مراحل تطور كسوة الكعبة المشرفة: من البدايات إلى مجمع الملك عبدالعزيز
تعتبر كسوة الكعبة المشرفة رمزًا من رموز الإسلام، وتاريخ صناعتها يمثل جزءًا هامًا من تاريخ الحرمين الشريفين. هذه المقالة تسلط الضوء على المراحل التاريخية التي مر بها مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، بدءًا من التأسيس وصولًا إلى العصر الحديث.
النشأة والتأسيس: حُلة سعودية في مكة
في عام 1346هـ الموافق 1927م، أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أمرًا بإنشاء دار خاصة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة في محلة أجياد بمكة المكرمة. كانت هذه الدار بمثابة النواة الأولى لصناعة الكسوة في العهد السعودي، حيث تم فيها صنع أول كسوة سعودية بالكامل في مكة المكرمة. هذه الخطوة تعكس الاهتمام المبكر من الدولة السعودية بالحرمين الشريفين ورعاية كل ما يتعلق بهما.
التطور والنقلة النوعية: من أجياد إلى جرول
في عام 1382هـ الموافق 1962م، شهدت صناعة كسوة الكعبة نقلة نوعية بانتقال المصنع من محلة أجياد إلى حي جرول في مكة المكرمة. هذا الانتقال كان جزءًا من خطة تطوير شاملة تهدف إلى تحسين جودة الإنتاج وزيادة الطاقة الاستيعابية للمصنع. بعد ذلك، في عام 1385هـ الموافق 1965م، تم إدخال الآلات الحديثة في عملية التصنيع، مما ساهم في تسريع وتيرة الإنتاج وتحسين جودة الكسوة.
عهد الفيصل: مصنع متكامل في أم الجود
في عام 1392هـ الموافق 1972م، أمر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في حي أم الجود بمكة المكرمة. هذا الأمر كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في تاريخ صناعة الكسوة، حيث تم تصميم المصنع الجديد ليكون متكاملًا وشاملًا لجميع مراحل الإنتاج. افتُتح المصنع الجديد في عام 1397هـ الموافق 1977م، ليضم أقسامًا متخصصة في الغزل والنسيج والتطريز والخياطة، مما جعله صرحًا صناعيًا متميزًا.
الإشراف والتطوير: من وزارة الحج إلى الرئاسة العامة
في عام 1414هـ الموافق 1993م، انتقل الإشراف على مصنع كسوة الكعبة المشرفة من وزارة الحج والأوقاف (وزارة الحج والعمرة حاليًا) إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حاليًا). هذا الانتقال يهدف إلى توحيد الجهود وتنسيق العمل بين مختلف الجهات المعنية بالحرمين الشريفين، مما يساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة.
عهد سلمان: مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة
في عام 1438هـ الموافق 2017م، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمرًا ملكيًا بتغيير اسم مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة. هذا التغيير يعكس التقدير للدور التاريخي للملك عبدالعزيز في تأسيس صناعة الكسوة، والتأكيد على استمرار هذا الإرث العظيم.
وفي النهايه :
إن تاريخ مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة يمثل قصة تطور واهتمام مستمر من قِبل قادة المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين. من دار بسيطة في أجياد إلى مجمع متكامل في أم الجود، تعكس هذه المراحل التزامًا راسخًا بالحفاظ على قدسية الكعبة المشرفة وتقديم أفضل الخدمات لزوارها. فهل سيشهد المستقبل المزيد من التطورات في صناعة كسوة الكعبة، وكيف ستواكب هذه الصناعة التطورات التقنية الحديثة؟











