اكتشاف الثقوب الزرقاء في السعودية: كنوز جيولوجية وبيئية فريدة
تُعد الثقوب الزرقاء في السعودية تكوينات جيولوجية وبيئية استثنائية، وهي عبارة عن فجوات دائرية مغمورة بالمياه تقع في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، قبالة سواحل المملكة العربية السعودية الجنوبية. تم اكتشاف هذه الثقوب في عام 2022 (1443هـ) خلال رحلة علمية استكشافية تحت اسم “رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر”، وكشفت عن وجود 20 ثقبًا أزرق فريدًا من نوعه.
نشأة وتكوين الثقوب الزرقاء
تُصنف الثقوب الزرقاء كتكوينات جيولوجية نادرة على مستوى العالم. اكتُشفت لأول مرة في عام 1971 (1391هـ)، وسرعان ما برزت كظاهرة فريدة وموقع هام لهواة رياضة الغوص. تتكون الثقوب الزرقاء المكتشفة في السعودية من حلقات من الشعاب المرجانية التي يمكن رؤيتها بوضوح من سطح البحر، وتظهر بهيئة أسطوانية تحت الماء. كشفت المسوحات الميدانية الأولية لثقبين منها أن أعماقها تتراوح بين 700 و 900 متر.
التنوع البيولوجي والجيولوجي
تزخر الثقوب الزرقاء بتنوع جيولوجي كبير، خاصةً مع وجود أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية الصحية. تتميز هذه الثقوب بقطرها الدائري الكبير وحجمها الهائل، وتستضيف مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، بما في ذلك الأسماك، والشعاب المرجانية، والإسفنج، والسلاحف. يظهر لونها أزرق داكن نتيجة انكسار أشعة الشمس في محيط الفجوة وانعكاسها من الأعماق.
النظام البيئي الفريد للثقوب الزرقاء
أظهرت الاكتشافات العلمية وجود مجموعات من الدلافين استوطنت هذه الثقوب، واتخذتها ملاذًا آمنًا من المفترسات البحرية. يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية حاليًا على رسم خريطة تفصيلية وتحديد النظم البيئية للثقب الأزرق في البحر الأحمر. تتضمن هذه الجهود إجراء أبحاث مكثفة لتوثيق العوامل الفيزيائية الحيوية، ورسم خرائط ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى التعاون مع الباحثين والمتخصصين لحصر التنوع البيولوجي البحري لهذه الأنظمة البيئية الفريدة.
وفي النهايه :
تظل الثقوب الزرقاء في السعودية لغزًا يستحق الدراسة والبحث، فهي لا تمثل فقط تكوينات جيولوجية فريدة، بل أيضًا أنظمة بيئية غنية تحتضن تنوعًا بيولوجيًا مذهلًا. فهل ستكشف لنا الأبحاث المستقبلية المزيد عن أسرار هذه الأعماق الزرقاء وعن الدور الذي تلعبه في الحفاظ على التوازن البيئي في البحر الأحمر؟







