توسعات المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ: رؤية شاملة
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا بالغًا بالحرمين الشريفين. وعلى مر العقود، حظي المسجد النبوي بتوسعات متتالية، شملت تطوير بنيته المعمارية، وزيادة عدد الأبواب والمآذن، وضم المناطق المحيطة، وتحديث الساحات بتظليلها وتوفير المرافق الخدمية. نستعرض فيما يلي أبرز هذه التوسعات التاريخية.
التوسعة السعودية الأولى (1368هـ/1949م)
في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، أُعلنت التوسعة السعودية الأولى، والتي بدأت بالاستحواذ على المباني المجاورة للحرم وهدمها، مما أضاف 6,024 مترًا مربعًا إلى مساحة المسجد النبوي، ليصل إجمالي المساحة إلى حوالي 16,548 مترًا مربعًا.
التوسعة السعودية الثانية (1375هـ/1956م)
استُكملت أعمال التوسعة والتطوير في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، حيث جرى إزالة ثلاث مآذن قديمة واستبدالها بمئذنتين جديدتين، ليصبح للمسجد أربع مآذن. كما زاد عدد الأبواب إلى عشرة، وتميز المسجد بهيكل خرساني وأسقف خشبية مزخرفة وأرضيات من الرخام الفاخر.
إضافة مصلى مظلل (1395هـ/1975م)
أصدر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمرًا بإزالة المباني الواقعة غرب المسجد، لتهيئة المنطقة للصلاة، وإنشاء مصلى مظلل بمساحة 40,550 مترًا مربعًا، يضم 80 مظلة لتوفير الراحة للمصلين.
توسعة أرض سوق القماشة (1397هـ/1977م)
في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، أُضيفت أرض سوق القماشة – بعد تعرضه لحريق – إلى مساحة المسجد، مما أضاف 43 ألف متر مربع. هذا الميدان الواسع والمظلل خُصص جزء منه كمواقف للسيارات لخدمة الزوار.
التوسعة السعودية الثانية (1405هـ/1985م)
بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، بدأت التوسعة السعودية الثانية، والتي شملت الجهات الشرقية والغربية والشمالية للمسجد. أُضيفت مساحة قدرها 82,000 متر مربع، بالإضافة إلى ساحات تحيط بالمسجد بمساحة إجمالية قدرها 23,500 متر مربع، لتصل المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف إلى 98,500 متر مربع، مما زاد الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 650,000 مصلٍّ، ومليون مصلٍّ في أوقات الذروة. كما زاد عدد مداخل المسجد إلى 41 مدخلًا، وأُضيفت ست مآذن، ليصل مجموعها إلى عشر مآذن.
التوسعة السعودية الثالثة (1433هـ/2012م)
انطلقت التوسعة السعودية الثالثة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتُعد الأكبر في تاريخ المسجد النبوي. هذه التوسعة تمت على ثلاث مراحل، حيث تتسع المرحلة الأولى لما يزيد على 800 ألف مصلٍ، وتشمل المرحلتان الثانية والثالثة توسعة ساحات الحرم لتتسع لـ 800 ألف مصلٍ إضافي.
استكمال التوسعة السعودية الثالثة (1436هـ/2015م)
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، استُكملت التوسعة السعودية الثالثة، وتوسعت الساحات الغربية للمسجد النبوي لتستوعب قرابة 80 ألف مصلٍ.
إضافة المظلات وتوسعة الساحات
وجه خادم الحرمين الشريفين بإضافة 68 مظلة في الساحات الشرقية ليصل عددها إلى 250 مظلة، تغطي مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد من جهاته الأربع.
مشاريع التطوير المستمرة
أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز باستكمال مشروع توسعة المسجد النبوي والمنطقة المركزية والعناصر المرتبطة بها، بما في ذلك توسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به.
استكمال مراحل التوسعة (1438هـ/2017م)
استُكملت بقية مراحل مشروع التوسعة على مساحة 1,020,500 متر مربع، شاملة البناء المسقوف والساحات، بالإضافة إلى تنفيذ المبنى الإضافي من الجهة الشرقية على مساحة 82,000 متر مربع. كما تم تركيب السلالم والمصاعد الكهربائية لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تقديم خدمات مميزة لقاصدي الحرمين الشريفين، وذلك تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.
وفي النهايه:
شهد المسجد النبوي الشريف على مر العصور توسعات كبيرة، بدءًا من عهد الملك المؤسس وصولًا إلى عهدنا الحاضر، مما يعكس حرص القيادة السعودية على توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. هذه التوسعات لم تقتصر على زيادة المساحة، بل شملت تطويرًا شاملًا للبنية التحتية والمرافق، لضمان راحة وسلامة الزوار. فهل ستشهد الأعوام القادمة المزيد من التطويرات التي تعزز من مكانة المسجد النبوي كمنارة إسلامية عالمية؟











