تاريخ مسجد قباء: مراحل التوسعة والتطوير عبر الزمن
مسجد قباء، أول مسجد بُني في الإسلام، يحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، وقد شهد عبر العصور العديد من التوسعات والتجديدات التي تهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين والحفاظ على هذا المعلم التاريخي الهام. فيما يلي عرض لتاريخ توسعة مسجد قباء عبر الزمن، بدءًا من عهد الملك فيصل وحتى العصر الحالي.
ترميم وتوسعة في عهد الملك فيصل (1388هـ/1968م)
في عام 1388هـ الموافق 1968م، أمر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بترميم مسجد قباء وتجديد جدرانه الخارجية، كما أمر بزيادة مساحة المسجد من الجهة الشمالية، مما ساهم في تحسين وتوسيع المسجد لاستقبال المزيد من المصلين.
إعادة البناء في عهد الملك فهد (1405هـ/1984م)
في عام 1405هـ الموافق 1984م، أمر الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بإعادة بناء مسجد قباء ومضاعفة مساحته، مع التأكيد على المحافظة على المعالم التراثية للمسجد بدقة. تم هدم المبنى القديم، وضُمت إليه أراضٍ مجاورة من جميع الجهات الأربع لإنشاء مبنى جديد أكبر وأكثر استيعابًا.
الانتهاء من التوسعة في عهد الملك فهد والافتتاح (1407هـ/1986م)
في عام 1407هـ الموافق 1986م، انتهت أعمال التوسعة التي أمر بها الملك فهد بن عبدالعزيز، وتم بناء المسجد بالتصميم القديم نفسه، ثم افتُتح المسجد بحلته الجديدة والمساحة الموسعة، مما عزز من قدرته على استقبال الزوار والمصلين.
مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء (1443هـ/2022م)
في عام 1443هـ الموافق 2022م، أُطلق مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به. تعتبر هذه التوسعة الأكبر في تاريخ المسجد، حيث تهدف إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد إلى 50 ألف متر مربع، أي عشرة أضعاف مساحته الحالية، وزيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى 66 ألف مُصلٍ. يشمل المشروع أيضًا تطوير وإحياء المواقع التاريخية المحيطة بالمسجد، لتشمل 57 موقعًا تغطي عددًا من الآبار والمزارع والبساتين، وتربط ثلاثة مسارات نبوية.
وفي النهايه :
إن توسعة مسجد قباء وتطويره عبر العصور يمثل اهتمامًا بالغًا من قادة المملكة العربية السعودية بالحفاظ على هذا المعلم الإسلامي البارز وتطويره، لخدمة المسلمين وتوفير أفضل الظروف للعبادة والزيارة. فهل ستشهد الأعوام القادمة المزيد من التطويرات التي تعزز من مكانة هذا المسجد التاريخي؟
