الحياة البرية المهددة بالانقراض في السعودية: نظرة شاملة
تواجه الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في السعودية خطرًا وجوديًا، حيث تتأثر الفصائل النادرة بالتغيرات البيئية، والصيد غير المشروع، والتوسع العمراني الذي يهدد موائلها الطبيعية. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تراجع ملحوظ في أعدادها، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لحمايتها.
وسعياً لتحقيق التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي، قامت المملكة العربية السعودية بجهود مكثفة لزيادة المناطق المحمية. ففي عام 2022، بلغت نسبة المناطق المحمية 16.2% من الأراضي البرية و5.5% من المناطق البحرية، وتطمح المملكة إلى رفع هذه النسب إلى 22% و24% على التوالي بحلول عام 2025، والوصول إلى 30% بحلول عام 2030.
تشمل قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في السعودية النمر العربي، والمها العربي، وظبي الرمال، وظبي الجبال (الإدمي)، والوعل، والنعام. تعيش هذه الحيوانات في مجموعات صغيرة معزولة، وتمتد بعضها إلى دول مجاورة، مثل النمر العربي الذي توجد أعداد قليلة منه في منطقة الخليج العربي.
الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في السعودية
وفقًا لإحصاءات المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لعام 2021، تضم السعودية حوالي 86 نوعًا من الثدييات، و28 نوعًا من الخفافيش، و22 نوعًا من القوارض، و12 نوعًا من اللواحم، بالإضافة إلى قرد الرباح، وأربعة أنواع من الظلفيات، بما في ذلك المها العربي، وهو النوع الوحيد من بقر الوحش في السعودية. كما تم تسجيل 44 نوعًا من السحالي و55 نوعًا من الثعابين.
وتشير نظرية تراكم التكييفات إلى أن بعض الحيوانات تخضع لتعديلات جينية تؤدي إلى انخفاض أعدادها وتغيير مواقع استيطانها. مثال على ذلك، القط البري الذي تأقلم مع الظروف البيئية في براري السعودية.
فصائل الثدييات المهددة بالانقراض
واجهت خمسة أنواع من الثدييات المحلية خطر الانقراض، وهي: المها العربي، وظبي الرمال، وظبي الجبال (الإدمي)، والوعل، والنعام. كما تشير إحصاءات صندوق النمر العربي إلى تناقص أعداد النمور العربية في البرية، والتي تُقدر أعدادها في السعودية بين 50 و150 نمرًا.
الطيور النادرة المهددة بالانقراض
تشمل الطيور المهددة بالانقراض في السعودية: طائر العقعق العسيري، والحمامة الخضراء التي تعيش في الأودية والمزارع والغابات الكثيفة، وطائر الأكوع الذي يتميز بتغريده الجميل ولونه الرمادي مع مسحة سوداء في الرأس والعنق وبقعة صفراء تحت الذيل. بالإضافة إلى ذلك، هناك السنونو، والقمري، والأهيم (أبو معول)، والنسر الأذون (العيزاء)، والحدأة، ونقار الخشب (صانع الطير)، ونورس أبيض العين، والأبله البني (Anous stolidus)، والبلشون الرمادي.
حيوانات أخرى تواجه خطر الانقراض
من بين الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض أيضًا: الوعل الجبلي، والوشق (المخنق)، والتفث (غرير العسل)، والظربان، والضبع (جعار).
جهود السعودية العالمية للمحافظة على الحيوانات المهددة بالانقراض
في عام 2002، انضمت السعودية إلى اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الأحيائي، والتزمت بتحقيق أهداف آتشي التي تدعو إلى حماية 17% من مساحة كل دولة كمحميات برية. وقد أنشأت السعودية 15 محمية طبيعية، وست محميات ملكية في عام 2018، بالإضافة إلى محمية الملك خالد الملكية (2019) ومحمية الإمام فيصل بن تركي الملكية (2023) التي تمتد في مناطق عسير وجازان ومكة المكرمة، ليصل إجمالي مساحة المحميات الملكية إلى حوالي 300 ألف كيلومتر مربع.
صندوق النمر العربي: دعم للحماية
تأسس صندوق النمر العربي في عام 2019 بميزانية أولية قدرها 25 مليون دولار، وهو أكبر صندوق من نوعه في العالم مخصص لحماية النمر العربي. وفي نفس العام، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن ولادة صغيرين للنمر العربي ضمن برنامج التربية والإكثار. ويحتفظ مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بـ 27 نمرًا عربيًا، بينها ثلاث إناث.
حماية الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في السعودية
تتضمن المشاريع الاستراتيجية للمملكة زيادة عدد المحميات لتصل إلى 30% من مساحة السعودية البرية والبحرية، مما يعزز التنوع الأحيائي والتوازن البيئي.
تحديثات في منظومة حماية الحياة الفطرية
تشمل التحديثات الجديدة في منظومة حماية الحياة الفطرية مقترحًا لحماية 62 منطقة برية و13 منطقة ساحلية. سيدير المركز الوطني لحماية الحياة الفطرية 35 محمية منها، بينما ستُدار البقية من قِبل جهات حكومية أخرى.
دور المحميات الملكية في الحماية
طبقت محمية الملك سلمان الملكية نظامًا بيئيًا حافظ على بعض أنواع الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، بعد جمع بيانات الحياة الفطرية لفهم الأخطار التي تؤدي إلى انقراضها. وفي عام 2022، أطلقت المحمية 170 حيوانًا نادرًا، مثل المها العربي، في منطقة مفتوحة شمال غربي السعودية، بالإضافة إلى تعزيز أعداد ظباء الريم والوعول الجبلية.
وفي نفس العام، أطلقت محمية الملك خالد الملكية 50 حيوانًا مهددًا بالانقراض، شملت 20 من المها الوضيحي و30 من ظباء الريم.
حماية الحيوانات المهددة بالانقراض قانونيًا
صدر نظام البيئة في عام 2020 بمرسوم ملكي وقرار من مجلس الوزراء السعودي، ويحتوي على 49 مادة تهدف إلى حماية البيئة وتنميتها واستدامتها. وفي عام 2021، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة بدء تنفيذ اللائحة التنفيذية لصيد الكائنات الفطرية البرية في السعودية.
أهداف نظام البيئة
يهدف نظام البيئة إلى الالتزام بالمبادئ البيئية وتنظيم قطاع البيئة والأنشطة والخدمات المتعلقة به. ودعا النظام الجهة المختصة إلى تحديد أنواع الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض التي يُحظر قتلها أو صيدها أو الاتجار بها. كما حظر النظام الاتجار بالكائنات الفطرية أو منتجاتها ومشتقاتها، ووضعها في أماكن مُتحكَّم فيها، أو استخدامها في العروض والفعاليات، واستيرادها أو تصديرها أو إعادة تصديرها، وقتل الكائنات الفطرية الحيوانية الحية أو إيذاؤها وصيدها.
العقوبات والمخالفات
حدد نظام البيئة عقوبات على من يقتل كائنات فطرية حيوانية حية، تصل إلى السجن عشر سنوات وغرامة 30 مليون ريال.
اللائحة التنفيذية للصيد
تهدف اللائحة التنفيذية لصيد الكائنات الفطرية البرية في السعودية إلى حماية الحياة الفطرية، والحد من الصيد الجائر، وتنظيم أنشطة الصيد، وإتاحة منافذ لهواة الصيد لممارسة هواياتهم بطريقة سليمة وآمنة، مع توفير فرص استثمارية للقطاع الخاص.
جدول الغرامات
حددت اللائحة جدول الغرامات لمخالفات أحكام نظام البيئة، والتي تشمل: صيد الحيوانات المحظورة، والصيد دون ترخيص أو مخالفة أماكن وأوقات الصيد، أو عرض وبيع الكائنات المصيدة دون ترخيص، أو استخدام الأسلحة والأدوات المحظورة في الصيد.
وفي النهايه :
إن مستقبل الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في السعودية يعتمد على تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمؤسسات البيئية والمجتمع. فهل ستنجح هذه الجهود في تحقيق التوازن البيئي المنشود وحماية هذه الكائنات للأجيال القادمة؟
