تطورات جسر الجمرات عبر التاريخ: رحلة في خدمة الحجاج
جسر الجمرات، معلم أساسي في مشعر منى بمكة المكرمة، شهد على مر العقود سلسلة من التحسينات والتوسعات الهادفة إلى تسهيل أداء مناسك الحج وضمان سلامة الحجاج. من مجرد جسر بسيط إلى منشأة ضخمة متعددة الطوابق، يعكس تاريخ الجسر التزام المملكة العربية السعودية بتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
المراحل التاريخية لتطوير جسر الجمرات
1394هـ/1974م: البداية والتأسيس
في عام 1394هـ الموافق 1974م، أُنشئ جسر الجمرات في منى، ليشهد بعدها سلسلة من الأعمال التطويرية. تم توسعة الجسر بعرض بلغ 40 مترًا، مع إضافة مطلعين من الجهتين الشرقية والغربية لتيسير الوصول إليه.
1398هـ/1978م: إضافة المنحدرات الخرسانية
شهد عام 1398هـ الموافق 1978م إضافة منحدرات من الخرسانة، تعمل كمطالع ومنازل، إلى المستوى الثاني من الجمرات. وُضعت هذه المنحدرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى، لتسهيل حركة الحجاج بين المستويات المختلفة.
1402هـ/1982م: توسعة الجسر
في عام 1402هـ الموافق 1982م، جرت توسعة جديدة لجسر الجمرات، ليبلغ طوله 120 مترًا وعرضه 20 مترًا، مما ساهم في زيادة قدرته الاستيعابية.
1407هـ/1987م: توسعة شاملة
شهد عام 1407هـ الموافق 1987م توسعة كبيرة، حيث وصل عرض جسر الجمرات إلى 80 مترًا وطوله إلى 520 مترًا، لتصبح مساحته الإجمالية 57,600 متر مربع. هذه التوسعة مثلت نقلة نوعية في تصميم الجسر وقدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج.
1415هـ/1995م: تعديلات متنوعة
في عام 1415هـ الموافق 1995م، أُجريت تعديلات متنوعة على جسر الجمرات، مما أدخل الجسر مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، بهدف تحسين تدفق الحجاج وتقليل الازدحام.
1425هـ/2006م: تغيير البنية واستحداث المخارج
عام 1425هـ الموافق 2006م، شهد تغييرًا في بنية جسر الجمرات وتعديل الشواخص التي تتوسط مكان رمي الجمرات. تم استحداث مخارج مخصصة للطوارئ، بالإضافة إلى لوحات إرشادية بلغات الحجاج المختلفة للتحذير من التزاحم، وربط الشاشات واللوحات بمخيمات سكن الحجاج لتوعيتهم.
1430هـ/2009م: تحديثات وتوسعة إضافية
في عام 1430هـ الموافق 2009م، أُضيفت توسعة جديدة، ليبلغ طول الجسر 950 مترًا وعرضه 80 مترًا. تم تحديث الجمرات لتأخذ شكلها البيضاوي الحالي، مما ساهم في تحسين عملية الرمي وتقليل المخاطر.
1436هـ/2015م: توسعة الساحة الغربية
في عام 1436هـ الموافق 2015م، تم توسعة الساحة الغربية للجمرات بمساحة تصل إلى نحو 40,000 متر مربع من الجهة الشمالية. كان الهدف من هذه التوسعة هو استيعاب تجمعات الحجاج وتوفير مخرج مناسب لهم باتجاه مكة المكرمة، حيث أصبح عرض الساحة 70 مترًا وطولها يتراوح بين 800 و 1000 متر من نهاية مخرج الدور الثاني لمنشأة الجمرات الحديثة.
وفي النهايه:
إن رحلة تطوير جسر الجمرات تعكس جهودًا متواصلة لضمان سلامة وراحة الحجاج. من التوسعات الهندسية إلى التحسينات التنظيمية والتوعوية، يبقى السؤال مفتوحًا حول التحديات المستقبلية وكيفية مواكبة الزيادة المستمرة في أعداد الحجاج، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والكفاءة.











