صناعة النشر. من خلال هذا المقال، نسلط الضوء على الخط الزمني لتطور هذه المعارض، بدءًا من نشأتها المتواضعة وصولًا إلى التوسع والانتشار الذي نشهده اليوم.
البدايات المتواضعة: انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب
1398هـ/1978م: النواة الأولى
في عام 1398هـ الموافق 1978م، شهدت الرياض انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي كان بمثابة النواة الأولى لمعارض الكتب في المملكة. تولت جامعة الرياض آنذاك (جامعة الملك سعود حاليًا) مسؤولية تنظيم المعرض والإشراف عليه، واستمرت في ذلك حتى عام 1424هـ/2004م. كانت هذه الفترة حاسمة في إرساء الأسس لمعارض الكتاب المستقبلية، وتعزيز الوعي بأهمية القراءة والثقافة.
التوسع والانتشار: معارض جديدة في مناطق مختلفة
1437هـ/2015م: إضافة جديدة في جدة
شهد عام 1437هـ/2015م حدثًا بارزًا بانطلاق معرض جدة الدولي للكتاب للمرة الأولى. تولت وزارة الثقافة والإعلام (آنذاك) مهمة تنظيم المعرض في أبحر الجنوبية، على مساحة تقدر بـ 20 ألف متر مربع. شارك في المعرض حوالي 440 دار نشر من 25 دولة حول العالم، وقدمت نحو مليون عنوان في مختلف العلوم والمعارف، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالثقافة والنشر في المملكة.
1443هـ/2022م: المدينة المنورة تنضم إلى الركب
في عام 1443هـ/2022م، انطلقت فعاليات معرض المدينة المنورة للكتاب للمرة الأولى، وهو أول معرض كتاب محلي يُطلق ضمن مبادرة معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت إشراف وزارة الثقافة. أقيم المعرض على مدى 10 أيام في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، مما يؤكد على التزام المملكة بتعزيز الثقافة في جميع مناطقها.
1444هـ/2023م: الشرقية تثري المشهد الثقافي
شهد عام 1444هـ/2023م إطلاق معرض المنطقة الشرقية للكتاب، الذي أقيم ضمن مهرجان الكُتّاب والقرّاء في المنطقة الشرقية بنسخته الأولى. أقيم المعرض تحت شعار “معرض، ثقافة، حضارة، فن”، في مركز معارض الظهران للمؤتمرات والفعاليات إكسبو، بشراكة ثقافية مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). شارك في المعرض 500 دار نشر محلية وإقليمية وعالمية، مما يعكس التنوع الثقافي الذي تسعى المملكة إلى تعزيزه.
1446هـ/2025م: جازان تفتح ذراعيها للكتاب
في عام 1446هـ/2025م، استضافت منطقة جازان النسخة الأولى من معرض جازان للكتاب، ضمن مبادرة معارض الكتاب في السعودية التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة. هذا الحدث يؤكد على التزام المملكة بتوسيع نطاق معارض الكتاب لتشمل جميع مناطق المملكة، وتعزيز القراءة و الثقافة في كل مكان.
وفي النهايه :
تعكس هذه الرحلة الزمنية التطور الكبير الذي شهدته معارض الكتاب في المملكة العربية السعودية، من بدايات متواضعة إلى انتشار واسع في مختلف المناطق. هذه المعارض لم تعد مجرد فعاليات لعرض الكتب، بل أصبحت منصات ثقافية شاملة تساهم في تعزيز الوعي والمعرفة، ودعم صناعة النشر، وتشجيع الحوار والتفاعل بين الثقافات المختلفة. فهل ستستمر هذه المعارض في التطور والازدهار، لتصبح علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي والعالمي؟









