مهرجان أفلام السعودية: نظرة على مسيرة الإبداع السينمائي
منذ انطلاقته الأولى، أضحى مهرجان أفلام السعودية منصة تحتفي بالإبداع السينمائي المحلي، وتواكب تطورات صناعة الأفلام في المملكة. دعونا نتتبع سويًا مسيرة هذا المهرجان، محطّةً بعد محطّة، لنستكشف أبرز محطاته وتحولاته.
الدورات السابقة لمهرجان أفلام السعودية
مهرجان أفلام السعودية 2008
في الخامس عشر من جمادى الأولى عام 1429هـ، الموافق 20 مايو 2008م، انطلقت فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الأفلام السعودية. استمرت هذه الدورة لمدة خمسة أيام، بتنظيم مشترك بين الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والنادي الأدبي بالدمام.
تميزت النسخة الأولى بعقد ندوات وورش عمل متخصصة في صناعة السينما، بالإضافة إلى عرض مجموعة متنوعة من الأفلام التي لم تدخل المنافسة الرسمية. استقطب المهرجان في ذلك الوقت المهتمين بالسينما والمواهب الفنية السعودية الواعدة.
مهرجان أفلام السعودية 2015
في الأول من جمادى الأولى 1436هـ، الموافق 20 فبراير 2015م، بدأت الدورة الثانية من المهرجان، بتنظيم من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام. جمعت هذه الدورة صانعي الأفلام من مختلف المستويات، من الهواة إلى المحترفين، وعرضت أعمالًا جديدة ومتنوعة من جميع أنحاء المملكة.
مهرجان أفلام السعودية 2016
انطلقت الدورة الثالثة من مهرجان أفلام السعودية في 15 جمادى الآخرة 1437هـ، الموافق 24 مارس 2016م، واستمرت لمدة خمسة أيام.
شهدت هذه النسخة إطلاق “سوق الإنتاج” لأول مرة، وهو لقاء يهدف إلى تسهيل التواصل بين منتجي الأفلام ومناقشة قضايا التمويل. أسفر هذا اللقاء عن تبني نصوص مختارة وتقديم الدعم اللازم لها. كما أقيمت ثلاث ورش عمل حول فن التمثيل في السينما، والإنتاج الإبداعي، والتصوير السينمائي.
مهرجان أفلام السعودية 2017
أُقيمت الدورة الرابعة من المهرجان في 28 جمادى الآخرة 1438هـ، الموافق 27 مارس 2017م، واستمرت لمدة خمسة أيام. شارك مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في تنظيم هذه الدورة لأول مرة، بالتعاون مع الجمعية العربية للثقافة والفنون.
في هذه النسخة، جرى تغيير أسماء الجوائز، حيث استُبدلت جائزة النخلة الذهبية باسم “الجائزة الكبرى، النخلة الذهبية”، وأُلغيت جوائز النخلة الفضية والبرونزية، واستُحدثت جوائز جديدة تُمنح لعناصر أخرى في الأفلام المشاركة.
مهرجان أفلام السعودية 2019
بدأت الدورة الخامسة من المهرجان في 14 رجب 1440هـ، الموافق 21 مارس 2019م، واستمرت ستة أيام. نظّم المهرجان فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء.
تميزت هذه النسخة بإقامة ورش عمل متخصصة وحلقات نقاش مع مهتمين في صناعة السينما. كما استضاف متخصصين من شركات الإنتاج والتوزيع، للقاء بصانعي الأفلام في مبادرة سوق الإنتاج.
مهرجان أفلام السعودية 2020
أقيمت الدورة السادسة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء في الفترة ما بين 13-18 محرم 1442هـ، الموافق 1-6 سبتمبر 2020. بسبب جائحة فيروس كورونا، عُقدت الفعاليات عبر الإنترنت. نظّمت جمعية الثقافة والفنون بالدمام المهرجان، بدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.
برزت “جائزة اختيار الجمهور” في هذه الدورة، حيث أتيح للجمهور التصويت لفيلم واحد من الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام الطلبة، للفوز بجائزة مالية.
مهرجان أفلام السعودية 2021
أقيمت الدورة السابعة من المهرجان في الفترة ما بين 21-27 ذو القعدة 1442هـ، الموافق 1-7 يوليو 2021م. نظّمت جمعية الثقافة والفنون بالدمام المهرجان، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء.
مهرجان أفلام السعودية 2022
بدأت الدورة الثامنة من المهرجان في الفترة ما بين 3-10 ذو القعدة 1443هـ، الموافق 2-9 يونيو 2022م. نظّمت جمعية السينما المهرجان لأول مرة، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة. اختِيرت هوية السينما الشعرية لتكون المحور الرئيس لندواته.
أعلن مهرجان أفلام السعودية 2022 عن استحداث جوائز جديدة في فرع مسابقة السيناريو غير المنفذ، باسم جائزة غازي القصيبي لأفضل سيناريو عن رواية سعودية، وجائزة في مسابقة الأفلام القصيرة لأفضل فيلم خليجي.
مهرجان أفلام السعودية 2023
بدأت الدورة التاسعة من المهرجان تحت تنظيم جمعية السينما بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء، وبدعم من وزارة الثقافة ممثلةً في هيئة الأفلام تحت محور الكوميديا، في الفترة ما بين 23 شوال-1 ذو القعدة 1444هـ، الموافق 2-9 مايو 2023م. استعرض المهرجان 78 فيلمًا، ضمن 48 مجموعة عرض و4 مجموعات مخصصة للأطفال، إضافة إلى إتاحة مشاهدة ثمانية أفلام عبر أجهزة الواقع الافتراضي.
وفي النهايه:
يُظهر الخط الزمني لمهرجان أفلام السعودية تطورًا ملحوظًا في الاهتمام بصناعة السينما السعودية. من دورته الأولى المتواضعة إلى دوراته الأخيرة التي شهدت شراكات مع مؤسسات كبرى واستحداث جوائز جديدة، يظل المهرجان محفزًا للإبداع ومنصة مهمة لصانعي الأفلام السعوديين. فهل سيستمر المهرجان في التطور والازدهار، وهل سيساهم في تحقيق رؤية المملكة في أن تصبح مركزًا إقليميًا للإنتاج السينمائي؟









