الحمامة الزيتونية الإفريقية: نظرة على الحياة الفطرية والتكاثر في السعودية
تعتبر الحمامة الزيتونية الإفريقية (Columba Arquatrix) من الطيور النادرة المستوطنة والمتكاثرة في مناطق محدودة. وتشتهر بوجودها في المرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة العربية السعودية، خاصة في جبال السودة ومحمية ريدة ضمن جبال السروات.
أماكن انتشار الحمامة الزيتونية في السعودية
تتواجد الحمامة الزيتونية الإفريقية بشكل خاص في مرتفعات عسير، جنوب غربي المملكة، حيث تحتضن جبال السودة هذه الطيور على ارتفاع يزيد عن 3,000 متر فوق سطح البحر. وتتميز هذه المنطقة بتنوعها البيئي، وأجوائها الممطرة، وشتاءها المعتدل البرودة، مما يجعلها بيئة مثالية لغابات العرعر التي تشكل جزءًا أساسيًا من غذاء الحمامة.
محمية ريدة: ملاذ آمن
كما تم رصد هذا الطائر في محمية ريدة، الواقعة ضمن جبال السروات جنوب غربي السعودية. وتتميز المحمية بغطاء نباتي كثيف وتنوع أحيائي غني، حيث تنمو فيها نباتات متنوعة مثل العرعر، والطلح، والصبار، مما يوفر بيئة مناسبة لتكاثر الحمامة الزيتونية الإفريقية.
التكاثر في الأراضي السعودية
تتكاثر الحمامة الزيتونية الإفريقية في الأراضي السعودية، ويقدر عدد الأزواج المتكاثرة منها بحوالي 80 زوجًا سنويًا، مما يجعلها جزءًا حيويًا من التنوع البيولوجي في المنطقة.
الحياة الفطرية للحمامة الزيتونية الإفريقية
تعتبر الحمامة الزيتونية الإفريقية من الطيور المهددة بالانقراض إقليميًا. وتفضل العيش منفردة أو في أزواج، ويتكون نظامها الغذائي بشكل أساسي من الزيتون البري، ونبات العرعر، بالإضافة إلى بعض أنواع البذور والأشجار الأخرى. كما تتغذى أيضًا على الحشرات واليرقات، وتنشط خلال النهار. يتراوح حجمها بين 38 و41 سم، ويتراوح وزنها ما بين 269 و429 جرامًا.
نظام تكاثر الحمامة الزيتونية الإفريقية
تعتمد الحمامة الزيتونية الإفريقية نظام التزاوج الأحادي، حيث يقوم الذكر بتجهيز مواد العش وتجلبها الأنثى. ويتكون العش من قاعدة قليلة العمق مكسوة بالأغصان ومبطنة بورق الشجر وبألياف نباتات متسلقة. وعادة ما يُبنى العش على ارتفاع يتراوح بين 6 و9 أمتار، وأحيانًا من متر واحد إلى 15 مترًا ضمن تشعب أو جانب فرع شجرة مورقة.
دورة حياة التكاثر
تحضن الأنثى بيضة واحدة لمدة 20 يومًا، وتبلغ مدة التعشيش 19 أو 20 يومًا، وتكون الحضنة مفردة، مما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذا النوع النادر.
وفي النهايه :
تعتبر الحمامة الزيتونية الإفريقية جزءًا لا يتجزأ من التنوع البيولوجي في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في المناطق الجنوبية الغربية. يظهر من خلال انتشارها في جبال السودة ومحمية ريدة أهمية هذه المناطق في توفير البيئة المناسبة لتكاثرها وبقائها. ومع ذلك، تواجه هذه الحمامة تحديات كبيرة تهدد بقاءها، مما يستدعي تضافر الجهود لحمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة. هل يمكن للمحميات الطبيعية أن تكون كافية لضمان استمرار هذا النوع النادر، أم أن هناك حاجة إلى استراتيجيات أكثر شمولية؟